خابة: العروض تحفزني على الاجتهاد

لو لم أكن لاعبا لأتممت دراستي بكلية الحقوق أكد حمزة خابة، مهاجم أولمبيك آسفي، أن الاجتهاد ومضاعفة وتيرة عمله ساهما في ارتفاع مستواه هذا الموسم، بعد الشهادات التي أكدها العديد من متتبعي كرة القدم الوطنية، وأن عدم استدعائه للمنتخب المحلي، يدخل في اختيارات المدرب الحسين عموتة، لكنه زاد من رغبته في رفع مستوى استعداداته لإقناعه مستقبلا. وأضاف خابة في حوار مع «الصباح»، أنه دائما ما رغب في أن يكون لاعبا لكرة القدم، وأنه لم يكن كذلك لرغب في إتمام دراسته، بعد أن توقف عنها لتحقيق حلمه في أن يكون لاعبا محترفا، مشيرا إلى أنه تلقى عروضا من الوداد واتحاد طنجة والمغرب الفاسي، وأن الحسم فيها يرجع إلى مسوؤلي فريقه. في ما يلي نص الحوار: هل أنت راض عن مستواك مع أولمبيك آسفي؟ منذ التحاقي بأولمبيك آسفي، وأنا أسعى جاهدا لتقديم مستوى جيد، يرضي الجمهور، ويساعد فريقي على تحقيق نتائج إيجابية في جميع المنافسات التي نخوضها، وهذا يجعلني غير راض تماما، عن المستوى الذي أقدمه، وأطمح لتقديم عروض أفضل في جميع المباريات، التي أشارك فيها. كما أني أطمح دائما إلى البحث عن الأسلوب والطرق، التي تمكنني من تطوير مستواي، وأظهر فيها كل إمكانياتي البدنية والتقنية، وأقدم فيها صورة جيدة رفقة فريقي. ما هي الأمور التي اشتغلت عليها هذا الموسم لتطوير مستواك؟ الشيء الأساسي الذي مكنني من الظهور بمستوى أفضل من المواسم الماضية، هو العمل المتواصل والدائم، إذ لا أكتفي بالاشتغال رفقة الفريق في الحصص التدريبية، التي نخوضها بشكل جماعي، بل إنني أحاول دائما أن أعمل بعد نهاية التداريب، وأن أتدرب في أوقات الفراغ، والهدف من هذا الأمر، العمل على تطوير مستواي، وهذه الطريقة بطبيعة الحال، استقيتها من العديد من النجوم، الذين سبقوني في عالم المستديرة، في مقدمتهم نور الدين النيبت، عميد المنتخب الوطني في التسعينات، والعشرية الأولى من 2000، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يشتغل دائما وبشكل متواصل، إلى أن أصبح ظاهرة كرة القدم العالمية في وقتنا الحالي. وأعتقد أن الاشتغال بشكل دائم ومسترسل يساعد اللاعبين على النضج من الناحية الرياضية والبدنية والتقنية والفكرية أيضا. كم عرضا تلقيت في الفترة الأخيرة؟ تلقيت العديد من العروض في الآونة الأخيرة، وأعتقد أن فريقي الآن توصل ببعضها بشكل رسمي، إذ أنه يملك حق البت فيها ومناقشتها، بالنظر إلى العقد الذي يربطني به، والذي ينتهي نهاية الموسم الرياضي المقبل، وأنا مستعد لأي قرار يتخذه المسؤولون، لكن حاليا لا أريد أن أشغل نفسي بالحديث عن هذه العروض، وأرغب في التركيز على منافسات البطولة الوطنية، وتسجيل الأهداف، حتى نحقق رتبة تمكننا من خوض إحدى المسابقات القارية الموسم المقبل، ولم لا تسجيل مشاركة جيدة أفضل مما قمنا فيه الموسم قبل الماضي في البطولة العربية، التي ودعناها بعد تشريفنا لكرة القدم المغربية. هل تلقيت عروضا من «الماص» وأكادير والوداد؟ جميع هذه العروض صحيحة، وأعتقد أن الحديث بشأنها في الوقت الحاضر غير مناسب، لأن مثل هذه الأمور تؤثر على تركيزي على منافسات البطولة الوطنية، وهو ما قد يكون له انعكاس سلبي على أدائي في المباريات المقبلة، الشيء الذي أسعى إلى تفاديه، خاصة مع انطلاق الثلث الأخير من المباريات، وأعتقد أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن هذه الأمور، لأنه أمامنا أزيد من شهر ونصف شهر على نهاية البطولة، وانطلاق مرحلة الانتقالات الصيفية. ماذا عن العروض الأجنبية؟ بالفعل، هناك بعض العروض الأجنبية، لكن يبقى أبرزها عرض من أحد الأندية التونسية، وهذا يدفعني إلى تقديم مستوى جيد في منافسات البطولة الوطنية، حتى أحقق أحد طموحاتي من كرة القدم، بالاحتراف في أبرز الأندية الوطنية والعربية والأوربية، وأن أساهم في تشريف كرة القدم المغربية، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي، أو على مستوى الأندية أو المنتخبات. كيف تقيم مستوى فريقك هذا الموسم؟ من الصعب الحكم على الفريق بشكل كامل في هذه الفترة، بحكم أن الموسم لم ينته بعد، وأعتقد أنه يمكن الحسم في هذا الأمر، بعد نهاية الموسم الرياضي، ومعرفة الرتبة التي سجلها الفريق، لكن هذا لا يمنع من القول إن الفريق تحسن مقارنة بالموسم الماضي، وأصبحنا نلاحظ نضجا لدى لاعبيه. وما هو مؤكد حاليا، أن الفريق يلعب هذا الموسم على إحدى الرتب الأولى، وأنه يسعى جاهدا للبقاء في المنافسة، خصوصا أننا لا نبتعد كثيرا عن صاحب الرتبة الثالثة، الذي هو الجيش الملكي فريقي السابق، الذي يقدم هذا الموسم موسما جيدا، مع المدرب البلجيكي. وأود أن أشير إلى أن اعتماد الفريق هذا الموسم على لاعبين شباب، ساهم في ارتفاع مستواه، بحكم الرغبة التي تحدو الجميع في تحقيق نتيجة جيدة، وأود أن أقدم شكري إلى جميع مكونات الفريق وعائلتي التي قدمت الدعم إلي، في بعض الفترات، التي كنت أشعر فيها بإحباط كبير. ماذا عن فريقك السابق الجيش الملكي؟ كما سبق أن أشرت إلى ذلك، أنه مع قدوم المدرب الجيد، فإنه يحقق نتائج جيدة، رغم التعثر في بداية الموسم الرياضي الجاري، ولكن في المباريات الأخيرة لاحظنا بعض التراخي، الشيء الذي يتحتم عليه العودة سريعا، من أجل الحفاظ على مركزه الثالث، والمنافسة على حظوظه لخوض إحدى المسابقات القارية الموسم المقبل. هل لديك الرغبة في العودة إلى الجيش؟ الجيش الملكي يبقى فريقي الأم، وأتمنى له مسيرة موفقة، لكن كما تعلم فإن طموحي أكبر من البقاء في الدوري المغربي، لأني أبحث عن آفاق أكبر، وأرغب في تحقيق حلمي بالاحتراف على أعلى مستوى، سيما أني أطمح أيضا إلى أن أحمل قميص المنتخب الأول، بعد أن تدرجت في جميع فئات المنتخبات الصغرى. ما هي الوظيفة التي تمنيتها لو لم تكن لاعبا لكرة القدم؟ صراحة، حلمت دائما أن أكون لاعبا لكرة القدم، ولكن ما كنت أرغب فيه بشكل كبير، أن أنهي دراستي الجامعية، بعد أن توقفت عنها في السنة الثانية، إذ درست في كلية الحقوق بالرباط، وكنت أطمح إلى أن أذهب بعيدا، غير أن كرة القدم استحوذت على تفكيري بشكل كبير، ولم أفكر يوما في الاشتغال في وظيفة أخرى، غير أن أصبح لاعبا محترفا. هل تعتقد أن اللقب سينحصر بين الوداد والرجاء هذا الموسم؟ حاليا الوداد والرجاء هما الفريقان البارزان هذا الموسم، من حيث المردود التقني والبدني، وهما الوحيدان اللذان يحتلان الرتبة الأولى والثانية، وعدد النقط التي حصلا عليها، يؤكد أنه من الصعب أن ينافسهما فريق آخر على الريادة، وهذا راجع إلى العمل الذي يقومان به طيلة الموسم. ويتضح من خلال المنافسة القوية بين قطبي كرة القدم الوطنية بالعاصمة الاقتصادية على لقب البطولة، أن ذلك لم يأت من فراغ، أو وليد الصدفة، وإنما جاء بناء على العمل الاحترافي الذي يقدمانه، وما تأهلهما إلى نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية بالنسبة إلى الوداد، وكأس «كاف» بالنسبة إلى الرجاء، والطريقة التي مرا بها، إلا دليل على قوتهما، وعلى مكانتهما على الصعيد القاري والوطني. لكن رغم ذلك، هذا لا يمنع فريقي أولمبيك آسفي من الاشتغال بالطريقة ذاتها، من أجل بلوغ مستوى أفضل، والمنافسة على اللقب، شريطة توافر الظروف المالية والرياضية، التي بإمكانها أن تساعد المسؤولين في تحقيق هذا الحلم، الذي يراود جميع مكونات الفريق. هل تعتقد أن مستوى البطولة الوطنية تطور هذا الموسم؟ ما لاحظته هذا الموسم، أن مستوى الأندية متقارب بشكل كبير، إذ لا يمكن التكهن بنتيجة المباراة، أو منح الأفضلية لفريق على آخر، بالنظر إلى لعبه داخل الميدان أو خارجه، وهذا يؤكد أن مستوى الأندية تطور في السنوات الأخيرة، غير أن الأمر الذي يجب الانتباه إليه، أن هذا التطور يجب أن يتواصل، ويستثمر أيضا في المواسم المقبلة، من أجل الحصول على الريادة على المستوى القاري، والبحث عن التألق على المستوى العالمي. أرغب في استمرار تطور الكرة المغربية، وتحقيقها المزيد من الألقاب على الصعيد القاري، وبلوغ العالمية، بتكوين لاعبين يكونون بمثابة سفراء للكرة المغربية في جميع الدوريات الأوربية، ويساهمون في إشعاع الكرة العالمية. كيف استقبلت عدم استدعائك للمنتخب المحلي؟ كما يعلم الجميع، أن الدعوة للمنتخب الوطني تتحكم فيها اختيارات المدرب، ولا يمكن التدخل فيها، ولديه نظرته الخاصة، التي قد تختلف عن بعض التقنيين، الذين لاحظوا أنه كان من واجبه استدعائي، بحكم المستوى الذي أقدمه في منافسات البطولة الوطنية، لكن هذا يدفعني إلى أن أبذل مجهودا أكبر، وأن أرفع من إيقاع استعداداتي، لأسجل حضوري الدائم مع فريقي في منافسات البطولة الوطنية، حتى أقنع الحسين عموتة، مدرب المنتخب المحلي، بإمكانياتي، وأرغمه على استدعائي. ألم يؤثر عليك عدم استدعائك؟ لا، لم يؤثر علي إطلاقا، بل منحني حافزا آخر للاجتهاد أكثر، وتقديم مستوى أفضل في الفترة المقبلة، والعمل بشكل أقوى، حتى أستطيع تحقيق الأهداف التي أرغب في بلوغها. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن في سطور الاسم الكامل: حمزة خابة تاريخ الازدياد:9 يونيو 1996 بالمحمدية المستوى الدارسي: السنة الثانية من التعليم الجامعي الطول: 187 سنتمترا الوزن: 78 كيلوغراما الأندية التي لعب لها شباب المحمدية في فئة الصغار الجيش الملكي وأولمبيك آسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو

تأييد حبس مسؤول دركي اختلس ملايين

30 سنـة لقاتـل مستخدمـة

مقالات ذات صلة