الفيزازي: الإسلام شرع الثقافة الجنسية

قال الشيخ محمد الفيزازي، إن الجنس يحتاج إلى ثقافة أو توجيه، وهذه الثقافة تختلف من جيل إلى آخر، ومن أمة إلى أخرى، مشيرا إلى أن كلمة الجنس في الثقافة الإسلامية تحيل على الأسرة ومجموعة من القيم والأخلاق التي تحكم هذه الحقيقة الفطرية التي فطر الله الناس عليها. وأوضح الفيزازي في تصريح ل"الصباح"، أن الجنس سبب وجود الكائنات في هذه الحياة دون استثناء، مشيرا إلى أن التوالد عند المخلوقات سببه الرغبة في الوجود، وهو الحالة الفطرية الأولى من أجل وجود البشر وباقي المخلوقات الحية الأخرى، حتى في عالم النبات هناك شيء اسمه اللقاح، مضيفا "لذلك نجد أن الإسلام يعترف بهذه الفطرة ولا يمكن له إنكارها، لكنه ينظمها ويهذبها ويصقلها ويجعلها تؤدي المهمة الفطرية الشرعية التي أرادها الخالق عز وجل أن تكون". وشدد الداعية الإسلامي، على أن الثقافة الجنسية هي من الأسس الأولى التي تُرغب في إنشاء أسرة، سواء في ما يتعلق بإشباع الغريزة الجنسية مع الزوجة في ظلال الميثاق الغليظ الذي هو الأسرة، أو كذلك في توفير العامل الأول والضروري من أجل الاستمتاع بالأطفال وحبهم باعتبارهم أكبادنا التي تمشي على الأرض. وأورد المتحدث نفسه، أنه يمكن القول إن الجنس هو الأساس الأول في إنشاء المجتمعات والأسر والشعوب والقبائل، مشيرا إلى أن شيئا بهذه القيمة لا بد للإسلام أن يقيم له توجيها أو إرشادا، وهو ما فتئ النبي صلى الله عليه وسلم بين الحين والآخر يبين للمسلمين أن الحياة الأسرية وأن الزواج والارتباط بالطرف الآخر شيء مهم، حتى أنه جعله نصف الدين وأمر باتقاء الله في النصف الآخر " الزواج نصف الدين هذا ترغيب قوي من النبي عليه الصلاة والسلام، كما نجده حث على الإسراع إلى الزواج بقوله "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فهو له وجاء"، إذ يحث على إقامة هذه العلاقة الجنسية في إطار شرعي ويعطي العلاج الناجع للحيلولة دون الوقوع في صرف هذه الشهوة في غير موضعها بالقول "فإن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". وفي ما يتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، نجد أن الإسلام يضع قضاء الشهوة الجنسية في إطارها الشرعي، فإضافة إلى أنها متعة مباحة من قبل الله، فإنها يترتب عنها أجر. وأوضح الداعية الإسلامي أن قوله تعالى، "ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها"، يعني أنه لم يجعل المعاشرة بين الإنس والحيوانات كما يحدث الآن بحالات تمارس فيها المرأة أو الرجل الجنس مع كلب أو دابة أو رجل يعاشر رجلا أو امرأة تعاشر نفس جنسها، وهذا شذوذ جنسي فاضح، وكلمة "لتسكنوا إليها التي جاءت في الآية الكريمة من القرآن لم تأت عبثا، إذ لم يقل الخالق لتسكنوا معها، حيث يمكن للإنسان أن يسكن مع امرأة وهو لا يرغب فيها وبينهما البغضاء والعدواة، لكن قوله تعالى لتسكنوا إليها معناه الحب والعطف، وهذا هو التوجيه الشرعي لتصريف الشهوة الإنسانية في مجالها الشرعي وهدفها الحقيقي، إذ التناسل من أجل التكاثر والوجود وإعمار الأرض وعبادة الله، وهو ما لا تدركه الكثير من الثقافات المعاصرة". وأفاد الشيخ الفيزازي أن الثقافة الجنسية تخضع إلى ضوابط وأخلاق، لقوله تعالى "ويسألونك عن المحيض قل هو أدى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله، إن الله يحب المتطهرين"، مضيفا "هذه الآية تعلم المسلم أنه يأتي أهله من أي جانب أو أي مكان إلا في المكان المحرم، وهو الدبر وموضع الحيض، وهذه الثقافة لم تكن معلومة حينها، ولم تكن هذه المعرفة متاحة حينها، لذلك فالله يوجه الأزواج إلى مباشرة زوجاتهن بهذه الحرية الكاملة ويحررهم من أي قيد مادام هناك شيء اسمه التراضي وليس فيه اغتصاب وإكراه وإجبار ويركز عليه اسمه الطهارة والتطهير". وأوضح الفيزازي أنه حينما يقارن بين الثقافة الجنسية عند الإسلام وما يحدث لدى باقي المجتمعات الأخرى، نجد أن التحرر أشبع الحاجة الجنسية للبشر إلى حد التخمة، وهو ما انعكس سلبيا على الحياة البشرية اليوم، إذ أصبحت الخيانة الزوجية كشربة ماء والانحراف الجنسي بات مقننا وعنوانا للحضارة والحداثة والتقدم من لواط وسحاق، مضيفا "بل حتى معاشرة الحيوانات إذ نرى أن إحداهن تتزوج بكلب أو حمار وما شابه ذلك، بمعنى أن هذا الجنس بدأ يتبلور ويتشعب وينتشر فوق حاجة البشر لتجاوز الفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها، وهناك الاغتصاب وهو ما يعتبر غاية في الخطورة". محمد بها

الفيزازي: الإسلام شرع الثقافة الجنسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جـيـل "طـفي الضـو"

بناية آيلة للسقوط تهدد سكانا بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات