> كيف يمكن التكيف مع فترة الحجر الصحي، خاصة أن العديدين يجدون صعوبة في الالتزام بها؟ > فليعلم الجميع أن الحجر الصحي ليس نهاية العالم، وإنما فرصة لمراجعة أوراقنا في عدة مجالات، منها الشخصية والعائلية والعملية والاجتماعية. فأول عمل يمكن القيام به من الناحية الذهنية هو تفعيل الحوار الداخلي لكل منا، لكسب الرهان، عبر أفكار إيجابية وتقوية التحفيز الذاتي وإعادة ترتيب الأهداف. > كيف يمكن تدبير هذه الفترة بين أفراد الأسرة الواحدة؟ وكيف يمكن استغلالها إيجابيا؟ > أنصح أي مواطن مغربي بالتحلي بوطنيته المعهودة فيه، عن طريق توعية محيطه بهذه المرحلة الصعبة، التي يمر منها بلدنا، لكسب رهان هذه الحرب البيولوجية، والتحكم في عواقبها، على الصعيد الفردي والجماعي، ولهذا وجب على كل مغربي تتبع تعليمات وزارة الصحة والامتثال لأوامر السلطات، حتى نخرج من هذا النفق مرفوعي الرأس. وفي هدا الإطار، يجب على كل شخص أن يقوم بأنشطة مفيدة لنفسه، وعائلته ولمجتمعه، وأن نفهم أن الأزمة عابرة، ويجب أن نستخلص منها دروسا غالية في التضامن والنظافة والتشبث بالقيم . > هل هناك طريقة معينة لإدارة العلاقة مع الأطفال في هذه الحالة خصوصا خلال متابعتهم دراستهم عن بعد؟ > في هذه الظروف، يحتاج الأطفال إلى الحب والعناية والاقتراب منهم أكثر، لطمأنتهم وتحفيزهم، للقيام بواجبهم، رغم الحجر الصحي المفروض، يجب كذلك مرافقتهم لتحضير برنامج عمل تشاركي، مع تحديد الأنشطة والوقت الزمني المخصص لكل نشاط. ولا ننسى الجانب الترفيهي والرياضي، مع استعمال أنشطة ولعب تكميلية لتقوية بعض الكفاءات، منها اليقظة والاكتشاف، مع الحرص دائما على تنويع الأنشطة من أسبوع لآخر، كما أنصح بالمراقبة والتتبع والتقييم لجميع الأنشطة المنجزة لتشخيص نقط القوة والضعف. ويجب تتبع الأحداث بصفة إيجابية، ووقائية، مع توعية أفراد العائلة، حول "كوفيد 19" وتأثيراته الايجابية والسلبية، التي يعرفها العالم بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة، أضف إلى هذا الحذر من الأخبار المزيفة والقنوات غير المعترف بها، أو المعادية للمغرب ووحدته، ومراقبة اختيار القنوات والأخبار المنشورة أو المذكورة. زكريا بنعمر فارس *دكتور مختص في المرافقة الذهنية أجرى الحوار: عبد الإله متقي