الحجر بالمناطق 2 … الكذبة الكبرى

ازدحام في المحلات التجارية وتهافت على "الشوبينغ" وضرب لقرارات السلطات بعرض الحائط تبدو الحركة عادية في مناطق التخفيف 2، خاصة بالمدن الكبرى مثل البيضاء والرباط وطنجة ومراكش، التي يبدو أن سكانها تعبوا من كثرة التمديدات، فقرروا خرق الحجر بشكل جماعي، وتحدي الفيروس، بالنزول إلى الأسواق والمحلات التجارية من أجل التسوق... العثماني... إنما للصبر حدود مواطنون يخرجون فرادى وجماعات إلى الشوارع لكسر الحجر الصحي يستغرب كثيرون من الثقة الزائدة في النفس، التي يتمتع بها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، حينما يتحدث قائلا "تمديد الحجر بالمنطقة 2 شهرا إضافيا، مع الإبقاء على كافة التدابير التي سبق اتخاذها"، بينما الحجر انتهى فعليا في رمضان الماضي، وبالضبط منتصف الفترة الثانية من التمديد. هل يعلم رئيس الحكومة، أنه في الأيام الأولى من الحجر الصحي، كان عدد عناصر الأمن والسلطات المحلية، أكبر من عدد المواطنين، وأن صافرات الإنذار رنت في كل زقاق وشارع؟، وأن مواطنين صفعوا وركلوا بسبب الحجر، وكان الخوف يغمر صدور الناس، رغم توفرهم على ورقة الخروج، أما الآن فأصبح المواطنون يلعبون كرة القدم ويستجمون في الشواطئ. إن الحجر الصحي في المنطقة 2، كذبة كبرى، لا يصدقها سوى العثماني ودوائره، أو ربما يعرف ما يجري في الواقع، لكنه لا يستطيع التعامل معه، فما من شخص يقبل أن يحجر عليه لثلاثة أشهر، رغم أن كل المؤشرات "مطمئنة" نسبيا. ومن أجل أن يعرف الدكتور سعد الدين العثماني، إلى أي درجة لم تعد قراراته تعني المغاربة، وأن تصريحاته لم تعد تحبس الأنفاس كما هو الأمر في بداية الأمر، وأن المواطنين لا يكترثون لأمر رئيس حكومتهم، بينما هو يخاطبهم في البرلمان وعلى شاشة التلفزيون، فنقول له، إن بعض الفتيات الحسناوات، يتجولن هذه الأيام في قلب البيضاء، يلعقن "الأيس كريم" في الشارع، دون اعتبار للحجر ولا الطوارئ. وإذا كان العثماني، متحمسا للنقاش الدائر في مواقع التواصل الاجتماعي، بين بعض الكائنات الفيسبوكية، حول الفرق بين الحجر الصحي والطوارئ الصحية، فإن الأمر يتعلق فقط ببعض هواة السياسة، الذين تعلموها في المواقع، لكن على رئيس الحكومة أن ينفتح على شعب آخر بهذه المواقع، من قبيل "بنت الفشوش"، التي نشرت فاتورة "الشوبينغ"، من ماركة عالمية الأسبوع الماضي، بـ 8 آلاف درهم. إن الحجر الصحي في المنطقة الثانية، مجرد كذبة كبرى لا نعلم من المستفيد منها، وهل هناك مستفيد أصلا؟ أم أن المغاربة متضررون جميعا من هذه القرارات، التي لا تتلاءم مع الواقع، إذ أن الحكومة لا تنصت إلى الناس ولا تعطيهم سببا واحدا مقنعا للمكوث في المنازل، سوى عبارة هذا الفيروس الخطير، اللعين، والفتاك، دون مؤشرات علمية حقيقية. ولا نعرف أيضا هل أطفال البرلمانيين ورؤساء الأحزاب ووزراء كورونا، لم يروا الشمس منذ مارس، كما هو الحال بالنسبة إلى بعض المواطنين الصالحين، الذين يمتثلون للقرارات، إلى درجة أصبح الأطباء، الذين هم أكثر الحريصين على الحجر الصحي، يطالبون العثماني بإطلاق سراح الأطفال، قبل أن تحل بهم كارثة صحية، ولسان حالهم يقول "الله يهديك آ السي العثماني". عصام الناصيري

إيقاف سارق محلات تجارية

"أنتربول" يعتقل قاتل "مارادونا"

مقالات ذات صلة