فاس تسترجع جذورها الأندلسية

أصالة نصري استقطبت 10 آلاف شخص لحفلها بباب المكينة يطفئ المهرجان اليوم شمعته التاسعة عشرة، بعد سفر روحاني جسدت فيه الأندلس الأمازيغية والعربية والفلامانكية والإسلامية واليهودية والمسيحية، في سهرات يومية شكلت انصهارا مختزلا للقاء فنانين من مختلف الجنسيات والثقافات، في لحظات سحرية وإبداعات استرجعت فيها فاس أندلسيتها الأبية والآسرة، في لحظة احتفال واحتفاء بتاريخ موغل في القدم. فاجأت الفنانة السورية أصالة نصري، نحو 10 آلاف شخص حضروا حفلها الفني المنظم ليلة أول أمس(الخميس) بفضاء باب المكينة، بأدائها الرائع أغنية "كرهت ومليت" للفنانة المغربية أسماء المنور أو "الصديقة العزيزة علي التي أحبها، وأعشق صوتها وأخلاقها"، كما وصفتها في كلمة مقتضبة سبقت هذه الالتفاتة إلى أغنية قالت إن "القلوب تعتصر لكلماتها". وبدت هذه الفنانة الكبيرة التي ارتدت زيا تقليديا مغربيا أقرب في شكله إلى اللباس الهندي، حزينة وكلمات هذه الأغنية تنساب هادئة بين شفتيها، خاصة وهي تردد عبارات "كرهت ومليت، جوني مار" و"طال عذابي فهذ الغيبة" و"يا الوالدة سمحي لي، يا الحبيبة يا الوالدة"، كما لو كانت تنطبق عليها، وهي التي أبدت إعجابها بها في ندوة صحافية سبقت هذا الحفل. وبدا جمهور هذا الفضاء "الأسطوري الذي يبعث الحيوية في الأرواح والأفئدة" كما وصفته مقدمة هذه السهرة الرابعة المنظمة به في هذه الدورة بعد استراحته التي دامت 3 أيام، غاضبا واحتج بشدة على تأخر انطلاق هذا الحفل وعدم توفير المقاعد الكافية وإغراق مقاعد الدرجة الأولى بأقارب مسؤولين ونافذين العديد منهم لم يؤدوا ثمن تذكرة الدخول. والنتيجة أن عشرات الأشخاص من الجنسين أدوا بين 200 و400 درهم دون أن يعثروا على مقاعد تؤمن متابعتهم للحفل، ما جعلهم يحتجون برفع شعارات من قبيل "لا، لا هاذ الشي ماشي معقول"، و"بغينا فلوسنا"، قبل تدخل عناصر الأمن لتهدئة النفوس على بعد دقائق قليلة من دخول الفنانة أصالة نصري أو "أسطورة من أساطير الأغنية العربية"، الخشبة. وفي اللحظة التي رفعت فيها شعارات الغضب، انطفأت الأضواء لتخفت في محيط المنصة بألوان تباينت مع الإيقاعات، قبل ظهور أصالة التي حشدت آلاف الشباب لحفلها الذي يعتبر الأكثر عددا مقارنة مع سابقيه من التي احتضنها الفضاء بما في ذلك ملحمة "أدين بدين الحب" والإسباني باكو دي لوثا، ومجموعة كوريداس في رحلتها الموسيقية من القسطنطينية إلى إسطنبول".اختارت صاحبة أغنية "اغضب" التي أدخلتها ركب الفنانين الكبار التي غنوا للشاعر الكبير نزار قباني من قبيل ماجدة الرومي وكاظم الساهر وقبلهما نجاة الصغيرة وعبد الحليم حافظ، إيقاعات موسيقية حماسية أقرب إلى فن الفلامنكو الإسباني، في افتتاح كشكولها الغنائي المؤدى للمناسبة، على إيقاع صيحاتها المدوية التي أفاقت الجمهور من سبات التأخير. "فخورة بهذه الحفلة. أحبكم كثيرا، وسعيدة أن أكون بينكم" عبارة استهلت بها حفلها الذي رافقه فيه ثلة من أمهر العازفين على مختلف الآلات الموسيقية بالعالم العربي، بقيادة يحيى الموجي، قبل أن تطلق العنان لصوتها الحزين الذي كسر هدوء الفضاء في عدة مرات، تماهت معها الأجساد التي بدا بعضها شبه عار، في تموجات على شاكلة مشاهد الملاعب الرياضية. "بناء على رغباتك" أول أغنية أدتها الفنانة أصالة نصري التي حضرت إلى فاس إلى جانب زوجها المخرج طارق العريان وشقيقها أنس نصري الذي يعتبر في الآن نفسه مدير أعمالها، في هذا الحفل الذي يأتي قبل يومين من اختتام هذه الدورة، قبل "شخصية عنيدة"، وما بينهما من أغان خالدة من ريبرتوارها الزاخر، قبل أن تختم برائعتها "سامحتك". واختارت من رصيدها الفني المتنوع الذي فتح في وجهها طريق النجاح قبل وبعد السفر إلى القاهرة، العديد من الأغاني التي تغنت بالحب والمرأة والوطن، بعضها ل"العبقري" نيكولا جبران، كما أسمته، في لحظات انصهرت فيها في تجاوب كبير مع الكلمات، رغم أن الجمهور لم يتفاعل مع ما غنته في الكثير من اللحظات التي ارتفع فيها الشرخ بينها وبينه. "عايشة بفكر فيك"، "ما قلتليش"، "أنا وحبيبي فالجنينة".. بعض من أغان كثيرة أدتها بالمناسبة من تلك التي اشتهرت بها من قبيل "ولا تصدق" التي جعلت منها مطربة مرموقة بالعالم العربي، لكن أداءها كان أبرع في أغنيتي "إلى متى؟" و"ما بقاش أنا" اللتين تجاوب فيهما الجمهور في تموجات مثيرة للانتباه، عكس ما كان عليه الأمر في أغان أخرى. إعداد: حميد الأبيض (فاس)

فاس تسترجع جذورها الأندلسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انصهار حمدوشي متميز في الجاز و"دج كليك"

رباح يمنح الداخلية صلاحية إعداد برنامج الطرق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات