الملكية تتناغم مع إيقاع المجتمع

الباحث قراقي أكد أن إلغاء الاحتفالات يعكس التفاعل بين المؤسسة الملكية والشعب توقف الدكتور عبد العزيز قراقي عند قرار الملك محمد السادس إلغاء احتفالات عيد الشباب السنة الماضية، إذ قال إنه إذا أردنا أن نفهم قرار إلغاء احتفالات هذا العيد يجب أن نقرنه مع المناسبتين الوطنيتين الأخرين، وهما عيد العرش وعيد ثورة الملك والشعب. فعيد العرش، حسب أستاذ العلوم السياسية، تحدد منذ اللحظة التي جعلت فيها نخبة من المجتمع المغربي المتمثلة في الحركة الوطنية هذه المناسبة فرصة للاحتجاج ضد المستعمر والتعبير عن عراقة الدولة المغربية باعتبارها ممتدة إلى ما قبل الحماية، وستبقى مستمرة بمؤسساتها إلى ما بعد الحماية، وهذه اللحظة تشكل مناسبة وطنية يمكن القول، من خلالها، إن مصير الدولة المغربية القديمة تم تفصيله على أن يكون فرصة يحكمها المستقبل. أما المناسبة الثانية وهي عيد ثورة الملك والشعب، فيضيف قراقي، في حديث مع "الصباح"، أنها المناسبة التي أعلنت فيها الحماية الفرنسية والسلطات الاستعمارية على نفي السلطان محمد الخامس، لتتحول إلى مناسبة تجسد في الثقافة المغربية ونخبتها، على وجه التحديد، رفض فيها الجميع هذا القرار واتحدوا على أن تكون إما الحرية للجميع وإما أن يتوقف كل شيء. ويرى الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن المناسبتين الوطنيتين السابقتين، هما أكثر دلالة وقوة وتجسيدا للروابط التي تجمع المؤسسات وكافة مكونات المجتمع المغربي. في المقابل، فإن عيد الشباب، يقول قراقي، وهي احتفالات عيد ميلاد الملك، فهي وإن كانت مهمة وتشاطر فيها مكونات الشعب المغربي العاهل الأفراح في هذه المناسبة، لكن على المستوى الرمزي يظل عيدا العرش وثورة الملك والشعب أكثر دلالة ورمزية، لهذا فإن الملك محمد السادس قرر إلغاء الاحتفال بعيد الشباب والاحتفاظ بهاتين المناسبتين الكبيرتين في تاريخ المغرب. ويتابع الخبير لدى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أن تطور التقاليد المخزنية لا يشكل استثناء بالنسبة إلى المغرب، ولكن كل الملكيات في دول العالم لها تقاليد، فإذا رجعنا مثلا إلى بريطانيا التي تعد اليوم من أعرق الملكيات الموجودة على المستوى العالمي، فهناك بعض الطقوس والتقاليد التي تعود إلى أزيد من ألف سنة، ورغم أنها طقوس قديمة ومعقدة ولكن يتم الاحتفاظ بها، لأن كل دول العالم لها طقوسها الخاصة بغض النظر عن طبيعة الأنظمة السياسية. ويقدم قراقي مثالا آخر بفرنسا المعروفة بثورتها لسنة 1789، إلا أن العديد من الممارسات الموجودة فيها، سواء في قصر الإليزيه أو البرلمان، تظهر طقوسا متعددة ومختلفة ومعقدة في بعض الأحيان، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية، هي الأخرى لها طقوس مماثلة. ويرى عضو الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية أن التخفيف من هذه الطقوس وارد، رغم أنها تشكل وجها لعراقة الدولة وقوتها، وعادة ما تجسد مراحل تاريخية ومحطات أساسية في تاريخ أي مجتمع كيفما كان نوعه. واعتبر قراقي أن هذه المسألة تجدها في كل دول العالم لكن في الأنظمة الملكية هناك طقوس كثيرة ومهمة، إلا أن التغيير يظل في إطار الاستمرارية، ويقدم الباحث نفسه مثالا بطقوس البيعة بين ثلاثة ملوك في المغرب، إذ يرى أنها تتضمن فوارق مهمة ومختلفة. ملكية دستورية يتوقف الأستاذ الجامعي عند دستور 2011 ، إذ يرى أنه يصف الملكية على أنها ملكية دستورية وديمقراطية وبرلمانية، لكن هناك وصف أخير وهو أنها اجتماعية، إذ أن الملكية بهذا المعنى تسير بإيقاع المجتمع، ويعطي قراقي مؤشرا على حديثه من خلال حرص المؤسسة الملكية هذه السنة بفعل انتشار جائحة كورونا، إلغاء كل احتفالات عيد العرش وكل المراسيم بما فيها حفل الولاء، باستثناء الخطاب، لأن المجتمع يمر من أزمة مما يعني أن هناك نوعا من التفاعل بين المؤسسة الملكية والمجتمع. عزيز المجدوب

الملكية تتناغم مع إيقاع المجتمع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تجديد وتشبيب الحقل الديني

الجامعة تتبرأ من "كورونا" الإدارة التقنية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات