“مسرح الجريمة” يستفيد من الانتقادات ويطور نفسه

اعتبر الإعلامي محمد السعدوني، معد ومقدم برنامج "مسرح الجريمة على قناة "ميدي آن تي في"، أن الحملة التي شُنت على برامج الجريمة في التلفزيون المغربي، بما فيها برنامجه، لم تكن مبنية على أساس موضوعي.واستغرب السعدوني أسلوب الانتقادات التي وجهت إلى برنامج "مسرح الجريمة"، الذي يقدم للموسم الثاني على قناة "ميدي آن تي في"، على اعتبار أنه واحد من أول البرامج التي تغوص في عوالم الجريمة والأساليب التي تنهجها مختلف المصالح الأمنية في فك ألغازها، وهي تجربة معمول بها في قنوات عالمية خاصة الفرنسية والأمريكية، دون أن تخلف ردود الفعل نفسها التي خلفتها في المغرب.وأوضح الصحافي السابق في أسبوعية "الأيام" أن برنامج "مسرح الجريمة" اعتمد في الموسم الأول على تنفيذ ما هو مدون في مساطر الضابطة القضائية، وتقديمها بشكل تلفزيوني مقبول، وهو ما أتاح للبرنامج تحقيق نسب متابعة مهمة منذ بثه.ولم يخف السعدوني أن طاقم البرنامج أخذ بعين الاعتبار الانتقادات التي وجهت إلى البرنامج سواء من خلال النقاش الذي أثير حوله تحت قبة البرلمان، أو من خلال الملاحظات التي كان يتوصل بها بين الفينة والأخرى من طرف الهيأة العليا للسمعي البصري (هاكا) حول بعض الهفوات الصغيرة التي ارتكبت بدون قصد.وأكد المتوج السابق بالجائزة الوطنية للصحافة أن "مسرح الجريمة" استفاد من كل هذه المعطيات وسعى إلى تطوير نفسه، مستدلا على ذلك بالتغيير الذي طرأ على البرنامج الذي كان يعتمد في البداية على المقاربة الأمنية بنسبة كبيرة وهو الأمر الذي لم يرق السعدوني نفسه، سيما بعد أن تخلت المصالح الأمنية عن التعامل مع البرنامج بالطريقة نفسها تحت ضغط الانتقادات، رغم أن البرنامج كان يصب في مصلحة هذه الأجهزة ويقدم صورة تقريبية عن طريقة اشتغالها ومجالات تدخلها.وأردف السعدوني أن الموسم الثاني للبرنامج أخذ على عاتقه إحداث انقلاب على مستوى التصور والشكل الذي يقدم به، ونحا نحو التقليص من المقاربة الأمنية لصالح مقاربات أخرى، منها المقاربة القانونية ومقاربات العلوم الإنسانية مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الإجرام عبر الاستئناس بآراء باحثين ومختصين في هذه المجالات.ونفى السعدوني أن يكون برنامج "مسرح الجريمة" مشجعا على ارتكاب الجرائم أو مدرسة تلقن المشاهدين طرق ارتكاب الجرائم، بقدر ما يسعى إلى التنبيه إلى مخاطر الجريمة وتمرير رسائل مختلفة عنها، مقدما المثال بالحلقة التي خصصت لطريقة النصب المعروفة ب"السماوي" التي قال عنها إنها كانت سببا في انتباه العديد من المواطنين إلى الطرق التي ينهجها النصابون في هذا المجال، وهو ما أدى إلى تناقص الجرائم من هذا القبيل كما هو الشأن في إحدى الدوائر الأمنية بالدار البيضاء التي كانت مسرحا لجرائم النصب على طريقة "السماوي". عزيز المجدوب

“مسرح الجريمة” يستفيد من الانتقادات ويطور نفسه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مداولة" البرنامج الأكثر مشاهدة على "الأولى"

المجتمع في حاجة إلى وضع حد لتنامي برامج الجريمة على القنوات الوطنية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات