البيضـاء تختنـق في رمضـان

اكتظاظ مروري غير مسبوق في أوقات الذروة يعكر صيام البيضاويين تحولت شوارع وأزقة البيضاء في رمضان، إلى حلبة صراع بين سائقي العربات من جهة، وبين السائقين والراجلين من جهة ثانية، بسبب الاكتظاظ والاختناق المروري، الذي يحبس الأنفاس، ويخرج أعصاب السائقين والراجلين على حد سواء عن السيطرة، فرغم أن البيضاء تعرف بالزحمة وكثرة العربات، إلا أن رمضان أمر مختلف، إذ تتضاعف فيه محنة السائقين وركاب وسائل النقل العمومي وكذا الراجلين. يعتقد من يتجول في البيضاء أو يقود سيارته في الساعات الأولى من صباح رمضان، أن الأمور على ما يرام، وأن لا شيء يدعو للقلق، غير أنه سيصدم بعدما تستقر عقارب الساعة على الثالثة بعد الزوال، إذ تتحول المدينة إلى موقف كبير للسيارات، وساحة لا صوت يعلو فيها على صوت المنبهات المزعجة، إذ سيلاحظ أن راجلين يغلقون آذانهم من حدة الأصوات المزعجة، التي تصدرها العربات، كما أن السباب وعبارات الشتم تتردد من كل مكان، فهناك من يشتم سائق سيارة أو راجلا يعتقد أنه سلبه حقه في الطريق، ومن يشتم مسيري المدينة، وآخر ساخط على البلاد والعباد. سخط عارم يحاول الصائمون في يوم رمضان تجنب كل ما من شأنه أن يؤدي بهم إلى "الترمضينة"، لأن النوم لساعات قليلة والامتناع عن الأكل والشرب، يزيد من حدة التوتر وسرعة الغضب، إلا أن مغادرة المنازل في البيضاء، في وقت الذروة، حتما سيدفع بصاحبه إلى فقدان السيطرة على أعصابه، لأن من أجل قطع مسافة صغيرة، يضطر الشخص إلى الانتظار في المدارات وإشارات المرور، لوقت طويل، وهو ما يزيد من حدة السخط. وتشهد عدد من الشوارع الكبرى بالبيضاء، اكتظاظا غير مسبوق في أوقات الذروة، التي تمتد من الثانية زوالا إلى حدود السابعة مساء، وسبب ذلك أن البيضاويين يلتحقون ببيوتهم، سواء تعلق الأمر بالعمال أو الموظفين، في القطاعين الخاص والعام، إذ يبدأ الموظفون في مغادرة مكاتبهم ابتداء من الثالثة، وهو ما يشل شرايين المدينة. وبالإضافة إلى خروج الموظفين والعمال في وقت واحد، ومسارعتهم لبلوغ منازلهم، فإن هناك نوعا آخر من السكان الذين يفضلون قضاء أغراضهم في الفترة المسائية من رمضان، إذ يخصصون الفترة الصباحية للنوم، وبعد الزوال يغرقون البيضاء، خاصة حينما يلتقون بالموظفين. وينضاف إلى هذه الأسباب كلها، ضعف البنيات التحتية للبيضاء، مقارنة بعدد السكان وحجم النشاط الذي تعرفه العاصمة الاقتصادية، كما أن إغلاق بعض المنافذ والمسارات، زاد من حدة الاختناق، فعلى سبيل المثال هناك شارع ولاد زيان ومحمد السادس وإدريس الحارثي وشارع القدس وغيرها من الشوارع، تعرف اكتظاظا كبيرا، بسبب الأشغال التي لا تكاد تنتهي بالعاصمة، وحولت حياة البيضاويين إلى جحيم، وشوهت معالم المدينة أيضا. ضعف التخطيط يبدو أن مسيري البيضاء، من منتخبين ومعينين، لا يفقهون الكثير في مجال التسيير، والتخطيط لمستقبل المدن، أو ربما لا يولون أي اهتمام للسكان، ولا يأبهون بمشاكلهم ومعاناتهم اليومية مع الاختناق المروري. ولعل ما يعزز هذا الأمر، إعلان شركة البيضاء للنقل، عن بدء أشغال البنية التحتية لخطي "كازاباصواي" الأول والثاني، على مستوى مناطق جديدة. وتهم هذه المناطق، شارع القدس بين شارع بولمان وشارع محمد السادس، وبين تقاطع شارع مكة وشارع البنوك، بالإضافة إلى شارع أم الربيع بين تقاطع شارع واد لو وتقاطع شارع واد سبو، فضلا عن شارع مولاي عبد الله الشريف بين تقاطع شارع سيدي عبد الرحمان والسكة الحديدية لـ"الترامواي" الخط الأول، وطريق إقليم RP3014 الرحمة بين تقاطع محطة بترومين والطريق الدائري الجنوبي الغربي. ورغم معرفة أصحاب القرار، أن رمضان شهر استثنائي ويشهد اكتظاظا كبيرا، إلا أنهم قرروا أن تستمر فيه الأشغال، بل وأن تمتد ما بين الساعة السادسة صباحا إلى الساعة الثالثة زوالا، في وقت كان من الممكن استغلال الليل، باعتبار أنه سيكون أكثر إنتاجية، بسبب إفطار العمال، وقلة الحركة التي فرضتها حالة الطوارئ. يشار إلى أن أشغال تهيئة الخطين الثالث والرابع لـ"الترامواي"، بشوارع العاصمة الاقتصادية للمملكة، أدت إلى اختناق مروري كبير، خصوصا في الشوارع الرئيسية، التي يمر منها الخطان المذكوران. عصام الناصيري

البيضـاء تختنـق في رمضـان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

36 لاعبا في تجمع منتخب الشباب

توقعات أحوال الطقس اليوم الثلاثاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات