مراهقون تمردوا على المألوف

عصيان وشغب ومتهمون بالقتل صوروا أشرطة قبل تسليم أنفسهم طفت على السطح في العشرية الأخيرة، سلوكات طائشة لشباب ومراهقين، شدت الانتباه، وأعجزت مختلف المتدخلين من مختصين نفسيين واجتماعيين، عن إيجاد تفسيرات دقيقة وواضحة لها، سيما أن وسائل الردع المتاحة من اعتقال ووضع في السجن أو الإصلاحيات، لم تنفع في الحد من تطور الجنوح الإجرامي لهذه الفئات، ما يتطلب تشريحا دقيقا للمسببات، لمحاولة تجاوز حالة التيه وانعدام الضبط. وظهر عصيان شباب ومراهقين، في حوادث مختلفة، عدت الأولى من نوعها، إذ تنامت أحداث الشغب بالملاعب، والتي كان أبطالها مراهقين وقاصرين، ورغم سلسلة الاعتقالات التي تطول العديد منهم في كل مناسبة تتكرر الحوادث نفسها، بل تتطور لتخرج عن الملاعب وتختار فضاءات الطرق والأحياء واعتراض حافلات المشجعين وغيرها من الصور التي أسفرت عن قتلى وجرحي. ولم يتوقف العصيان حتى داخل المعاقل التهذيبية، نظير ما شهدته إصلاحية عين السبع، في وقت سابق من عصيان وتمرد، انتهى بتدخلات أمنية استعملت فيها الذخيرة الحية، لوقف الاعتداءات التي كان مصدرها مجموعة من القاصرين، والتي انتهت بإيقاف العشرات من المتورطين في أحداث العنف وإضرام النار ومواجهة القوات الأمنية، وإحالتهم على القضاء. كما أسفرت الأبحاث عن كشف العقل المدبر، الذي اتضح أنه غادر السجن وعاد إليه في أقل من أسبوعين. واتخذت المندوبية العامة للسجون، قرارات منها تنقيل جميع المتورطين في عملية الهروب، إلى سجن العرجات ضواحي مدينة الرباط، وتوقيف المديرة ورئيس المعقل وإجراءات أخرى للحلول دون تكرار الجريمة الجماعية. من جانب آخر طفت على السطح جرائم خطيرة نسبت إلى تلاميذ وشباب، بعضها له علاقة بفضاءات الدردشة، إذ جرت عمليات استدراج انتهت باغتصاب أو اعتداءات جسدية أو سرقات، كما أن بعض المراهقين سيما المدمنين منهم، ارتكبوا جرائم سرقة بالنشل مقرونة باستعمال سلاح أبيض، نجمت عنها مآس، بعد قتل الضحايا أو إصابتهم بعاهات مستديمة. ومن أغرب صور الاعتداء، تلك التي أقدم فيها جناة مراهقون على تصوير أشرطة قبل تسليمهم أنفسهم، والتحدث بطريقة غير مسبوقة إلى الرأي العام، لتبرير جرائم فظيعة، بل امتد الطيش إلى التوجه إلى مقر أمني خارج التوقيت الإداري، وادعاء أن المتهم أو المتهمين يريدان تسليم أنفسهما لكن مصلحة الأمن مغلقة، وغير ذلك من صور التمرد، التي لم تكن تخطر ببال. وتحولت سلوكات الطيش، إلى تحديات، إذ تغيرت المفاهيم بين الأمس واليوم، وأصبح اعتراض سبيل "طرامواي"، بوضع طاولة وكرسي على السكة مع ما يعتري ذلك من مخاطر، والتسبب في عرقلة وسيلة النقل، محاولة للفت الانتباه وتوصيل رسائل بطريقة غير مقبولة. ورغم إيقاف المعني بالأمر كرر شاب آخر سلوكا مماثلا، ناهيك عن جملة من الحوادث التي بدت غريبة عن الأجيال السابقة، وغير مقبولة من قبل الأسر. المصطفى صفر

مراهقون تمردوا على المألوف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خطة ترشيحات مدسوسة لـ "بيجيدي"

"الليلة سهرتنا" على "دوزيم"

مقالات ذات صلة