أكد أن الحل هو احتواء السلوكات الخاطئة لدى المواطنين وتجاوز مشاكل المنظومة الصحية أكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الوضعية الوبائية أصبحت مقلقة جدا، إلا أن تجنب الانفلات ما زال ممكنا، شريطة التحرك السريع، لمواجهة الأسباب التي أدت إل ى هذه الوضعية، والتي تتجلى في عدم احترام أو الالتفاف على الإجراءات الوقائية وتأخر الكشف عن الحالات الجديدة. وأوضح حمضي أن الحل هو الاحتواء المزدوج، بما يعني ذلك من احتواء السلوكات الخاطئة لدى المواطنين، وتجاوز مشاكل المنظومة الصحية، مؤكدا أنه رغم ارتفاع عدد الحالات الخطرة بأقسام الإنعاش وعدد الوفيات، إلا أنه بالإمكان التدخل لتغيير مسار الوضع بل قلب المعادلة، مشيرا إلى ضرورة العودة القوية إلى الإجراءات الحاجزية، و محاربة خطورة الأماكن المغلقة، وتوسيع عدد الفحوصات اليومية، وتسريع الوصول إلى الحالات المشكوك فيها، وعزل المشكوك في اصابتهم تلقائيا لمدة 10 أيام بعد ظهور الاعراض، والذهاب نحو المواطنين للكشف عوض انتظارهم، وهي مهام تتطلب انخراط المجتمع المدني، في جهود التحسيس ومحاربة حالات التراخي التي ساهمت في ارتفاع حالات الإصابة. ونبه حمضي إلى أن تعقد الحالة الوبائية، مرده عدم احترام أو الالتفاف على الإجراءات الحاجزية والارشادات الصحية وقرارات السلطات الترابية، وتأخر الكشف عن الحالات الجديدة وعزلها والبحث عن المخالطين، مؤكدا أنه كلما لم تحترم الارشادات، تكلما تعاظمت الحالات الجديدة اكثر وتزايد عدد المخالطين، ومن ثم تعجز المنظومة الصحية أكثر فأكثر عن ضبط الوضعية، مشيرا إلى ارتفاع معدل النتائج الإيجابية من مجموع التحاليل اليومية، إذ من بين 100 و 200 تحليلة، كانت واحدة إيجابية، أما اليوم فقد بلغت إصابة في كل 10 الى 20 كشف فقط، وهي الوضعية التي تفسر اليوم ارتفاع عدد الحالات الخطرة بأقسام الإنعاش وعدد الوفيات. وقال حمضي "كل ما تأخر الكشف، تأخر التكفل بالمرضى، ووصل المصابون الى المستشفيات في حالات مرضية بخطورة متقدمة وحالات حرجة بأقسام الإنعاش، بعد فوات الأوان، مشيرا إلى أن 20℅ من الوفيات بقسم الإنعاش بالبيضاء تحدث في الساعات الأولى للوصول إلى المستشفى. وبخصوص إمكانية تغيير الوضعية، أكد حمضي أن مهمة الطب والمنظومة الصحية التدخل مهما كان الوضع، من أجل تحسين الأوضاع والتخفيف من الخسائر، مشيرا إلى أن ما يقلق أكثر ليس فقط ازدياد الحالات، لكن استمرار الأسباب التي أدت إلى هذه الوضعية، ومع ذلك، مازال بإمكان بلادنا ان تقلب المعادلة، شريطة العودة إلى احترام الإجراءات الحاجزية، ومساعدة المنظومة الصحية على استرجاع توازنها وتحكمها في المعركة. برحو بوزياني