الفريق تأثر بسوء البرمجة والعقم التهديفي والتحكيم والبنزرتي في قفص الاتهام فرط الوداد الرياضي في إنجاز إفريقي جديد، بعد إقصائه أمام كايزر شيفز، أول أمس (السبت)، في نصف نهاي عصبة الأبطال. وخيب الوداد آمال جماهيره العريضة، في بلوغ النهائي بملعب مركب محمد الخامس في البيضاء، فيما يبدو أن هناك عوامل رئيسية ساهمت في هذا السقوط. تأثير البرمجة أرغمت الجامعة الوداد الرياضي على خوض مباريات متتالية في الفترة الأخيرة، دون مراعاة استحقاقاته القارية، الأمر الذي انعكس سلبا على أدائه أمام الفريق الجنوب إفريقي. وبينما كان الوداد ينتظر تأجيل مباراته أمام نهضة الزمامرة، لمنحه قسطا من الراحة، قبل مواجهة كايزر شيفز في ذهاب نصف نهائي الأبطال، وجد نفسه مضطرا لإجراء المباراتين المبرمجتين أمام الزمامرة ونهضة بركان في ظرف وجيز، وهو ما أرهق لاعبيه، وأغضب مدربه فوزي البنزرتي. وانتفض البنزرتي بعد نهاية مباراة الزمامرة، محملا الجامعية مسؤولية تراجع مستوى فريقه، بسبب كثرة المباريات المبرمجة في ظرف وجيز، قبل مواجهة كايزر شيفز. وقال البنزرتي إن "البرمجة عصرتنا مثل الليمونة"، ونحن لسنا مسؤولين عن تأخر انتهاء البطولة". عقم هجومي أضاع لاعبو الوداد فرصا سهلة أمام استغراب أغلب المتتبعين، سواء في مباراتي الذهاب أو الإياب. وعجز ممثل الكرة الوطنية في دوري الأبطال عن إيجاد حلول هجومية طيلة المباراتين، رغم التوفر على مهاجمين يملكون الخبرة اللازمة، من قبيل أيوب الكعبي ومحمد أوناجم وأيمن الحسوني ووليد الكرتي ومؤيد اللافي. وافتقد الوداد للفعالية أمام المرمى، خاصة من قبل الكعبي، الذي ضيع فرصا سهلة، ما جعله أمام انتقادات شديدة اللهجة من قبل مناصري الوداد، بسبب سوء تعامله مع فرص في المتناول. ويطالب أنصار الوداد برأس حربة يجيد إحراز الأهداف في المباريات الحاسمة، ومنح الفرصة للاعبين آخرين ظلوا حبيسي دكة البدلاء، منذ انطلاق البطولة. ورغم فشله في التسجيل، إلا أن الوداد حافظ على نظام لعبه المعتمد على التمريرات الطويلة، غير المجدية، وعدم تنويع هجوماته، إضافة إلى عدم قيام أيوب العملود ويحيى عطية الله بدورهما في مساعدة خط الهجوم، ناهيك عن إصرار اختراق دفاع كايزر شيفز من وسط الدفاع، المتماسك، في الوقت الذي عجز فيه المدرب فوزي البنزرتي عن إيجاد الحلول الفعالة. التحكيم نقطة سوداء عانى الوداد ظلما تحكيميا خلال مباراته أمام كايزر شيفز الجنوب إفريقي، بعدما تغاضى الحكم الكونغولي ندالا عن ضربة جزاء واضحة مع انطلاق الجولة الأولى. وأرجع محللون أن التحكيم كان سببا في إقصاء الوداد من نصف نهائي الأبطال، وهناك من اعتبر أن الوداد تعرض لمؤامرة تحكيمية، على حد تعبيرهم. ولم يكلف الحكم نفسه عناء العودة إلى تقنية ال"فار"، ما يطرح علامة استفهام حول الموضوع. تأثير هزيمة الذهاب ضيع الوداد الرياضي نسبة كبيرة من حظوظه، عندما تعثر أمام منافسه كايزر شيفز في مباراة الذهاب، الذي جمعهما بملعب مركب محمد الخامس في البيضاء الأسبوع الماضي. ولم يظهر الوداد مستواه المعهود في الذهاب، بعدما أهدر فرصا سهلة أمام فريق تراجع إلى الوراء طيلة المباراة، قبل أن يقتنص هدفا ضد مجرى اللعب. وما يعاب على الوداد استهانته بالمنافس، بسبب قلة تجربته الإفريقية، إذ خاض المباراة بثوب المنتصر والقوي، في الوقت الذي أثبت كايزر شيفز نجاعته الدفاعية وحسن تنظيمه في المباراتين. ورغم فشل البنزرتي في إدارة مباراة الذهاب، إلا أن المدرب حافظ على النهج التكتيكي نفسه والاعتماد على الأسماء نفسها، التي عجزت عن فك شفرة المنافس، عدا إشراك أيوب سكومة، في ربع ساعة الأخير، وهو الذي غاب عن المباريات، بسبب اختيارات المدرب نفسه. البنزرتي في قفص الاتهام ولم تقتصر الانتقادات على أيوب الكعبي وباقي زملائه، بل شملت كذلك المدرب فوزي البنزرتي، بسبب قصوره التكتيكي وعناده. وحمل الجمهور مسؤولية الإقصاء إلى المدرب البنزرتي بسبب اعتماده على العناصر نفسها طيلة المباريات السابقة بدل القيام بتدوير اللاعبين، ما تسبب في إرهاق اللاعبين الأساسيين، فيما أصر على إبعاد لاعبين أثبتوا مؤهلاتهم في مباراة نهضة بركان، نظير أيوب سكومة ومنصف الشراشم وسفيان كركاش وآخرين. ويرى وداديون عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي أن البنزرتي كان سببا مباشرا في إقصاء فريقهم، بعد الاعتماد على 14 لاعبا فقط منذ بداية البطولة وعدم تغيير نهجه التكتيكي، وفق ظروف كل مباراة على حدة، داعيا إياه إلى مراجعة الأوراق قبل فوات الأوان. إحباط الجماهير بعد الإقصاء لم تستسغ جماهير الودادأول أمس (السبت)، إقصاء فريقها من نصف نهاية عصبة أبطال إفريقيا، وانتقدت اللاعبين والمدرب فوزي البنزرتي. ورغم اعتماده على تشكيلته الأساسية، التي أراحها أسبوعا، منذ مباراة الذهاب بالبيضاء، عجز البنزرتي عن هزم دفاع كايزر شيفز، طيلة 90 دقيقة، رغم استنجاده بأيوب سكومة ومؤيد اللافي في الشوط الثاني. ووصل لاعبو الوداد لمرمى كايزر، في العديد من المناسبات، غير أنهم افتقدوا للمسة الأخيرة، كما شدد على ذلك البنزرتي في تصريحه بعد المباراة. انتقادات متواصلة للبرمجة لم تضيع بعض جماهير الوداد الفرصة مجددا، بعد الإقصاء من العصبة، لتنهال على العصبة الاحترافية بالانتقاد، جراء تراكم المباريات في الفترة الأخيرة، غير مبالية بتمثيل الوداد للمغرب في مسابقة قارية هامة، مثل عصبة أبطال إفريقيا. واضطر المدرب البنزرتي لإشراك الفريق الثاني أمام نهضة بركان بداية الأسبوع الجاري، لإراحة الفريق الأول قبل موقعة كايزر شيفز، غير أن ذلك لم يكن كافيا، فيما تنتظر الفريق الأحمر سلسلة من المباريات الهامة في البطولة، في الأيام المقبلة. وحتى قبل التقاط اللاعبين لأنفاسهم، بعد الرحلة الطويلة لجنوب إفريقيا، سيكون عليهم مواجهة المغرب التطواني، بعد غد (الأربعاء)، لحساب الجولة 24، قبل مواجهة نارية في الديربي أمام الرجاء الرياضي، السبت المقبل، لحساب الجولة 25، علما أن الفريق الأخضر مطارد مباشر للوداد، وبفارق ثلاث نقاط. أفعال لا رياضية ظهر عشب ملعب "سوكر سيتي"، بحالة مزرية، خلال المباراة، إذ استغرب المتتبعون والصحافيون، الحالة التي بات عليها ساعات قبل انطلاق المباراة، في وقت كان يبدو جيدا قبل 24 ساعة من انطلاق المواجهة، في تداريب كايزر شيفز. وتفاجأ لاعبو الوداد بحالة العشب، الذي تم قصه بشكل غريب، لتبدو عليه حفر كبيرة، خلال تداريب ممثل المغرب، مساء الجمعة الماضي، إذ وصلت صور العشب لمواقع التواصل الاجتماعي، ليطالب البعض بفتح تحقيق لمعرفة أسباب تغير حالة العشب بين ليلة وضحاها. وعرف ملعب "سوكر سيتي" بجودة عشبه، غير أن ما حدث في مباراة كايزر شيفز والوداد، أساء لصورة كرة القدم الإفريقية، ما يضع الإدارة الجديدة للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أمام امتحان مهم، لتأكيد مصداقية الرئيس الجديد باتريس موتسيبي، لوضع قطيعة مع هذه الممارسات اللا رياضية. البنزرتي: كان ينقصنا هدف قال البنزرتي إن لاعبيه وصلوا لمرمى كايزر شيفز، لكنهم ضيعوا فرصا ببشاعة، رغم كل المجهودات التي قام بها لضمان تركيزهم أمام الشباك. وأضاف مدرب الوداد بعد المباراة، أن كل شيء سار في الطريق الصحيح، تقنيا وبدنيا، وكان ينقص هدف فقط لترجيح كفة الوداد، لكن ذلك لم يتحقق. وأوضح البنزرتي أن دفاع كايزر شيفز قام بعمل جيد، ومنع لاعبي الوداد من التسجيل، رغم أن بعض الفرص ضاعت بسبب سوء تركيز مهاجمي ممثل المغرب. ولم يخف مدرب الوداد خيبة أمله بعد الإقصاء، وكان يمني النفس في الوصول للنهائي، للبحث عن لقب ثالث في عصية الأبطال. إنجاز: العقيد درغام وعيسى الكامحي