سقوط الزيات… التفاصيل الكاملة

غضب الجماهير والأزمة ومستحقات اللاعبين العالقة فجرت الوضع بالرجاء لم تدم فرحة الرجاويين بالتتويج بلقب البطولة الوطنية 12 في مسيرة النادي، طويلا، إذ سرعان ما توالت الأخبار السيئة على البيت الأخضر، بدءا بإصابة جل لاعبي الفريق بفيروس كورونا، مرورا بالإقصاء من نصف نهاية عصبة أبطال إفريقيا أمام الزمالك، ووصولا إلى تقديم الرئيس جواد الزيات استقالته ليلة أول أمس (الأحد). وتفاجأ أعضاء المكتب المسير للرجاء، ليلة أول أمس (الأحد)، بتقديم جواد الزيات استقالته رسميا، معللا إياها ب»أسباب شخصية». واعتبر الزيات في اجتماع طارئ مع أعضاء مكتبه، أن الوقت حان لإنهاء مهامه على رأس الفريق الأخضر، بسبب كثرة الضغوطات، آخرها، مطالب بعض المنخرطين بعقد اجتماع عاجل معه، للتطرق لمسألة الانتدابات، التي أثارت جدلا كبيرا، والمشاكل التقنية التي يعانيها النادي. وأعطى رئيس الرجاء المستقيل، مهلة للمكتب وللمنخرطين، لإيجاد رئيس جديد قبل بداية دجنبر المقبل، على أن يغادر منصبه رسميا في 4 من الشهر نفسه، بعد جمع استثنائي. ورفض جل أعضاء المكتب استقالة الرئيس، لكنه أعلن تشبثه بها. وأكدت مصادر مطلعة أن الزيات، حزن للانتقادات الشديدة، التي تعرض لها من قبل جماهير النادي، التي طالبته بإجراء انتدابات على غرار الفرق الوطنية الأخرى، رغم الأزمة المالية الخانقة التي تضرب النادي، إذ تجاوز عجز الميزانية في الموسم الرياضي الماضي، ثلاثة ملايير، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا وتوقف النشاط الكروي ومنع حضور الجماهير للمباريات. ولم تتوقف مشاكل الزيات عند هذا الحد، بل طالبه جل اللاعبين بصرف مستحقاتهم المالية، كاملة، بعد التوصل بالدفعة الأولى من قيمة انتقال بدر بانون للأهلي المصري، والتي بلغت ملياري سنتيم. الانتدابات... المتهم الأول بعد الإقصاء المرير من نصف نهاية عصبة أبطال إفريقيا، رفضت الجماهير الخضراء مبررات مكتب الرجاء، وطالبت الرئيس جواد الزيات بإجراء انتدابات عاجلة، لتقوية المجموعة الموسم المقبل. ورغم مطالب الجماهير المتواصلة، طيلة الفترة السابقة، لم تحرك إدارة الرجاء ساكنا، باستثناء مفاوضتها لبعض اللاعبين، غير أن المفاوضات لم تصل لحل نهائي، في وقت طعمت باقي أندية البطولة مجموعاتها بلاعبين جدد، وهو ما أثار حفيظة الجماهير الخضراء. ومع مرور الوقت، زاد غضب جماهير الرجاء، إذ وصل الحد ببعضها إلى المطالبة برحيل الرئيس، على مواقع التواصل الاجتماعي، رافضة مبرر الأزمة المالية، والتي عانتها أغلب فرق البطولة، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، لكنها أجرت انتدابات مهمة، استعدادا لانطلاق الموسم المقبل. وأمام هذا الوضع، تراجع جواد الزيات عن قراره بعدم إجراء انتدابات، وأبلغ المدرب جمال سلامي وطاقمه، أنه سيعزز الفريق بلاعبين على الأكثر، على أن ينتظر توفر السيولة المالية مستقبلا، بعد استئناف منافسات كأس محمد السادس للأندية العربية، لانتداب لاعبين آخرين، غير أن ذلك لم يكن كافيا. غضب المنخرطين مع توالي المشاكل داخل البيت الأخضر، كان لابد لبرلمان الرجاء التدخل، من أجل استفسار الرئيس ومكتبه عن أوضاع النادي ومشاريعه المستقبلية. وسبق لمنخرطي الرجاء مطالبة الرئيس بعقد اجتماع عاجل، وهو الذي كان مبرمجا اليوم (الثلاثاء)، بغية تدارس مشاكل النادي، ونقل مطالب الجماهير بتعزيز الفريق في «الميركاتو» الحالي، قبل أن يستبقه الزيات بتقديم استقالته. واعتبر بعض منخرطي الرجاء أن الوضع الذي يعيشه الفريق، قبل أسابيع من انطلاق الموسم الجديد، «غير جيد»، وتم التحرك على أساس تعديله، وإيجاد حلول عاجلة، قبل المرحلة المقبلة. وفي وقت انتظر المنخرطون الاجتماع مع الرئيس، لوضع النقاط على الحروف، فاجأ الزيات الجميع بوضع استقالته، تاركا مهمة إيجاد رئيس جديد للمنخرطين وبعض أعضاء المكتب الحالي، وحكماء الفريق. هزة الطاقم التقني أثار تهديد جمال سلامي مدرب الفريق بالاستقالة، ورحيل مساعده يوسف السفري، جدلا كبيرا داخل الرجاء، إذ اعتبرتها الجماهير «صرخة غضب» على إدارة النادي، التي لم تستجب لمطالب الطاقم التقني بإجراء انتدابات وتعزيز الفريق للموسم المقبل. وبعد كثرة القيل والقال، خرج السفري في تصريح لموقع أنصار الفريق الأخضر، مبرزا فيه أنه قدم استقالته بسبب رغبته في أخذ قسط من الراحة، بعد موسم طويل وصعب، عانى فيه كثيرا شخصيا ورياضيا، وبات عليه التوقف إلى حين. وأوضح السفري أنه يطمح لاستئناف نشاطه مدربا، مستقبلا، بعد التجارب التي خاضها مساعدا للمدربين، منوها بجمال سلامي، ومطالبا بمساندته ودعمه، لأنه مدرب جيد وقدم للرجاء الشيء الكثير، ولا يمكنه مقارنته بالمدربين الذين مروا على الفريق الأخضر في الفترة الأخيرة. ولم ينتظر سلامي هدوء عاصفة استقالة السفري، حتى أبلغ إدارة الفريق الأخضر برغبته في الرحيل، بسبب عدم توفر الظروف المواتية للعمل. واعتبر مدرب الرجاء أن الانتدابات ضرورة ملحة في ظل الظروف الحالية، لتطوير النادي والمنافسة على الألقاب والحفاظ على لقب البطولة، مبرزا أنه دفع بلاعبين شباب، لكن بات تطعيم الفريق بلاعبين جدد ضرورة في الفترة المقبلة. ورغم هذه الأزمة، تمكن الزيات وسلامي من إيجاد حل وسط، متمثل في انتداب لاعبين على الأكثر، في انتظار «غنيمة» كأس محمد السادس المنتظرة، لإجراء انتدابات جديدة، حسب ما طالب به سلامي. مستحقات اللاعبين أثارت مستحقات لاعبي الرجاء العالقة، جدلا كبيرا في الفترة الأخيرة، إذ انتظروا صرفها مباشرة بعد نصف نهاية عصبة أبطال إفريقيا، غير أن نقص السيولة المالية أجلها إلى حين. وبعد توصل الرجاء بجزء من قيمة انتقال بدر بانون للأهلي المصري، اختار مكتب الفريق صرف جزء من مستحقات اللاعبين، أولا، قبل التفكير في الانتدابات، فيما أكدت مصادر أن مسؤولي الفريق البيضاوي كانوا ينوون تقليص مستحقات اللاعبين، وهو ما أثار حفيظة أغلبهم. وبعد نهاية الموسم الرياضي الماضي، زاد ضغط اللاعبين على الإدارة الحالية، خاصة أن البعض لم يتوصل بمنحة التوقيع، ما جعل الوضع أكثر سوءا بالبيت الأخضر. وسبق للزيات الإعلان عن إعطاء الأولوية لمستحقات اللاعبين، بعد استئناف النشاط الكروي قبل أشهر، إذ توصل اللاعبون ببعض المنح والرواتب، قبل أن يتوقف العطاء مجددا بسبب نقص السيولة. واعتقد البعض أن صفقة بانون ستكون طوق نجاة للمكتب الحالي، وأنه سيتمكن من صرف جزء من مستحقات اللاعبين، وتحفيزهم على العودة للتداريب، غير أن ذلك لم يكن كافيا لإنهاء مرحلة الزيات بالرجاء. عودة الأزمة أعلن مكتب الرجاء قبل سنة، أنه ماض في التغلب على الأزمة المالية التي عاشها النادي خلال السنوات الأخيرة، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ... واعتبرت أزمة انتشار فيروس كورونا أخيرا، «قاتلة» للرجاء الرياضي، الذي عادت أرقامه للانحدار، وبات يعاني مجددا من نقص السيولة، بعدما ضرب الفيروس أبرز مداخيله المالية، خاصة بعدما غابت الجماهير عن حضور المباريات، وتوقف النشاط وتأجلت منافسات كأس محمد السادس للأندية العربية. ورغم ذلك ذكر بلاغ لمكتب الرجاء أنه تمكن من التغلب على بعض جوانب الأزمة، وحقق ثلاثة ألقاب خلال موسمين، وبلغ نصف نهاية عصبة أبطال إفريقيا، وتمكن من إعادة إحياء مركز التكوين في الوازيس، الذي بات يستضيف 50 لاعبا شابا. وزاد بلاغ الفريق الأخضر أن المكتب الحالي، وضع خطة لإعادة هيكلة النادي استهلها في أبريل 2018، إذ رغم تداعيات انتشار الفيروس، فإن الفريق أنهى الموسم في ظروف حسنة، على حد قول البلاغ. وأضاف البلاغ أن المكتب تمكن من تسوية 12 نزاعا رياضيا بالجامعة الملكية والاتحاد الدولي «فيفا»، بما يمجموعه 25 مليون درهم، وتسوية 20 نزاعا آخر تجاريا ومرتبطا بالعمل، فيما سجل رقما قياسيا وطنيا من حيث مداخيل التسويق بلغت 30 مليون درهم. ورغم كل هذه المجهودات والأرقام، وتحقيق لقب البطولة، فإنها لم تكن كافية، لإطالة عمر المكتب الحالي. إعداد: العقيد درغام

سقوط الزيات… التفاصيل الكاملة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بيع شقة بالمزاد بسبب شيك مزور

هجوم مسلح لملثمين في حرب "الإلترات"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات