شهادات

مواقف متضاربة «لم نلمس في تجربة العدالة والتنمية في تدبير الشأن العام وطنيا ومحليا، سوى خطاب مزدوج يجمع بين المظلومية والمصلحة الشخصية لأعضائه والموالين له، ما يتضح في مواقفه المتضاربة منذ ركب على موجة الربيع العربي واستغل حركة 20 فبراير لتقديم نفسه منقذا للشعب. حينها حمل شعار التغيير والطهرانية ونظافة الذمة ومحاربة الفساد الإداري والمالي تحت غطاء ديني مفضوح. أما اليوم فقد اتضح بما لا يثير الشك، زيف طرحهم وأن ما وعدوا به الشعب مجرد سراب وكذبة كبيرة للوصول للحكم وتدبير الشأن العام. أكثر من ذلك، فهو حزب ضعيف في تدبير الأزمات، وليست له رؤية واضحة. لمسنا ذلك في طريقته الارتجالية في بداية جائحة كورونا، وافتقاده الحنكة الاقتصادية في جلب الاستثمار الخارجي وتوفير مزيد من مناصب الشغل. ولاحظنا أن رئيس الحكومة يقول الشيء ونقيضه، خاصة في ملف التطبيع مع إسرائيل، وظهر فاقدا للبوصلة وليست له الجرأة السياسية للرفض، وخرج بعد ذلك لتبرير ما قام به في إطار التقية آلية للتهرب من المواجهة الحقيقية. وقس على ذلك موقفه من القانون الإطار 17/51 وتمسكه باللغة العربية وسيلة للتدريس وجل أبنائهم في المدارس الفرنسية والإنجليزية. خبرناهم خلال التصويت على القاسم الانتخابي وكيف خرقوا قواعد التدابير الاحترازية داخل قبة البرلمان دفاعا عن الريع البرلماني وبشكل مفضوح. البرلمان في منظورهم مجرد فضاء للكسب المشروع وغير المشروع ولو من باب الربا، لا حرج عندهم في ذلك. لقد دافعوا عن مصالحهم كي يستفيدوا من الصندوق المخصص للجائحة، باعتبار جلهم يمتلكون مؤسسات تعليمية خاصة، لولا يقظة الدولة وانتباهها لمخططهم. أما مسألة الطهرانية والأخلاق فحدث ولا حرج، فضائح بالجملة في المؤسسة البرلمانية وخارجها، للأسف رفعوا شعار الحريات الفردية حين تورطوا في ملفات للفساد الأخلاقي، وحاربوها لما لم يكن بينهم محتاج إليها». عبد المجيد الكوزي (أستاذ جامعي وجمعوي) طبيعة حربائية «يشكل حزب العدالة والتنمية نموذجا حيا لازدواجية الخطاب السياسي وتضاربه، حتى أن خطابه يتجدد ويختلف حسب المصلحة الحزبية والشخصية الضيقة، وفي تفاعل مستمر بينها وبين المتغيرات المتسارعة والأحداث المتوالية وتقاطع أنواع وأشكال ومضامين خطابات منافسيه. نعيش بحق في وطننا، على وقع موجة شعبوية يكاد لا يكون فيها للخطاب السياسي أي اعتبارات ولا ضوابط، ما يعكس جليا طبيعة الأحزاب في المرحلة الراهنة، ومنها حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، ويتميز خطابه منذ ظهوره، باستهداف الأوتار الحساسة للشعب المغربي متى أراد ذلك وحلا له، حتى أن خطابه يتلون حربائيا حسب المصلحة. وبغض النظر عن الطبيعة السياسية لهذا الحزب وتاريخ ظهوره في الساحة، فقد أثبتت تجربته الحالية في قيادة الحكومة عن تخبط كبير في المواقف والخطاب، فقد أصبح يتشبث بازدواجية مبتذلة في الصفات، فمرة يتكلم عبد الإله بنكيران بصفته رئيسا للحكومة ومرة بصفته أمينا عاما. وهو يؤكد حقيقة واحدة هي زيف الشعارات والمرجعية التي يتغنى بها سياسيو الحزب، وعلى نفس نهجه يسير خلفه سعد الدين العثماني الذي يجسد المسألة بشكل أكثر مأساوية، وهو ما تبين في مواقف كثيرة لعل آخرها الموقف من القضية الفلسطينية الذي أثار حفيظة بعض مسؤولي الكيان الصهيوني أنفسهم، فمرة هم طرف رئيسي في توقيع التطبيع المعلن، والمرة الأخرى يقومون فيها بتهنئة حركة حماس بشكل مثير للسخرية. هذه الازدواجية في الخطاب كشفت طبيعتهم الحربائية ونفاقهم السياسي لعامة الشعب المغربي. وهو ما من شأنه المزيد من إفقاد الثقة في الخطاب السياسي للأحزاب والعملية السياسية برمتها». أسامة زنطار (جمعوي واختصاصي في علم النفس) الشيء ونقيضه «عرف الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالمغرب، تحولات في الولايتين السابقة والحالية التي عهد فيها لحكومة العدالة والتنمية بتسيير شأن البلاد والعباد. فترة غمرتها عدة تمظهرات ما بين أمر ونقيضه، ما جعل المواطن حائرا بين أي خطاب يصدق ويختار. كان النداء والدعوة بداية لمحاربة الريع بكل أشكاله وتمظهراته، شعارا رفعه الحزب أيام المعارضة، وتملص منه لما تولى القيادة. ولم يكن ذلك التناقض الوحيد في خطابه المزدوج، بل حتى في علاقته مع التطبيع مع الكيان الصهيوني والحريات الفردية والجماعية وغيرها. للأسف في عهد هذا الحزب، تمت مصادرة حرية التعبير والرأي. وكانت النتيجة حملة اعتقالات في صفوف العديد ممن تظاهروا أو انتفضوا، ومنهم الأساتذة المعنفون والمتابعون لأول مرة في تاريخ المغرب وبشكل لم نعهده حتى في سنوات خوال. العدالة والتنمية يصرف مواقف على عكس ما كان ينادي به من إصلاح، خاصة للمنظومة التربوية أيام كان في المعارضة، قبل أن يلبس جلباب التسيير، إضافة إلى ملفات أخرى فيها انتهاك صارخ للحريات الفردية، والملف الاقتصادي ورفع الدعم عن بعض المواد الأساسية، ما شكل مسا مباشرا بالقدرة الشرائية للمواطن البسيط والذي كان في صلب اهتمام الحكومة نفسها، قبل أن تتولى قيادة السفينة. والأدهى والأمر، تمرير قوانين صادمة، ومنها قانون التقاعد وصندوق المقاصة والقانون المتعلق بالقنب الهندي. وكان من الشروط التي وضعها الأمين العام لبقائه، عدم تمرير هذا القانون وربط بين التمرير وبقائه بين كوادر الحزب. وها نحن نشهد التمرير وبالإجماع وتمسك القيادي في الحزب نفسه بموقعه. وتكشف هذه الازدواجية في الخطاب، انفصاما صارخا في المواقف، يتضح جليا واقعا ويسقط على الحكومة الحالية التي للأسف لم تضع المواطن ومصالحه في صلب اهتمامها، كما كانت تغرد بذلك، بل جعل زعماء العدالة والتنمية، مصالحهم ومصالح حزبهم فوق كل اعتبار». حكيمة باباش (جمعوية) استقاها: حميد الأبيض (فاس) مكر وتدليس «إن ما يجري من نقاش خلف أبواب حكومة العدالة والتنمية، يؤكد بجلاء أن منظري حزبها يبحثون بعمق ورؤية منتقدة باتجاه بلورة مخطط محكم بإسقاطات ماكرة ومحددات استباقية تروم تقعيد القواعد والآليات المؤسسة لصيغة ووصفة سياسية بطعم انتهازي، من أجل استهداف الاستثمار الممكن للتجربة الناجحة، التي قادها ويقودها جلالة الملك محمد السادس بشأن السياسة الجريئة والذكية، المبنية على الحكمة والتبصر ونفاذ الرؤية البالغة. ففي تدبير الأزمة الصحية لجائحة فيروس كورونا وتداعياتها العنيفة، وبعدما أيقنت حكومة حزب العدالة والتنمية أن النموذج المغربي بقيادة جلالة الملك أصبح مثار اهتمام وإعجاب عالمي، لما حققه من نتائج غير مسبوقة باعتبارها رؤية ملكية شاملة ومتعددة الأبعاد، مزاوجة بنجاح بين ضمان السير العادي للدولة وحماية أرواح المواطنين من خلال الاستناد إلى مقاربة ونظرية الصحة قبل الاقتصاد، ما جنب المملكة السقوط في سوء التقدير للضربات المتتالية للجائحة، كما حصل في العديد من الدول، التي سجلت فيها خسائر فاضحة ومروعة في الأرواح والاقتصاد والصحة وغيرها. لقد أشاد العالم بالنموذج المغربي في تدبير الوباء، لهذا لا يمكن القبول باستثماره من قبل حكومة «بيجيدي»، كما يجري التحضير له خلف الأبواب الموصدة. ونعتقد أنه لا داعي للتذكير بالعبارة الشهيرة لجلالة الملك في السياق نفسه، عندما قال موجها كلامه بكثير من الإيحاء لهذا الحزب في إحدى المحطات الحرجة أثناء تعثر تشكيل الحكومة، لا يمكن أن تنسبوا كل ما هو إيجابي لأنفسكم والسلبي للآخرين. والواقع أن السيناريو نفسه تم التحضير له في الوقت الراهن، لكن بطرق غاية في المكر، كما هو الشأن في قضية توقيع الاتفاق التاريخي بين المملكة المغربية وأمريكا وإسرائيل، لأن هذا التوقيع سوق بصورة مزيفة خارج منطق الدولة والانضباط لخدمتها في سياق إقليمي ودولي يحتم الامتثال لمنطق الدولة. فالتدليس الذي استخدمه حزب العدالة والتنمية في هذه القضية الوطنية الكبرى بمنطق قلوبنا معكم وسيوفنا عليكم، أفرزته تصريحات قياديين به، والذين اعتبروا أنهم غير معنيين بالتوقيع على الاتفاق رغم أن رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية من وقع فعليا، وهو من ظهر في الإعلام الوطني و الدولي موقعا على الاتفاق. إن الانكسارات والفشل الذريع، المؤسس على مغالطات حزب العدالة والتنمية ستستمر إلى طرح الحكومة، التي يسيرها هذا الحزب، مشروع قانون حول القنب الهندي، والذي سيرفض برلمانيو الحزب التصويت عليه في تناقض ماكر آخر. منطق ازدواجية الخطاب لدى هذا الحزب سيتجاوز الأمور الداخلية إلى السيادية، بعدما تابع المواطنون المغاربة كيف أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يهنئ زعيم حركة حماس المدعومة من إيران، التي تعاكس مصالح المملكة في قضية الوحدة الترابية». الدكتور طارق أتلاتي، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية حزب يتغذى بالخطيئة «إن حزب العدالة والتنمية تبنى خطابا دينيا أصوليا خلال السنوات الأخيرة تجاوز من خلاله عتبة الخطاب وإنتاج القول لكي يتمظهر في مسلكيات وفي ترسيخ طقوس، وبالتالي الانخراط في إستراتيجية الحقيقة والسلطة. لقد استطاع خطاب الحزب أن يراكم نجاحات على مستوى الذاكرة الجماعية، وإرساء عقلية تقليدية اكتسحت الأفراد والجماعات وتغلغلت داخل أحشاء المجتمع .فازدواجية خطابه غير منفصلة عن ما يسمى بالإسلام السياسي وتوظيفه من أجل الوصول إلى السلطة، كما أنها غير مرتبطة أساسا بالفكر والدور، الذي يلعبه في إضاءة معالم الحاضر وفك كل ما هو ماض. ففي كل مرة يظهر حزب العدالة والتنمية بوجه جديد، أو بالأحرى بخطاب مغاير، وغالبا ما يقدمه خطابا إصلاحيا وتبليغيا وتوحيديا يسعى من خلاله إلى إضاءة معالم الحاضر، تارة وطورا خطابا مرجعيته دينية وغايته سياسية، إذ تحركه خيبة الأمل، ويتغذى من الخطيئة الأصلية، كما ورد في كتاب عزيز لزرف (الدين والسياسة والدعوة والثورة). إبراهيم منقار (محام بهيأة الرباط وعضو المجلس الوطني لمنظمة الشبيبة الاستقلالية) الشعبوية وصناعة الكذب «أعتقد أن المجتمع عرف في السنوات الأخيرة انحرافا خطيرا في الخطاب السياسي والثقافة السياسية في قيمها ونبلها الإنساني، وأصبح الخطاب السياسي مرضا خطيرا يهدد العملية السياسية والديمقراطية برمتها ومصداقية المؤسسات التمثيلية، من قبيل البرلمان الذي أضحى سوقا للصراع السياسي المتخلف وتسويق خطاب يتناقض كلية مع ما يمارس على أرض الواقع. أصبحنا أمام ظاهرة انحراف الخطاب السياسي والثقافة السياسية إلى ثقافة التضليل والشعبوية المفرطة مع الأسف، تزعمها حزب العدالة والتنمية في مواجهة الطرف الآخر، سواء تحت قبة البرلمان أو خارجه تارة باستعمال الخطاب الديني للتضليل أو الشعبوية المفرطة للتمويه تارة أخرى. إن خطاب العدالة والتنمية غالبا ما يتناقض مع الممارسة في الميدان في تدبير الشأن العام كالقول بوجود قرار ما في القرآن الكريم واستعمال حجج غير صحيحة وتقديم أرقام ومعطيات مضللة بما يخدم المصالح الحزبية الضيقة أو للسيطرة على السلطة، أو على عقول الناس وتوجيههم. ويعتبر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابقة، أحد أبطال هذه الثقافة، ونجح فيها بامتياز، فكانت له القدرة على الانتصار على خصومه باللجوء إلى لغة شعبوية للتمويه وصناعة الكذب والترويج له، والهدف في آخر المطاف تكريس الجهل والتخلف ليتغذى منه الحزب، ونجح في ذلك إلى أبعد حد. نحن نعيش فترة انحراف وتناقض كبير في الخطاب السياسي والممارسة، وتوسعت الفجوة بين الخطاب والممارسة بشكل مروع، ما جعل منسوب الثقة في الفاعل السياسي والفاعل النقابي يتراجع إلى أدنى مستوياته. علي لطفي (الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل) استقاها: عيسى الكامحي (مكتب الرباط)

شهادات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طعن في جمع عصبة مراكش آسفي

العدوي تنحني للعاصفة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات