تطبيقات الأولمبياد… تعقيدات وارتباك

"وقايتنا" حاضرة في طوكيو وأنانية أطر تقنية مغربية تغضب رياضيين إعداد: صلاح الدين محسن (موفد الصباح إلى طوكيو) فرضت السلطات اليابانية على المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو، التعامل بمجموعة من التطبيقات، من أجل تسهيل عملية إرسال المعلومات، وتفادي التعامل بالوثائق، بالنظر إلى الإكراهات التي فرضتها جائحة كورونا. واضطر الرياضيون والمسؤولون والصحافيون المغاربة، إلى التعامل مع هذه التطبيقات، رغم تعقيدات البداية، قبل قدومهم من المغرب، على أن تعمل بشكل تلقائي، بعد وصولهم إلى طوكيو، إذ واجهت البعثات المغربية، مجموعة من المشاكل، بسبب الضغط الكبير، الذي عرفته هذه التطبيقات، بحكم حجم الوفود، التي حلت من العالم بأسره. ولم تقتصر هذه التعقيدات على المغاربة فحسب، بل عانتها مجموعة من المشاركين الأجانب، سيما أن السلطات اليابانية، لم تفعل هذه التطبيقات بشكل جيد، الشيء الذي أحدث ارتباكا لدى الوفود المشاركة. تطبيق "أوشو" يعد هذا التطبيق الأهم خلال الألعاب، بحكم أنه يتضمن جميع المعطيات الخاصة بكل عضو من أعضاء الوفود المشاركة، سواء الرسمية أو الرياضية أو الإعلامية، ويتضمن معطيات شخصية عن المشارك، إضافة إلى جميع الوثائق المتعلقة بفحوص كورونا، إذ تفرض السلطات اليابانية إجراء فحصين بالمغرب، أولهما قبل 72 ساعة، والثاني قبل 48 ساعة، على أن تدخل المعطيات الموجودة فيهما، في تطبيق "أوشو"، حول رحلتي الذهاب والإياب بين المغرب واليابان. ولجأت السلطات اليابانية إلى هذا التطبيق، من أجل تسهيل عملية الدخول، على أن تفعل بالمغرب، عبر رمز سري تمنحه اللجنة المنظمة إلى كل عضو مشارك في الألعاب الأولمبية، وتكليف اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية ببعثه إلى جميع أفراد الوفد المغربي، غير أن عدم تفعيلها طرح العديد من المشاكل للوفود المغربية. ولم يعمل تطبيق "أوشو" لدى الوفد المغربي، إلا بعد وصوله إلى طوكيو، وتحديدا بعد مرور يومين على ذلك، إذ أن مهمته الأساسية تتبع الحالة الصحية لكل مشارك، من خلال وضع بيانات يومية عن درجة الحرارة، وحول ما إذا كانت هناك أعراض تظهر على كل فرد، والتبليغ عنها فورا. ويشكل هذا التطبيق، المركز الرئيسي لجميع المعلومات المتعلقة بكل فرد من أفراد البعثات الرياضية الموجودة بطوكيو، إذ يبقى العمل به ساريا إلى العودة إلى المغرب، بحكم أن البيانات، التي يتضمنها تتطلب أيضا وضع نتائج التحاليل الأخيرة لفيروس كورونا. "كوكوا"... "وقايتنا" إن تطبيق "كوكوا" شبيه إلى حد كبير بتطبيق "وقايتنا"، المعتمد في المغرب، ومهمته الأساسية أنه يتابع الحالات المصابة بفيروس كورونا المحتملة، وأي شخص يمر من أمامك حامل لفيروس كورونا، فإنه يصدر إنذارا بالأحمر، ويمكن السلطات اليابانية، من رصد تلك الحالات، والأشخاص الذين احتكوا بها، من أجل اتخاذ جميع الاحتياطات الضرورية. ويعمل هذا التطبيق على تفعيل تحديد الموقع بشكل تلقائي، دون أن يفعله المشارك في الألعاب الأولمبية، إذ يعد هذا التطبيق من بين أهم التطبيقات، التي تساعد السلطات اليابانية على رصد الحالات المحتملة، وتجنبها لعدم انتشار الفيروس، سيما خلال هذه الألعاب، التي استقطبت العديد من الوفود. ورغم أن هذا التطبيق مهم بالنسبة إلى السلطات اليابانية، إلا أن جميع أفراد الوفد المغربي لم يفعلوه بشكل مناسب، بحكم أنه لا يشتغل بالطريقة الصحيحة، كما أن وظيفته تنحصر في تفعيل تطبيق تحديد المواقع، ذلك أن جميع أعضاء الوفد المغربي، اضطروا إلى إدخال بياناتهم الخاصة، أبرزها الرقم التسلسلي، الذي يحمله كل مشارك في الألعاب الأولمبية. ويعد الرقم التسلسلي الموجود في الاعتماد المسلم إلى جميع أفراد الوفد المغربي، بمثابة رقم البطاقة الوطنية للتعريف، إذ به يمكن الولوج إلى جميع الملاعب والفضاءات الرياضية، وبدونه لا يمكن، ذلك أن السلطات اليابانية، وضعت أجهزة خاصة عند مدخل كل ملعب أو فضاء رياضي أو قاعة رياضية، يجري التحقق من خلالها من هوية الفرد، بوضع الرقم التسلسلي في الاعتماد ووجه صاحبه على منطقة فيه، ومطابقتها مع البيانات الموجودة في الحاسوب، قبل أن يشتعل ضوء أزرق لإتمام المطابقة، أو بالأحمر في حال عدم المطابقة، وبعد التحقق من هذه العملية، فإنه يمر عبر حزام لرصد أي أسلحة أو متفجرات، مثل الموجودة في المطارات. طوكيو "بوكينغ" هو تطبيق خاص بالألعاب الأولمبية فقط، ومهمته الأساسية ضبط وتحديد وسائل الإعلام، التي ترغب في تغطية أي نشاط رياضي، إذ يتضمن جميع الأنواع الرياضية، وتاريخ التظاهرة، على أن تملأ وسائل الإعلام الحاضرة والمعتمدة في الأولمبياد، استمارة إلكترونية، تتضمن البريد الإلكتروني والرقم التسلسلي للاعتماد، ومن خلالهما يمكن الحصول على الاعتماد لحضور تغطية أي منافسة. ويعمل هذا التطبيق مع اللجنة الأولمبية الدولية، إذ بعد تحديد النشاط الذي ترغب وسائل الإعلام المشاركة فيه، وإرساله إليها، ترد برسالة إلكترونية بالموافقة، شريطة أن تبعث الرسالة قبل الرابعة عصرا، من اليوم السابق للتظاهرة، غير أن اللجنة المنظمة تتساهل مع الوفود المشاركة، خاصة الوفد المغربي، عندما لا يسجل أي فرد اسمه قبل التوقيت المذكور، وتسمح له بالدخول للتظاهرة، مع التزامه بتسجيل اسمه في الورقة المعتمدة، من قبل اللجنة المنظمة. ويسمح هذا التطبيق بتسجيل جميع وفود الإعلام، التي عملت على تغطية الحدث، إضافة إلى معرفة تحركات وسائل الإعلام، والرياضات التي تعرف إقبالا كثيرا، في الوقت الذي يسهل عملية تنظيم الولوج والخروج من القاعات الرياضية، وكذلك يمنع الاكتظاظ بمنصة الصحافة، إذ أن التظاهرات التي تعرف حضور وسائل إعلام كثيرة، يقفل التطبيق الخاص بها، بعد الوصول إلى العدد المحدد. تطبيقات الجائحة خضع الوفد المغربي لتحاليل كورونا، قبل الذهاب إلى طوكيو، غير أنه بعد وصوله، وفي اليوم الثاني تحديدا، وزعت السلطات اليابانية على جميع أفراده ست عينات فارغة، على كل فرد البصق فيها، ووضعها لدى متطوعين يجمعونها، لإخضاعها للتحاليل، لكن يتعين على كل فرد من أفراد الوفد المغربي، ملء التطبيق، برقم الاعتماد، والرقم التسلسلي للعينة، وتاريخ وضعها. جميع التطبيقات الموجودة المفروضة من قبل السلطات اليابانية، تستهدف بالأساس مواجهة جائحة كورونا، بحكم أنها المعضلة الأساسية التي واجهت المنظمين، واللجنة الأولمبية الدولية، التي سعت بجميع الأشكال إلى إقامة أولمبياد طوكيو، لتفادي أداء الغرامة للمستشهرين. وشكلت الجائحة محط اهتمام المنظمين بالأساس، إذ أن جميع التطبيقات الموجودة، متعلقة ببيانات حول الوضعية الصحية للوفود المشاركة في الأولمبياد، وتتبع أي حالة منذ وصولها إلى طوكيو، ومعرفة أدق التفاصيل عنها، إلى درجة أنها جهزت جميع الفنادق والإقامات بالفضاءات الرياضية بأجهزة مراقبة الحرارة، ومواد التعقيم، وفي جميع وسائل النقل والمحلات التجارية، ولا يمكن الدخول أو الخروج إلى أي مكان دون استعمال هذه الوسائل. واضطرت الوفود المغربية إلى التأقلم مع هذه الإجراءات، سيما أن اللجنة المنظمة وضعت مراقبين في جميع الفنادق والإقامات، للتأكد من مدى الاستجابة لاتباع التعليمات والإجراءات المتبعة، في الوقت الذي أبان جميع المغاربة عن انضباط تام معها، إذ لم تسجل أي مخالفات عن الوفد المغربي، وأي مخالفة قد تقع، لا يتعامل معها الأمن الياباني بحزم، سيما أنها تكون ناجمة عن سهو في الكثير من الحالات. ارتباك مغربي ساهمت كثرة التطبيقات المبرمجة من قبل اللجنة الوطنية الأولمبية، في ارتباك الوفد المغربي المشارك في أولمبياد طوكيو، رغم أن إداريي اللجنة الوطنية الأولمبية يشرفون على ملء جميع خانات التطبيقات بدل الرياضيين، من أجل عدم شغلهم بأمور بيروقراطية، والتركيز أكثر على التداريب. وخلفت هذه الإجراءات مشاكل من نوع آخر، أبرزها أن مسؤولين ببعض الجامعات، يطالبون الأطر الإدارية والطبية التابعة للجنة الوطنية الأولمبية، بالإسراع في إدخال البيانات الخاصة بهم، قبل الرياضيين، الشيء الذي أثار فوضى في بعض الأحيان، وهو ما كشف أنانية بعضهم، في الوقت الذي لا يتطلب ملء هذه التطبيقات أكثر من خمس دقائق على الأكثر. وساهمت هذه الأحداث، في ارتفاع ضغط العمل على الأطر الإدارية والطبية للجنة الوطنية الأولمبية، ومحاولة إرضاء جميع الوفود، من أجل تفادي التأثير على تحضيراتهم للمنافسات، عسى أن يحققوا ما جاؤوا من أجله، وهو الصعود إلى منصة التتويج، غير أن النتائج المسجلة في الألعاب إلى حدود الآن يندى لها الجبين، وأثارت الكثير من علامات الاستفهام، حول ما جدوى كل التضحيات، التي تقوم بها الأطر الإدارية والطبية. وعانت جميع الوفود المغربية بسبب التعقيدات التي فرضتها التطبيقات المخصصة للمشاركين في الألعاب الأولمبية، إذ أنها حظرت عليها أيضا استعمال وسائل النقل العمومية، إلى حين مرور 14 يوما، وبإمكان استعمال سيارات الأجرة، شريطة الالتزام باستعمال تلك المخصصة للألعاب فقط، على أن يتكلف فندق الإقامة باستدعائها، بضمان الرقم التسلسلي الموجود في الاعتماد، سواء تعلق الأمر بالرياضيين أو الأطر أو الصحافيين. ويتعين على الوفد المغربي التعايش مع هذه التطبيقات طيلة فترة إقامته بطوكيو، إلى حين مغادرتها، إذ أنه ملزم أيضا بوضع نتائج آخر تحليلات فيروس كورونا، التي تسبق تاريخ المغادرة بحوالي 48 ساعة، والتوفر عليه يعد أمرا ضروريا.

تطبيقات الأولمبياد… تعقيدات وارتباك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجواهري يكشف أعطاب الحكومة

الوداد يجرب غينيا تحسبا لرحيل الكعبي

مقالات ذات صلة