روتيني اليومي … دعارة مقنعة

المال يقلب القيم واستعراض المؤخرات والأرداف يجلب الأرباح التمرد على القيم من خلال الظهور في أشرطة والإيهام بتصوير وجبة أو أشغال بيت، لتمرير مشاهد تدخل في خانة الإخلال بالحياء، عبر استعراض المفاتن والمؤخرات والأرداف والسيقان وغيرها، غايته رفع عدد المشاهدين ونقرات الإعجاب، ما يزيد من حظوظ الحصول على مبالغ مالية. قنوات اخترقت المجتمع عبر العالم الافتراضي، وأصبحت تفرض نفسها على المبحرين على الأنترنيت، بسبب "الطوندونس المرتفع"، وفتحت نقاشا كبيرا حول تنامي التفاهة وانتقاد المحتوى، والسعي للحصول على المال ولو على حساب الحياة الحميمية أو تبضيع الجسد. وإن كانت بعض عارضات الأجساد في قنوات يوتوب، تحرصن على إخفاء الوجه، وينهجن أسلوب النعامة، غير آبهات بما يفرزنه من مشاهد تصل درجة التقزز في بعض الأحيان، فإن أخريات أزحن الستار عن وجوههن، وأفصحن عن هوياتهن، ليتمادين في بث المحتوى نفسه، معتقدات أنهن بطلات حققن نسب مشاهدات أكثر، بفضل المهارات التي يتوفرن عليها و"استعراض الممتلكات" بدون خجل ولا حياء. بعض المنتقدين للسلوك يعزونه إلى الفقر والهشاشة، وأن جل المتعاطيات لهذا البرنامج، ربات بيوت بدون عمل، ملأن الفراغ بهذه الوسيلة التي تفتح لهن عالم الشهرة والمال، وتدر عليهن مدخولا لن يتحصلن عليه إن شمرن على سواعدهن، سيما أن أجور سوق العمل زهيدة. آخرون يرون أن التطور التكنولوجي والإغراءات المحيطة، تنذر بأكثر من "روتيني اليومي"، ودليلهم على ذلك، الاعتقالات التي طالت متهمات ومتهمين، صوروا أفلاما خليعة ونشروها في مواقع إباحية عالمية للهواة، طامعين في ارتفاع نسب مشاهدتها قصد الحصول على المال. م. ص المال للتمرد على القيم مغلوبات استخدمن مدفعية الجسد للانقلاب على الوضع الاجتماعي رغم الانتقادات الكبيرة التي توجه إلى بطلات قنوات "روتيني اليومي"، فإن نسب الزوار ترتفع بشكل صاروخي، بل إن الحلقة الواحدة، تظل مثيرة للمبحرين الباحثين عن هذا النوع من البرامج المصنف "تافه"، إذ تزداد كل يوم أيقونات الإعجاب أو نظيرتها المقلوبة المعبرة عن الرفض، وكلاهما يضيف نقاطا لصالح صاحبة القناة، أما الوالجون خلسة للمشاهدة دون تسجيل إعجاب أو رفض، فإن عداد المشاهدات يضبطهم ويضيفهم إلى الإحصائيات المسجلة. ويعاب على «روتيني اليومي»، تفاهة ما يقدم فيه، واستعراض الأعضاء التي تدخل في خانة " الإخلال بالحياء"، بشكل مبالغ فيه، مع حرص البعض على عدم إظهار الوجه، في حين أخريات، لا يجدن حرجا من الظهور بوجه مكشوف، لتقديم وجبة أو نصائح أو طريقة غسل الأواني أو غيرها من المواضيع التي يكون هدفها التمويه، في الوقت الذي تركز فيه عدسات الكاميرا، على الجسد المكتنز والأجزاء البارزة فيه، في محاولات لإثارة المتلقي وجذبه للمشاهدة مع وضع عناوين خاصة. ورغم أن المجتمع يرفض ظاهريا الحركات والإيماءات التي تصدر في شكل تحريض على الدعارة، فإن الإقبال يتزايد على مشاهدة مقاطع القنوات التي تحرص صاحباتها على إبراز عضلاتهن... هذا التمرد على القيم وعلى ما يعتبر إخلالا بالحياء، لم يقتصر على العازبات من بطلات الأشرطة، بل امتد إلى المتزوجات، أما دوافعه فهي شيء واحد، يتمثل في الإثارة أكثر لجلب مشاهدات أكبر، قصد الحصول على المال الأوفر. ويوما عن آخر تتزايد بطلات قنوات «روتيني اليومي»، بعد أن أدركت بطلاته أن استعراض أعضاء الجسد البارزة في «يوتوب»، يجلب المال، وأنه كلما ارتفعت المشاهدات والإعجابات بالمشاهد غير المحترمة، كلما تم ضمان مبالغ محترمة، تقي من الاشتغال في البيوت أو افتراش السلع تحت حر الشمس أو برودة الطقس وقطرات المطر، ليظهر أن المال وسيلة ناجعة لقلب المفاهيم والتمرد على القيم والأخلاق. ومع انتشار قنوات «روتيني اليومي»، اتسعت الرقعة المستهدفة من النساء، ولم تعد تقتصر على المغلوبات على أمرهن، بل شملت أيضا مستويات أخرى، اتخذت من استعراض الجسد وسيلة للربح، غير آبهات بكل الانتقادات والاتهامات والأوصاف التي تلاحقهن. المصطفى صفر

روتيني اليومي … دعارة مقنعة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مخاطر إفراط تعلق الطفل بالأم

ثلاث سنوات للاعب بتهمة الابتزاز

مقالات ذات صلة