الفشل مآل حركة تصحيحية داخل الجبهة

لم تسلم جبهة القوى الديمقراطية، التي تأسست عام 1997 بفعل انشقاق عن حزب التقدم والاشتراكية قاده الراحل التهامي الخياري، بدوره من حركات تصحيحية قامت ضد قيادة الجبهة. وتزعم بعض القياديين في الجبهة حركة تمرد واسعة ضد القيادة باسم تصحيح الاعوجاجات التي يشكو منها الحزب، وإعادة الشرعية لقيادة جديدة تنبثق عن هياكل شرعية. وتزعم هذه الحركة محمد الساهل وأحمد بوراوين وقياديون آخرون في الجبهة انتخبوا قيادة جديدة بزعامة الساهل. وانخرط الحزب منذئذ في معركة الشرعية ، إذ ثارت ثائرة الراحل التهامي الخياري ضد من وصفهم بالمتآمرين على الحزب، معتبرا أنهم ينفذون مخططات تستهدف الجبهة أولا وأخيرا، واستفحلت الأمور إلى أن وصلت إلى ردهات المحاكم. ولم تهدأ زوبعة المنشقين عن الحزب إلا بعد انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الذي جدد الثقة في التهامي الخياري كاتبا وطنيا للحزب. وحظي الخياري بدعم أغلبية المؤتمرين، مما مكنه من تثبيت نفسه زعيما كارزميا للجبهة، لم تنل منه محاولات تجريد الشرعية منه من طرف خصومه في الحزب. وظل التهامي الخياري في السنوات الأخيرة بمنأى عن تدبير الشؤون اليومية للحزب بسبب وضعه الصحي تدبير شؤون الجبهة إلى قياديين آخرين في مقدمتهم مصطفى بنعلي المرشح لخلافته على رأس الحزب. وكان التهامي الخياري قرر اعتزال العمل السياسي وعدم الترشح لولاية جديدة، خاصة بعد النتائج الهزيلة التي حصل عليها الحزب في الانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر، لكن إلحاح المناضلين أقنعه عن العدول عن هذا القرار.وتأثر التهامي الخياري كثيرا بالنتائج التراجعية التي حققها الجبهة في الانتخابات التشريعية الماضية، إذ لم يحصل سوى على مقعد نيابي وحيد، مما يعتبر مؤشرا على تراجع المكانة الانتخابية للحزب. ورغم ذلك اعتبر الخياري أن نتائج الانتخابات لا تعكس الوزن السياسي الحقيقي لجبهة القوى الديمقراطية وتستعصي، أي النتائج، على التحليل السياسي الموضوعي والعلمي. وكان الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية، أكد في افتتاح المؤتمر الوطني الأخير للحزب، عزم الجبهة على تعزيز مكانته في الحقل السياسي، معتبرا أن المؤتمر وإن كان عاديا في طبيعته وتوقيته، إلا أنه مؤتمر استثنائي في سياقاته الحزبية والسياسية على اعتبار أنه ينعقد في ظل دستور جديد شكل منعطفا جديدا في تاريخ المغرب المعاصر، ويدشن لمرحلة سياسية جديدة شعارها استكمال شروط الانتقال الديمقراطي وتحديث الدولة والمجتمع.ج.ب

الفشل مآل حركة تصحيحية داخل الجبهة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حركات تصحيحية بالجملة بالحركة الشعبية

مهنين: سنواصل تنبيهنا لانحرافات القيادة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات