“المعاشرة” أفسدت “العشرة”

مجموعات مغلقة على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف واقع شقاء جنسي تغرق فيه الأكثرية لا يتكلم المغاربة كثيرا عن أسرار غرف النوم، لكن منصات البوح، التي تعددت منذ كثر الحديث عن تداعيات سوء التربية الجنسية والاغتصاب الزوجي وغيرهما، كشفت تعثر العشرة، ومعها المعاشرة بين عدد كبير من الأزواج. وعرت محادثات مجموعات مغلقة على مواقع التواصل الاجتماعي واقع شقاء جنسي تغرق فيه الأكثرية، كما هو الحال في مجموعة نسائية تمكن بعض الذكور من أخذ العضوية فيها، دون المشاركة، حتى لا ينكشف أمرهم بين نساء يحكين بأسماء مستعارة قصصا تبين أن المشكل الرئيسي في أزمة غرف النوم هو الجنس، وكل طرف يُحمل الآخر مسؤولية المشكل القائم بينهما، ولكن الأزواج لا يستطيعون البوح علنا بوجوه مكشوفة عن الإشكال الجنسي لأنه من "الطابوهات" الكبرى في مجتمعنا. ولم تتردد صاحبة الحساب المسمى "الحب الأسود" في وصف ممارسات زوجها بأنه مجرد اغتصاب زوجي، غير أن المؤثر في قصتها أنها عاشت الاغتصاب وهي طفلة قبل أن تدخل في علاقة زواج كرست العنف الجنسي بشتى أنواعه، والسبب في هذه التجربة التي تصفها ب"الدامية"، هي أنها قبلت الزواج من مغتصبها الذي قام بتعنيفها وهي في سن مبكرة، ليجبرها بعد الزواج على إدمان مخدرات جنسية لتلبية رغباته التي اعتبرتها "شاذة". وهناك مغربيات امتلكن شجاعة الكشف عن معاناتهن على المباشر وليس فقط في مجموعات مغلقة، بدءا من البوح على أثير برامج إذاعية تعنى بالاستماع للنساء ضحايا العنف، في محاولة لإقناع المجتمع أن الاغتصاب الزوجي جريمة مسكوت عنها، وانتهاك مقنن لحقوق الزوجة، مشيرة إلى أنه يصطبغ في عدة أشكال. وهناك في المقابل من تمردن وكسرن القواعد المفروضة، عكس الأغلبية اللواتي رضخن لحكم المجتمع ودأبن على الالتحاق بالسرير دون ممانعة مع عدم القدرة على الحوار أو التأخر في الاستجابة لطلبات الزوج، بذريعة التقاليد وتسامح المجتمع في إذلال الزوجة، بدليل أن إحصائيات أكدت أن كل بيوت الزوجية ليست كلها آمنة، و تظل جدران غرف النوم هي الشاهد الوحيد على صرخات ألم وحزن مكتومة. وفي الوقت الذي يرفع فيه الرجال شرعية البحث عن البديل، في إشارة إلى "الصاحبة"، بحجة أن عشيقته تفهمه وتمارس معه الجانب الجنسي من العلاقة دون تحفظ، إلى حد أن أغلب أزواج العلاقات المتعثرة يجدون السعادة الجنسية في العلاقة خارج البيت، تكلمت بعض أصحاب حسابات الأسماء المزورة "مثل أميرة نفسي" بصراحة غير مسبوقة، فرغم أنها لا ترغب في فراق زوجها إلا أنها لا تخفي أن لها صديقا يفهمها ويتكلم معها بطريقة جميلة ويملء فراغها العاطفي والجنسي ويحسن الاستماع إليها، مشددة على أن الأمور المادية في علاقتها بـ"صاحبها" هي آخر همها. ياسين قُطيب

“المعاشرة” أفسدت “العشرة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إحـراج الزوجـة يجـرح كبرياءهـا

الثقافة الجنسية... "لا علاقة"

مقالات ذات صلة