هكذا تهرب بوليساريو أموال الجنرالات

الأجهزة الجزائرية فتحت حسابات بنكية لقيادات الجبهة في مختلف دول العالم بحجة جمع المساعدات المالية بقلم: الفاضل الرقيبي منذ تأسيسها بالزويرات الموريتانية بداية سبعينات القرن الماضي، وضعت قيادات الجبهة نفسها تحت تصرف الضباط في محيط المرادية وبن عكنون، ومع مرور الوقت وسنوات السلام الأخيرة تحولت بوليساريو إلى شركة وطنية جزائرية مثلها مثل "سوناطراك" و"سونلغاز"، غير أن نشاطها التجاري اختلف عنهما قليلا، فقد تخصصت بوليساريو في تهريب الأموال المنهوبة من الشعب الجزائري إلى الخارج تحت ذرائع عديدة، منها ما هو إنساني، ومنها ما هو تجاري. فقد عمدت الأجهزة الجزائرية إلى فتح حسابات مصرفية وبنكية لقيادات البوليساريو في مختلف دول العالم، بحجة جمع التحويلات والمساعدات المالية، التي تقدمها الدول والمنظمات وكذا الأشخاص لفائدة اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف. فالبوليساريو عن طريق مؤسستي ما يسمى الهلال الأحمر الصحراوي ووزارة التعاون الصحراوية، تقوم بتحويلات مالية ضخمة من وإلى الجزائر، مستفيدة بذلك من الإعفاءات الضريبية، و الأدهى من ذلك يتم وضع تلك الودائع بالمصارف الأوربية والأمريكية على أنها مخصصة لشراء الأغذية والمعدات الطبية لفائدة سكان المخيمات، لتسلك بعدها مسارا طويلا وآمنا في الوقت نفسه، حتى تصل إلى حسابات ذويها من الجنرالات والمسؤولين الجزائريين، إذ كشفت تحقيقات محكمة سيدي أمحمد الأخيرة عن حجمها الخرافي والذي قدرته بين 200 و 300 مليار دولار. بدورها، نشرت منظمة الأيادي النظيفة الإسبانية تقريرا اتهمت فيه ممثل جبهة بوليساريو بمنطقة كاطالونيا، المدعو عابدين بشرايا، بأنه حول أمولا طائلة كانت مخصصة لتطوير النظام التعليمي في المخيمات لحساب شركة وهمية لتستقر في حساب زوجة أحد الجنرالات النافذين بزرالدة. هذه العملية كانت في الحقيقة مجرد طريقة من الطرق الكثيرة والملتوية، التي تسلكها بعض أذرع الجنرالات داخل الجبهة من أجل تبييض ونقل الأموال، وعلى سبيل المثال كذلك، تقوم تمثيلية الجبهة بشكل متكرر بتحويل غلاف مالي بالعملة الصعبة إلى حساب أحد مكاتبها بإسبانيا، مرفوقة بفاتورة وهمية مصادق عليها، من قبل الرئاسة، تتعلق باقتناء أجهزة و مواد غذائية، ليقوم هذا الأخير بتحويل المبلغ لفائدة حساب ٱخر في إحدى الدول الأخرى داخل أو خارج الاتحاد الأوربي، حيث يتم الاحتيال على المصارف الأوربية. كما أن تسهيل عبور ما يعرف بدبلوماسيي الجبهة من المطارات الجزائرية، وهم يحملون الحقائب الدبلوماسية، مكن أيضا العديد من المسؤولين الجزائريين من نقل أموالهم إلى الخارج، و الكل يتذكر في هذا الباب إيقاف شرطة مطار عنابة الدولي لنجل زعيم بوليساريو السابق محمد عبد العزيز، الذي كان متوجها آنذاك إلى العاصمة الكوبية "هافانا"، وفي حوزته حقيبة تحتوي على مليون أورو، بحيث كشفت التحقيقات التي تم إجراؤها في هذا الصدد أن هذا المبلغ يعود لقائد سرية المقر العام للناحية العسكرية الرابعة آنذاك علي سيدان، و نتيجة لذلك أطلق سراح الولي وسحبت جريدة الحياة الخبر من موقعها، بعدما تبين أنه كان يقوم بدور الحمال لتسليم حقيبة الأوروهات بمطار مدريد لأحد أقرباء سيدان. ويعتبر ما يسمى وزير خارجية بوليساريو محمد سالم ولد السالك كبير مهربي العملة الصعبة لفائدة جنرالات الجزائر خصوصا في اتجاه أمريكا اللاتينية التي نسج بها علاقات وطيدة مع شبكات مختصة في غسيل الأموال عبر القارات، و هو ما يفسر بقاءه في منصبه منذ 23 سنة، حيث كانت جل محاولات محمد عبد العزيز وبعده إبراهيم غالي لتنحيته تواجه بالرفض القاطع من قبل جنرالات الجزائر، الذين يقدرون ولد السالك لنباهته في مجال تهريب الأموال، وليس في العمل الدبلوماسي. استعمال قادة بوليساريو كحمالة لتهريب أموال الجزائر ليس بالأمر الغريب، فالتنظيم يعتبر مجرد أداة ووسيلة بيد القادة والمسؤولين الأمنيين في مبنى عنتر، فمن يقوم بتقديم الفتيات القاصرات لعرابيه من الجنرالات ويصمت صمت القبور أثناء إحراق الشباب التائه في الحمادة، بل ويساعد حرس الحدود الجزائريين على خنق أهاليه وانتهاك حرماتهم، ليس بالغريب ولا بالمستحيل أن يقوم بشيء أخطر وأقذر من ذلك. ولعل المتصفح لتاريخ بوليساريو مند تأسيسها، لن تتأتى له متابعة سوى مشاهد تغلب عليها مظاهر الدم و الدموع، من تعذيب و صلب و تقطيع واتجار في البشر. إذن فبوليساريو لا تعدو أن تكون مجرد حركة مشبوهة ومشوهة تحولت ثلة من قادتها إلى أداة لضخ أموال البترول والغاز نحو الخارج، مقابل تذاكر الطيران وحجوزات الفنادق وجوازات سفر ديبلوماسية جزائرية لتحصينهم من رقابة القانون.

هكذا تهرب بوليساريو أموال الجنرالات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تسريبات صفقات كورونا تهز البرلمان

وزير كل الحقائب*

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات