رفع حالة الإنذار القصوى

عودة الجيش إلى الثكنات والتخفيف تدريجيا من تدابير الوجود في الشارع وتمتيع أمنيين بعطل في حدود 10 أيام استراحة قبل استئناف العمل تستكمل الوحدات العسكرية، نهاية الأسبوع الجاري، مراحل عودتها إلى الثكنات المركزية، تزامنا مع قرار تمديد سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية إلى 10 غشت المقبل، والتخفيف شبه الكلي للحجر الصحي، والاقتصار على تدابير خاصة مرتبطة بظهور بؤر وبائية. وشوهدت ناقلات الجند، وأفراد القوات المسلحة الملكية، وعشرات المصفحات، وحاملات الآلات والعتاد، تغادر أماكنها وسط المدن الكبرى، وتعود إلى الثكنات القريبة. وأغلق، صباح أمس (الجمعة)، مقطع من الطريق السيار بين البيضاء وبنكرير لمرور رتل من الشاحنات والمصفحات والسيارات، تتقدمها سيارات ودراجات نارية للدرك الملكي. وبعودة الجيش إلى الثكنات، يكون المغرب أنهى، عمليا، مرحلة الإنذار العالي، الذي انطلق في 20 مارس الماضي، بظهور الإصابات المؤكدة الأولى بفيروس كورونا، حيث أعطي الأمر العسكري بنزول القوات المسلحة الملكية إلى الشوارع، والظهور العلني في الشوارع والأزقة وفي المحاور والساحات، بالمدن الكبرى على الخصوص. ويشمل التخفيف من حالة الإنذار القصوى باقي مكونات قوات حفظ النظام في المؤسسات الأمنية الأخرى، التي بذلت مجهودات كبيرة في تطبيق تدابير حالة الطوارئ الصحية، وكان لها الفضل، إضافة إلى مكونات أخرى، في تجنيب المغرب كارثة صحية بكل المقاييس. وفي هذا الإطار، توصلت مصالح قوات حفظ النظام بمذكرات داخلية لتنظيم العطل الصيفية في حدود عشرة أيام، تعتبر بمثابة استراحة مستحقة لمحاربين قبل العودة إلى العمل مجددا، وهو حالة موظفي الصحة أيضا. وقال محمد شقير، الأستاذ الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية، إن استكمال عودة المؤسسة العسكرية إلى الثكنات في هذه المرحلة بالضبط التي تتميز بالدخول إلى مراحل التخفيف القصوى للحجر الصحي، دليل على أن نزولها إلى الشارع كان مرتبطا فقط بهذه المرحلة، و"حينما انتهت، كان لزاما على الجيش العودة". وقال شقير، في تصريح لـ"الصباح" إن إخلاء عناصر القوات المسلحة الملكية للفضاء العام، يثبت الوظيفة الرمزية، التي نزل من أجلها في 20 مارس الماضي، إذ لم يكن الغرض من العملية، منذ البداية، التدخل المباشر في عمليات تطبيق تدابير حالة الطوارئ الصحية، بل ضمان وجود مرئي ورمزي أمام السكان لإشاعة نوع من الطمأنينة والأمن. وأوضح شقير أن المواطنين استشعروا هذا الوجود الرمزي لعناصر الجيش وتجاوبوا معه بتبادل عدد من الإشارات المادية والمعنوية، وهي إشارات ذات معنى كبير، عززه إحجام القوات المسلحة عن أي تدخل مباشر في العمليات، التي كان تتكلف بها قوات حفظ النظام الأخرى، مثل الأمن والدرك الملكي ومسؤولي الإدارة الترابية. ويعتبر شقير أن إشراك آليات ومدرعات القوات المسلحة الملكية في عملية تطبيق فرض حالة الطوارئ الصحية لمواجهة وباء "كورونا"، جعل السكان يتجاوبون مع هذا التدخل، ويعتبرون أن الجيش، بالإضافة إلى قوات الأمن وأجهزة الإدارة الترابية، يعملون لضمان سلامتهم الصحية والجسدية. وأكد المحلل أن مساهمة قوات الجيش ومدرعاته التي استقبلت بتجاوب سكان هذه المدن، وإعطاء الأوامر من قبل الملك لمساهمة الطب العسكري في عمليات مواجهة تداعيات هذا الفيروس القاتل، ومحاولة محاصرته إلى جانب الأطقم الطبية لوزارة الصحة، كلها عوامل "ستعزز الثقة بين مكونات المجتمع ومؤسساته العسكرية والمدنية". يوسف الساكت

رفع حالة الإنذار القصوى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شركات واجهة لتوطين أموال المخدرات

تعذيب طفلة في جلسة خمرية

مقالات ذات صلة