53 منخرطا اشتكوا رئيسها وأمين مالها لابتدائية فاس وقدموا شكاية موازية لقسم جرائم الأموال استدعت ابتدائية فاس، رئيس وأمين مال ودادية سكنية، إلى جلسة صباح الاثنين 12 يوليوز الجاري، لمساءلتهما حول تهم «النصب وخيانة الأمانة واختلاس أموال» المنسوبة إليهما من قبل أعضائها المنخرطين الذين تقدموا في مواجهتهما بمقال افتتاحي سجل بالمحكمة أواخر يونيو الماضي. ولجأ 53 منخرطا للقضاء ضد المسؤولين في ودادية الربيع السكنية، ومنهما محام أستاذ جامعي، بعد استنفادهم كل المحاولات الممكنة لإيجاد حل للمشكل رغم طول مدة انتظارهم للحصول على رخصة التجهيز، طيلة عقد، لكن «تعنت المكتب وعدم فتح حوار معهم» دفعاهم لتقديم المقال. وطرقوا باب وكيل الملك للبت في «هذا المخاض المؤلم، طالبين الحماية القانونية» وطلبا للتحقيق معهما وتعويضهم عن الضرر المادي الذي لحقهم منذ انخراطهم في الودادية في 2011، على غرار 350 منخرطا في الودادية، بل قدموا شكاية أخرى للوكيل العام المكلف بجرائم الأموال. وطلب المنخرطون المشتكون استصدار أمر بإنجاز خبرة على مالية الودادية التي أنشئت لتهييء تجزئة سكنية وفق القوانين الجاري بها العمل، والاستفادة من وعاء عقاري صالح للبناء وتجهيزه وتوزيعه على المنخرطين الذين أدوا مبالغ مالية، لكن فوجئوا بتأخر إطلاق المشروع. وبلغت المبالغ في مجموعها بين 29 مليون سنتيم و37 مليونا، حسب الفئات، إذ طلب من كل منخرط أداء واجب التجهيز بين 3 ملايين و5، قبل أدائهم 4 ملايين سنتيم مقابل واجب صوائر الرخصة تحت طائلة التشطيب، قبل أن يفاجؤوا في 2018، أن الودادية لم تحصل على الترخيص. وكانت صدمة المنخرطين كبيرة بذلك وعدم إمكانية استفادتهم من رخصة البناء، إذ «كنا ضحية سوء التسيير بتأكيدات خادعة مست ذمتنا المالية في غياب أي معلومات عن وضعية المنخرطين المالية وأسمائهم، ووقائع كاذبة يسودها الغموض وعدم الشفافية وغياب التواصل للتدليس». ولم يقدم المكتب المسير للودادية، «حسابات الجمعية» كما كشف ذلك المنخرطون المشتكون في طلبهم إجراء خبرة محاسباتية لماليتها من بداية الاكتتاب في يوليوز 2011، متحدثين عن «سوء نية متمثلة في استخدام أموال طائلة للتجهيز في غير محلها» بلغة الطلب. ويؤكد متضررون ومنهم أطباء ومحامون وأساتذة جامعيون، عددهم 350 منخرطا، أنهم أدوا كل الأقساط المالية المتعلقة بشراء البقع الأرضية (3 دفعات) والتجهيز (دفعتان)، قبل أن يفاجؤوا بتبريرات المكتب المسير المشيرة لصعوبة الحصول على رخصة التجهيز. وخاض المنخرطون الغاضبون أشكالا احتجاجية مختلفة آخرها بدء من الحادية عشرة صباح السبت الماضي أمام مقر الودادية، بعدما احتجوا في أوقات سابقة طلبا للحوار وتجديد مكتبها وإعطاء توضيحات مقنعة لمآل المشروع، عوض اللجوء إلى سياسة الهروب إلى الأمام للتملص من المسؤولية. حميد الأبيض (فاس)