صدرت، أخيرا، مجموعة من الأبحاث العلمية، تنفي وجود الأنبياء وأن الأمر يتعلق بقرصنة لأساطير حضارات بلاد ما بين النهرين، من قبل الكتاب المقدس، قبل أن يقتبسها منه الإنجيل والقرآن. الدليل حسب ادعاءات هؤلاء، هو عدم وجود دليل أثري ومادي واحد حول وجود الشخصيات الدينية، إلا أن لمصطفى بوهندي أستاذ التاريخ المقارن وجهة نظر مثيرة، وهي أن ما جاء في الأساطير مبني على وحي، فتعرض للتحريف والتزوير لسنين طويلة، وأن الكتب المقدسة قدمت الرواية الصحيحة، إضافة إلى أن عملية التنقيب عن الآثار تمت في المكان الخطأ، أي الشرق الأوسط، لأن أصل الإنسان ومكان ظهور الأنبياء كان بإفريقيا وهناك دلائل علمية تؤكد هذا الطرح. الحلقة الخامسة ذرية إبراهيم بعيون علم الآثار عدم وجود أدلة علمية وتاريخية حول وجودهم دليل أن التنقيب تم بالمنطقة الخطأ الرد على المشككين في وجود إبراهيم ويعقوب وأسباطه وموسى يمكن تلخيصه في جملة واحدة، وهي أن كل أسماء الشعوب المذكورة في الكتاب المقدس، وجغرافية الكتاب وتضاريسه توجد في إفريقيا. فالحديث عن العبرانيين، كما ورد في الكتاب المقدس والتي تعني "عابري النهر"، تدل على اسم شعب يوجد في منطقة استوائية بإفريقيا تسمى "عبر النهر"، أي "كروس ريفير"، وهي ما زالت موجودة في غرب جنوب نيجيريا، وسكانها يسمون عبرانيين إلى اليوم، بلغات المنطقة، فسكان هذه المنطقة لا يمكنهم التنقل إلا بعبارات بحكم أن بها أنهارا كبيرة. فأصل إبراهيم من هذه المنطقة الإفريقية، التي غادرها صوب أرض كنعان، وفيها كل الآثار والأدلة التي جاءت في الكتاب المقدس والقرآن، وعلى رأسها مهارة شعوبها في نحت الأصنام من الشجر والحجر وحتى الحديد والذهب، وما زالوا يعبدون الأوثان لاعتقادهم بوجود الأرواح وقداستها إلى اليوم. وحتى النبي يعقوب وأبناؤه الاثنا عشر، عاشوا في إفريقيا، وانتقلوا إلى مصر وعندما غادروها انتشروا من جديد في إفريقيا حيث يوجد حاليا أبناء أعمامهم، وهناك دلائل على الأصل الإفريقي لليهود، فعدد من شعوب إفريقيا من أصول يهودية. والدليل الآخر أن اليهود من أصول إفريقية، عندما خاطب الله بني إسرائيل " اهبطوا مصرا، فإن لكم ما سألتم"، يعني أنهم كانوا بمنطقة مرتفعة عن أرض مصر، وهي السودان حيث يواصل نهر النيل تدفقه من إثيوبيا، نازلا إلى مصر. وبالعودة إلى قصة النبي موسى، يدعي علماء أثار أن شخصية موسى أسطورة ولا وجود لها في آثار وكتابات الفراعنة، التي أرخت كل صغيرة وكبيرة، إلا أنه بالعودة إلى الكتاب المقدس والقرآن، نجد أنهما أشارا إلى أن مغادرة اليهود لمصر كانت صوب صحراء إفريقيا وليس الشرق الأوسط، والدليل أنه لا يمكن لـ600 ألف يهودي، هذا إذا لم ندخل النساء والأطفال والبهائم، أن يتيهوا لمدة 40 سنة بمثلث صغير جدا في شبه جزيرة سيناء، شمال شرق مصر، كما يروج البعض، بل إن اليهود خرجوا صوب جنوب مصر حيث هناك الصحراء الكبرى، والتي سماها الكتاب المقدس "نيكيف" أي الجنوب، وترجمت بشكل متعمد وخاطئ إلى صحراء "النقب" التي توجد شمال مصر، رغم أن نسخة الملك جيمس القانونية الإنجليزية احتفظت بترجمة الجنوب. أسرة الرعامسة إذن قصة خروج اليهود من مصر، وقعت في شمال السودان حيث كانت مصر وقتها خاضعة لحكم أسرة "نوبية"، هي أسرة الرعامسة، في الدولة المصرية الحديثة، وهم فراعنة سود، وليس خلال حكم رمسيس الثاني كما يدعي البعض، وفيها شق موسى نهر النيل من أجل العبور وليس البحر الأحمر، كما هو رائج لدى الدارسين الغربيين ومن سار سيرهم، والدليل أنه على اليهود قطع مسافة 200 كيلومتر على الأقل في الصحراء المحرقة للوصول إلى هذا البحر، انطلاقا من مكان إقامتهم بجانب النيل، وهي مسافة طويلة جدا، سيما أن القرآن والكتاب المقدس يتحدثان عن نجاح الفرعون، في اللحاق بهم خلال يوم أو بعض يوم وإدراكهم عند الفجر، إضافة إلى كل هذا يصعب قطع البحر الأحمر حتى لو كان فارغا من المياه، لأنه ببساطة عبارة عن صدع عميق يصعب المرور منه. مصطفى لطفي