أبو حفص يعاني انفصاما في الشخصية

الشاذلي...حقيقة المراجعة الفكرية (الحلقة الأخيرة) شكلت الأحداث الإرهابية التي كانت البيضاء مسرحا لها في 16 ماي 2003، نقطة تحول جذري في تعامل السلطات مع الحركات الإسلامية، خاصة تلك التي تطلق على نفسها السلفية الجهادية، إذ أطلقت حملات اعتقالات واسعة في صفوف الناشطين والمنتمين إلى هذه الحركات، سواء من قريب أو بعيد، ونطق القضاء بأحكام ثقيلة في حقهم تنوعت بين الإعدام والمؤبد والسجن محدد المدة. يحكي عبد الكريم الشاذلي، أحد شيوخ السلفية المعتقلين، تجربة الاعتقال والسجن وحيثيات المراجعة الفكرية من داخل أسوار السجون. عبد الواحد كنفاوي الأصول العائلية تمنع الكتاني من تغيير مواقفه والحدوشي غير آراءه في النظام > يلاحظ أن الجوانب التي شملتها المراجعة اختلفت حسب الشيوخ؟ > كما أشرت إلى ذلك، سابقا، لم تكن هناك أوامر من أجهزة الدولة بمراجعة أمور معينة، بل إن النقاشات التي جمعتها بشيوخ سلفيين تركزت على الجوانب الدينية السياسية، ولم تشر لا من قريب أو بعيد إلى الجوانب الاجتماعية، مثل طريقة اللبس واللحى، أو إلى الشعائر الدينية والعقائدية والعبادات الشخصية. فقرار الدولة لقاء السلفيين كان الغرض الأساسي منه ضمان عدم التشبث بالمواقف المتطرفة بعد صدور العفو والخروج من السجن، ما عدا ذلك، فقد كانت هنا حرية مطلقة في ما يتعلق بالمراجعة الذاتية، والدليل على ذلك، أن هناك مجموعات لا تزال تحمل الأفكار نفسها وتقبع في السجون. وهكذا فإن العملية تمت وفق قناعات كل واحد والخلاصات التي توصل إليها بعد القيام بنقد ذاتي، لذا من الطبيعي أن تختلف الجوانب التي شملتها المراجعة من شيخ لآخر، فلم يتم إعطاء الأوامر لأبي حفص أو الفيزازي أو الحدوشي، على سبيل المثال، باتخاذ مواقف معينة للاستفادة من العفو؟ > وكيف تفسر مواقف أبي حفص المعادية للمذهب السلفي ورفاقه السابقين من الشيوخ؟ > يمكن أن أؤكد، استنادا إلى تخصصي في الفلسفة، أن أبو حفص يشكو من مرض نفسي، ويعاني انفصاما في الشخصية، فليست هناك أي إملاءات من جهات خارجية دفعته إلى تغيير مواقفه بشكل جذري، كما أنه كان دائما يحب أن يكون في الواجهة ويعمل بمبدأ خالف تعرف حتى ولو بالكفر، علما أنه لا يتوفر على أسس علمية يستند إليها لتبرير هذا التغير في المواقف، إذ أنه حاصل على الإجازة، فقط، في الدراسات الإسلامية، ولم يتابع دراسته قط في سلك الدكتوراه، ما لا يخول له الاجتهاد في النصوص الدينية، كما أنه لا يتوفر على تجربة سياسية. > يلاحظ أن الجوانب التي شملتها المراجعة اختلفت حسب الشيوخ؟ > كما أشرت إلى ذلك، سابقا، لم تكن هناك أوامر من أجهزة الدولة بمراجعة أمور معينة، بل إن النقاشات التي جمعتها بشيوخ سلفيين تركزت على الجوانب الدينية السياسية، ولم تشر لا من قريب أو بعيد إلى الجوانب الاجتماعية، مثل طريقة اللبس واللحى، أو إلى الشعائر الدينية والعقائدية والعبادات الشخصية. فقرار الدولة لقاء السلفيين كان الغرض الأساسي منه ضمان عدم التشبث بالمواقف المتطرفة بعد صدور العفو والخروج من السجن، ما عدا ذلك، فقد كانت هنا حرية مطلقة في ما يتعلق بالمراجعة الذاتية، والدليل على ذلك، أن هناك مجموعات لا تزال تحمل الأفكار نفسها وتقبع في السجون. وهكذا فإن العملية تمت وفق قناعات كل واحد والخلاصات التي توصل إليها بعد القيام بنقد ذاتي، لذا من الطبيعي أن تختلف الجوانب التي شملتها المراجعة من شيخ لآخر، فلم يتم إعطاء الأوامر لأبي حفص أو الفيزازي أو الحدوشي، على سبيل المثال، باتخاذ مواقف معينة للاستفادة من العفو؟ > وكيف تفسر مواقف أبي حفص المعادية للمذهب السلفي ورفاقه السابقين من الشيوخ؟ > يمكن أن أؤكد، استنادا إلى تخصصي في الفلسفة، أن أبو حفص يشكو من مرض نفسي، ويعاني انفصاما في الشخصية، فليست هناك أي إملاءات من جهات خارجية دفعته إلى تغيير مواقفه بشكل جذري، كما أنه كان دائما يحب أن يكون في الواجهة ويعمل بمبدأ خالف تعرف حتى ولو بالكفر، علما أنه لا يتوفر على أسس علمية يستند إليها لتبرير هذا التغير في المواقف، إذ أنه حاصل على الإجازة، فقط، في الدراسات الإسلامية، ولم يتابع دراسته قط في سلك الدكتوراه، ما لا يخول له الاجتهاد في النصوص الدينية، كما أنه لا يتوفر على تجربة سياسية. الوفاء للكتانيين > وماذا عن المواقف التي ما يزال يتشبث بها كل من الكتاني والحدوشي؟ > لم يعد الكتاني متطرفا في آرائه كما كان سابقا، لكنه لم يتغير كثيرا، بسبب الأصول الكتانية لعائلته، لأنه متشبع بمسائل الكتانيين، إذ كان يقدم لنا في السجن كتب أجداده، مثل عبد الحي الكتاني، إذ أن هذه الأصول تلزمه بالتشبث بمواقف معينة، وهذا لا يخصه، بل يهم جميع الكتانيين، إذ أن كبيرهم مات بالسجن، كما أن عبد الحي الكتاني دعم بنعرفة، لأن الوفاء إلى العائلة يقتضي أن تكون معارضا للنظام، لأن الكتانيين يعتبرون أنفسهم أولى بفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم. أما الحدوشي، فلم يغير مواقفه، باستثناء آرائه في النظام، إذ لم يعد يتحدث فيه، كما أنه أقلع عن تكفير بعض الجهات، مثل البرلمانيين. وأرجع كل ذلك إلى مسألة التربية والبيئة التي ترعرع فيها كل إنسان، وكلها عوامل كانت وراء الاختلاف الذي نلاحظه، حاليا، في مواقف مختلف شيوخ السلفية.

أبو حفص يعاني انفصاما في الشخصية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نصائح لمرضى القولون العصبي

الأمن يحقق في الهجوم على حافلة الرجاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات