معد: البروتوكول المنزلي أقل ضررا نفسيا

> قررت وزارة الصحة علاج حالات مصابة بكورونا في المنازل، فهل يمكن أن يؤثر ذلك على الصحة النفسية للمريض؟ > اتباع بروتوكول علاجي بالنسبة إلى الأشخاص المصابين في بيوتهم دون أن تظهر عليهم أعراض المرض، أقل ضررا على الصحة النفسية. ونفسر ذلك بأن إجبار المصابين تحت طائلة الاكراه النفسي على الذهاب إلى المستشفى، يعتبر ظاهرة نفسية اجتماعية لم يتعودوا عليها، ما يزيد من حالة التوتر لديهم.كما أن حالة التوتر والغضب والضغط النفسي، نجد تفسيرها في التمثل السلبي الجديد للمستشفى الذي يعتبر من جهة، مكانا غير آمن ويوجد فيه المرض والموت، ومن جهة أخرى، أصبح سجنا في خيال المصاب بسبب الذهاب إليه مجبرا ليس بسبب المرض في نظره، بل تجبره السلطات على ذلك، وهذا يحدث ضررا نفسيا لدى المصاب. فالصورة السيئة عن المستشفى والتي تشكلت لأسباب متعددة، هي التي نفسر من خلالها خوف بعض الأفراد من إجراء اختبار كورونا. لذلك فعلاج المصابين في بيوتهم يعتبر في نظرنا حلا إيجابيا، بل هو فرصة للتعايش النفسي مع المرض والتخفيف من الصورة السلبية للمستشفى، كما أنه يبقي على المريض في وسطه الطبيعي والاجتماعي وهذا أمر إيجابي. > هل صحيح أن المريض يصاب بالاكتئاب ؟ > إن ظهور حالات القلق وأعراض الاكتئاب والتوتر استجابات طبيعية، وقد يكون بالفعل ذلك عاملا من عوامل توقف المصاب عن علاج نفسه واتباع تعليمات الطاقم الطبي، لكن لا نعتقد أن ذلك هو العامل الأساسي، بل نظن أن ذلك، يدخل في الحالات الاستثنائية، من الناحية النفسية، وقد نلاحظه عند ذوي الشخصيات الضد-اجتماعية وعند من يعانون عقدة السلطة وهم من يرفضون كل ما يرمز للسلطة والتعليمات ومن يقيد الحرية. ونشير هنا إلى أن أسباب فرضية توقف المريض عن علاج نفسه بالبيت، تختلف حسب سياق وظروف المصاب النفسية والاجتماعية والثقافية. من بين الأسباب الاعتقاد بأن البروتوكول العلاجي له آثار جانبية تشكل خطرا على الصحة الجسدية والعقلية مستقبلا. والسبب الثاني هو الضغط الاجتماعي المتمثل في الضغط العائلي أو الأصدقاء، الذي يرفض فكرة تناول دواء مشكوك في نتائجه لمرض لم يجدوا له دواء بعد، فيما يكمن السبب الثالث في فرضية سوء استخدام البروتوكول العلاجي نفسه، ما تصاحب ذلك نتائج سلبية. > كيف يمكن للمريض أن يتعايش مع الوضع دون أن تتفاقم وضعيته النفسية المتأثرة بسبب الإصابة بكوفيد 19؟ > كثيرة هي الارشادات والنصائح المفيدة للفرد، من أجل أن يتعايش مع الوضع الصحي الجديد للتخفيف من العبء النفسي، لكن في الحقيقة أن اعتماد تلك الارشادات والاستفادة منها، تتدخل فيه عدة عوامل مرتبطة بشخصية المصاب وبمحيطه وبظروفه الاقتصادية والاجتماعية. وأول شيء ينبغي التنبيه إليه، هو أن أي مريض تكون نفسيته مهزوزة تتأرجح بين الضعف والاستسلام للمرض والعزلة أو الاكتئاب من جهة والغضب، والانفعالات والتوتر من جهة أخرى. وفي هذا السياق فتعايش المصاب مع الوضع الصحي الجديد، هو التعامل الإيجابي للطاقم الطبي ومراعاة نفسيته ونفسية عائلته، لذلك لا بد من دورات تكوينية متتالية للأجهزة الصحية حول مجال التعامل النفسي الإيجابي في ظل الأزمات، ولابد من الاهتمام بالطاقم الطبي، الذي يشتغل في الميدان وتوفير ظروف جيدة لعمله من جوانب نفسية وتحفيزات مادية مهمة واهتمام اعلامي لافت لينعكس إيجابيا على التعامل مع المصابين. إلى جانب الحفاظ على العادات الطبيعية والبقاء على اتصال نشط مع العائلة والأصدقاء، وأيضا الابتعاد عن الأخبار اليومية، سيما تلك المتعلقة بفيروس كورونا، والإبداع في مجال الاهتمام، سواء القراءة أو الكتابة أو صنع أشياء أجرت الحوار: إيمان رضيف * أستاذ علم النفس بجامعة محمد الخامس الرباط

معد: البروتوكول المنزلي أقل ضررا نفسيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ميكروطروطوار

البروتوكول المنزلي ... معاناة مضاعفة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات