ماجد الشجعي.. شاعر الوصف الرياضي

لكنته الصحراوية المميزة جعلته متمكنا من مخارج الحروف، وأكسبته طريقة خاصة في نطق اللغة العربية الفصحى التي جعل منها لغة قادرة على مواكبة عالم الرياضة المتسم بالتسارع والفلتان من "رزانة" هذه اللغة وتطويعها لمنطق الوصف الرياضي بالمغرب الذي غرق لسنوات وسط مستنقع لغة هجينة لاهي بالفصحى ولا هي بالدارجة. إنه ماجد الشجعي أحد أشهر الوجوه الإعلامية التي طبعت المشهد الإعلامي الرياضي المغربي خلال العقد الأخير حتى إنه اختط لنفسه أسلوبا في الوصف الرياضي ظل علامة مميزة له. الشجعي الذي عرفه المشاهدون المغاربة عبر شاشة القناة الثانية التي قضى فيها أزيد من عقد من الزمان وتدرج فيها عبر مجموعة من البرامج ذات الصبغة الفنية مثل "نجوم الغد" و"السهرة لكم" قبل أن ينتقل إلى مجال الرياضة ويصير أحد أشهر الوجوه الإعلامية الرياضية بقناة عين السبع إلى جانب ثلة من الأسماء الأخرى مثل حسن بوطبسيل وحسن فاتح وغيرهما.خلال السنوات التي قضاها ماجد الشجعي، واسمه الحقيقي ماء العينين العروسي، استطاع أن يخلص لغة الوصف الرياضي من شوائب "الدارجة" التي علقت بها، وتمكن من أن يلفت الانتباه إلى أسلوبه في التعليق الرياضي، وهو يضغط على الحروف ويبحث عن الكلمات المناسبة للحالات التي يصفها، وهو الأمر الذي بدا في البداية وكأنه ينطوي على نوع من التكلف والتصنع، قبل أن يتآلف المشاهدون مع هذا الأسلوب المستحدث الذي استنفر فيه صاحبه كل الجهد، في البحث عن المفردات والتعابير المناسبة التي بينت عمق ثقافته اللغوية، فكان بمثابة مصالحة محببة بين لغة الضاد والتعليق الرياضي.وقبل أن يحط ماجد الشجعي الرحال في القناة الثانية، كان يجر خلفه مسارا مهنيا بدأه مع إذاعة العيون التي قضى بها أزيد من أربع سنوات ابتداء من سنة 1992، قدم فيها عددا من الفقرات الإذاعية مثل "الفضاء الرياضي" و"قافلة الفن" قبل أن ينتقل إلى البيضاء ويتلقى تكوينا في الصحافة أهله لكي يلتحق بالقناة الثانية.وقبل كل هذا قضى ماجد الشجعي طفولة مضطربة بعدد من المدن الصحراوية التي تنقلت فيها أسرته، إذ رأى النور سنة 1969 بطانطان، وهناك تلقى تعليمه الابتدائي قبل أن تنتقل الأسرة إلى كلميم. خلال هذه الفترة تعرض والد الشجعي إلى الاعتقال سنة 1976 بسبب الفتن والقلاقل التي كانت تعيشها المنطقة، الشيء الذي حتم على أسرته الانتقال إلى العيون، حيث تابع "ماء العينين" تعليمه إلى أن حصل على الباكالوريا، وقبل ذلك ظهرت مواهبه في التعليق الرياضي مبكرا من خلال حرصه على تقليد المذيعين الإسبان الذين كان مدمنا على الاستماع إليهم على المذياع. فسطع نجمه محليا وسط أترابه في مبارايات كرة القدم التي كانت تقام في أحياء العيون معلقا عليها، قبل أن تتعدى هذه النجومية رقعة العيون ومنها الدار البيضاء والمغرب لتشمل العالم العربي الذي اشتهر فيه الشجعي بعد انتقاله إلى قناة الجزيرة الرياضية منتصف سنة 2009، ويؤكد أن تألقه لم يكن محض صدفة، بل هو نتاج إصرار ومثابرة. عزيز المجدوب

ماجد الشجعي.. شاعر الوصف الرياضي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رجلا أمن خاص بالبيضاء ضمن شبكة للسرقة

الدولة لا تنوي إصلاح الإعلام العمومي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات