جـيـل “طـفي الضـو”

مغاربة يعتقدون أن ممارسة الجنس على ضوء مصباح خافت أو نور شمعة رجس من عمل الشيطان حين نقتنع أن ممارسة في الظلام جريمة إنسانية لا تغتفر، سنقطع أشواطا طويلة في علاج عقدنا وعاهاتنا وأعطابنا النفسية التي ترافقنا مدى الحياة مثل ظل. أغلب المغاربة يعتقدون أن إشعال ضوء، أو شمعة في غرفة النوم، رجسٌ من عمل الشيطان، إذ لا يجوز للرجل، حسبهم، أن ينظر إلى "عورة" (الاسم الذي يطلقه البعض على الجهاز التناسلي للمرأة) زوجته، كما لا ينبغي لها أيضا أن تتطلع إلى «رزق" زوجها. وأكاد أجزم، أن آلاف الرجال والنساء في المغرب وقعوا عقود نكاح، وتزوجوا ومارسوا الجنس عدد شعيرات الرأس، وأنجبوا أطفالا، والأطفال تزوجوا وأنجبوا بدورهم أحفادا، وشاخوا وماتوا ودفنوا، دون أن ينظر أي منهم إلى الجهاز التناسلي للآخر، من منطلق «حشومة» وعيب، رغم أن الأمر يتعلق بأعضاء في جسد خلقه الله وكرمه، بل ارتبطت هذه الأعضاء بأهم قيمة في الحياة، هي الولادة التي حثت عليها آيات قرآنية صريحة. وأزيدك، أن الآلاف منهم لا يعرفون حتى لون وشكل الملابس الداخلية لأزواجهم "الحلال"، لأنه تُقلع في ظلمة حالكة وترمى في ظلمة حالكة، وتُرتدى، أيضا، في ظلمة أحلك، قبل أن يخلد كل واحد إلى النوم، بعد معركة حامية الوطيس دون بصر، أو بصيرة، لكن حين يتعلق الأمر ب»الحرام»، تُقلب الآية فورا، وتصبح جملة "وريني أش لابسة أزين"، شعار مرحلة. فكثير من المغاربة، يفضلون لعبة «غميضة» في الليل تحت جنح ظلام دامس، على إشعال ضوء خافت، أو شمعة بلون أحمر (أضعف الإيمان)، ثم يخرجون في الصباح للعن هذه «التريكة العوجة» التي صنعتها نطفاتهم في ظروف "منيلة بستين نيلة". لقد ضيعت عبارة "اطفي الضو وآجي» أجيالا من المغاربة، صُنعوا في ظلام دامس، تشل فيه أهم حاسة على الإطلاق في العملية الجنسية، وهي حاسة البصر، وتعوض بإطلاق العنان إلى الخيال والتأمل، رغم أن الجنس لا يتطلب كل هذا المجهود الذهني، فقط توظيفا جيدا لحواسك الخمس، وانتهى الأمر بكل ما تحمله الكلمة من متعة وإمتاع مشترك. في السنوات الأخيرة، بذل المغاربة مجهودات معتبرة للقطع مع سلوكات اجتماعية ووأد أعراف وتقاليد وعادات بدت لهم أنها بلا فائدة، بل معرقلة للتطور، إلا عادة ممارسة الجنس في الظلام. والمصيبة أن بعض المدافعين عن هذه العادة، يبررون ذلك بالتربية، إذ يعتبرون مثلا، أن الزوجة التي تقبل أن تنام مع زوجها تحت ضوء ساطع، أو خافت، أو حتى تحت ضوء قنديل صغير، هي "تربية شوارع"، ولا يمكن، من وجهة نظرهم، أن تطلب ذلك من شريكها "الحلال"، إلا إذا كانت ذاقت حلاوته مع شريكها «الحرام». وحتى في حالة قبول الزوج بتغيير عادة الجنس في واضحة النور، فإن الزوجة، غالبا، ما تتجنب ذلك، خوفا من "لدغات" مسمومة يوجهها لها الزوج في أول نزاع بينهما، إذ لا يتورع في تذكيرها بطريقتها «المنفتحة" في ممارسة الجنس. فاشعلوا شمعة رحمكم الله... فالحياة أجمل دون ظلام. يوسف الساكت

جـيـل “طـفي الضـو”

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رسوم جديدة في الجامعات

الفيزازي: الإسلام شرع الثقافة الجنسية

مقالات ذات صلة