سطات … التعايش مع كورونا

الحجر الصحي يبدأ من السادسة مساء وسكان أحياء يعيشون حياتهم العادية إنجاز: عبد الواحد كنفاوي وتصوير عبد اللطيف مفيق يبدو لزائر سطات أن السلطات رفعت الحجر الصحي، الذي بات من الذكريات المؤسفة، وأن الأمور عادت لوضعها الطبيعي. الحركة عادية والأسواق مكتظة ولا يذكرك بالجائحة إلا بعض الأشخاص الذين ما يزالون يرتدون الكمامات وبعض دوريات السلطات المحلية التي تمر بين الفينة والأخرى. وعاينت "الصباح"، خلال زيارتها للمدينة السبت الماضي، أنه باستثناء بعض المحلات، مثل المقاهي، التي تقرر إغلاقها، فإن باقي الأنشطة الأخرى متواصلة، إذ أن الأسواق مكتظة بالمتبضعين وأن عددا من الأشخاص لا يرتدون الكمامات، رغم إجبارية ارتدائها بالنسبة إلى الذين يضطرون إلى الخروج للشارع. الحركة شبه عادية والتنقلات عبر مختلف وسائل النقل متواصلة، بما في ذلك العربات المجرورة بالدواب. يتخوف عدد من السكان من أن يحول تهور بعض السطاتيين المدينة إلى بؤرة للوباء، ويطالبون السلطات بالحزم في فرض الحجر. يضرب رجال الأمن طوقا أمنيا عند مداخل المدينة، من خلال إقامة حواجز قضائية، من أجل التحقق من وثائق الوافدين على المدينة، إذ يراقبون كل السيارات والمراكب دون استثناء ولا يسمحون لراكبيها بالمرور إلا بعد الإدلاء بالوثائق المطلوبة، خاصة ترخيص التنقل. لكن يتفاجأ الوافد على المدينة، بعد مرور الحاجز الأمني، والتنقل داخل المدينة أن الأمور عادية، وأن عدد المارة، سواء سيرا على الأقدام أو عبر وسائل النقل، لا يعطي الانطباع بأن المدينة توجد تحت الحجر الصحي، كما أن الشباب في بعض الأحياء مجتمعون في مناطق بحيهم يتبادلون أطراف الحديث دون احترام التدابير الوقائية، مثل الحي الشعبي سيدي عبد الكريم، المعروف بحي "دالاس"، إذ لا يظهر أثر الحجر الصحي، فشباب الحي يتصرفون وكأن الأمر عاد لا يتطلب احترام الإجراءات الوقائية، التي على رأسها لزوم البيت وعدم الخروج منه إلا للضرورة القصوى، علما أن أغلب هؤلاء المتجمهرين بالقرب من منازلهم لا يتوفرون على الترخيص الذي يمنح عادة إلى أرباب أو ربات الأسر. الحجر بعد السادسة مساء أكد أحد الناشطين في القطاع الجمعوي المحلي، في تصريح لـ"الصباح"، أن قلة قليلة من السكان هي التي تلتزم حرفيا بتدابير الحجر الصحي، في حين أن عددا كبيرا من الأشخاص يتعاملون باستخفاف مع المخاطر المحدقة بهم عندما يغادرون مساكنهم بدون سبب ولا يلتزمون بارتداء الكمامات. وأوضح أن نسبة كبيرة من السكان يعتبرون أن الحجر يبتدئ من الساعة السادسة مساء، إذ يبدأ الحجر الصحي بشكل فعلي وشامل، ابتداء مع هذا التوقيت، بعدما تكثف الدوريات من حملاتها في مختلف الأحياء والأزقة، وتتعامل بالصرامة المطلوبة، ما يجبر الكل على اللجوء إلى مساكنه مخافة أن يتعرض المخالفون للعقوبات الزجرية. وأشار مصدر "الصباح" إلى أن السلطات المحلية تسهر على أن يمر الحجر الصحي بأقل التكاليف، لذا تتساهل مع بعض الحالات الاجتماعية، إذ أن بعض الأشخاص الذين لا يتوفرون على شغل قار يضطرون إلى ممارسة أنشطتهم المعتادة لضمان دخلهم اليومي، لتأمين مصاريف احتياجات أسرهم، علما أن الدعم الذي خصص لمثل هذه الفئات لا يكفي لسد الحاجيات، ما يجعلهم مضطرين إلى خرق الحجر الصحي. وأكد المصدر ذاته أن من الإيجابيات التي أصبح السكان يشعرون بها، تراجع النقط السوداء للجريمة، بفعل دوريات الأمن، التي ساهمت في تنقية بعض الأحياء، خاصة حي "دالاس"، من الممارسات غير القانونية التي كانت تعرفها هذه المناطق في السابق. 40 مليونا لمواجهة الوباء خصص المجلس الجماعي لبلدية سطات ميزانية تصل إلى 400 ألف درهم (40 مليون سنتيم) من أجل تمويل الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الوباء. وأفاد مصدر من المجلس، أنه تم عقد اجتماع للجنة اليقظة الإقليمية، تحت رئاسة عامل الإقليم، من أجل تحديد المبادرات التي يتعين اتخاذها، في ظل الحجر الصحي، وتقرر تعقيم الساحات والمرافق العمومية والأحياء والأزقة، إذ تمتد عمليات التعقيم من الساعة التاسعة إلى الرابعة بعد الزوال، ومن السابعة مساء إلى العاشرة بشكل يومي، كما يتم تعقيم مقرات الإدارات العمومية على رأس كل أسبوع، وتصل الميزانية المخصصة للتعقيم إلى 200 ألف درهم، دون احتساب التكاليف الأخرى المرتبطة بالعملية، مثل غازوال شاحنات وبعض المصاريف الأخرى المخصصة للساهرين على التعقيم. وأشار مصدر "الصباح" إلى أن هناك أطرافا ساهمت بدورها في العملية، بما فيها بعض الخواص. بالموازاة مع ذلك، تم تخصيص 200 ألف درهم من أجل القفة التي ستوزع على الفئات المعوزة، وتساهم في هذه العملية، إضافة إلى الجماعة، الولاية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وستشرف السلطة المحلية على عملية التوزيع على المستحقين، وتهدف إلى التقليص من الانعكاسات السلبية للحجر الصحي على الفئات الاجتماعية الهشة. وبادر المجلس إلى جمع المشردين وإيوائهم في مؤسسة دار الفتاة، ويتعلق الأمر بـ23 مشردا، لكن ستة منهم تمكنوا من العودة إلى عائلاتهم، في حين ما يزال 17 نزيلا يتولى المجلس وبعض المحسنين إعالتهم. وتم توزيع الكمامات ومواد التعقيم على الموظفين ورجال وأعوان السلطة لتأمين وقايتهم، خلال ممارستهم مهامهم، كما تم تخصيص سيارتين بمكبري صوت لتحسيس المواطنين بأهمية احترام الحجر الصحي للمساهمة في الحد من انتشار الوباء، وتم تجهيز صهريجين بسعة 13 طنا لكل واحد من أجل التعقيم، كما أشرك الصيادلة في توزيع الكمامات على تجار سوق "شطيبة" للوقاية. لكن كل هذه التدابير والموارد المرصودة للوقاية، يظل تأثيرها متوقفا على مدى احترام السكان للحجر الصحي. مستشفى الحسن الثاني...العدوى "الفقيه لي تسنينا باراكتو دخل الجامع ببلغتو"، مثال شعبي ينطبق على مستشفى الحسن الثاني بسطات، الذي تحول إلى بؤرة للوباء بعدما انتشرت العدوى في صفوف العاملين به بسبب عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية، كما أكد ذلك عاملون بالوحدة الاستشفائية، لـ"الصباح" خلال جولة ميدانية، إذ أفاد أحد الممرضين أن زميلا له ظهرت عليه أعراض المرض وتم أخذ عينة منه لكن الإدارة حافظت عليه ضمن الطاقم، واستمر في العمل طيلة 36 ساعة إلى حين ظهور نتيجة تحليل العينة وتبين أنه مصاب بفيروس "كورونا"، كما أصيب طبيب واستمر في عمله،إضافة إلى بستاني، ما أدى إلى نقل العدوى إلى بعض الأشخاص الآخرين المخالطين بهم. ولم تتحرك الإدارة إلا عندما ثبتت إصابة الحالات الثلاث الأولى، إذ قررت أخذ عينات كل من خالطوا المصابين. وأبانت نتائج التحاليل عن إصابة ستة أشخاص آخرين، ليرتفع العدد الإجمالي إلى تسعة مصابين من الأطر الطبية والعاملين ورجل أمن خاص، تم عزلهم في الرواق المخصص للمصابين بالفيروس، إلى حين مثولهم للشفاء. وحمل أحد العاملين بالمستشفى، طلب عدم ذكر اسمه، الإدارة المسؤولية وطالب الوزارة بفتح تحقيق، من أجل رصد الخروقات في ما يتعلق بضوابط الاحتياط المعمول بها في مثل هذه الحالات، مشيرا إلى أنه لا يعقل أن يواصل شخص مشكوك في إصابته بالفيروس، وتم أخذ عينات من دمه للاختبار، عمله ويخالط زملاءه الذين لم يكونوا يعلمون بالأمر، ما اعتبره استهتارا من قبل الإدارة، إذ أكد أنه كان من المفروض أن يتم عزل المشكوك في إصابتهم بالفيروس إلى حين صدور نتائج التحليلات، لتفادي نقل العدوى إلى مخالطيهم، سواء من العاملين داخل الوحدة الاستشفائية أو الوافدين عليها، ما يفرض توسيع دائرة الاختبارات لكل المخالطين وعدم الاكتفاء بموظفي المستشفى، إذ هناك عدد من المواطنين يقبلون على الوحدة لتلقي العلاج.

سطات … التعايش مع كورونا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سيراجي ... المسرح لمواجهة كورونا

إيقاف مروج مخدرات بمولاي عبد الله

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات