المجتمع في حاجة إلى وضع حد لتنامي برامج الجريمة على القنوات الوطنية

العلالي قال إن مشاهد العنف قد توحي لمشاهدين بممارستها على أرض الواقع قال محمد عبد الوهاب العلالي، متخصص في علم اجتماع الإعلام وأستاذ بشعبة السمعي البصري المعهد العالي للإعلام والاتصال في تصريح ل»الصباح» إن المجتمع في حاجة إلى وضع حد لتنامي برامج الجريمة على القنوات الوطنية. وأضاف أن مشاهد العنف قد توحي إلى بعض المشاهدين بممارستها على أرض الواقع. عن رأيه في برامج الجريمة ومظاهر العنف بشكل عام في ما تبثه القنوات الوطنية أجرت معه «الصباح» الحوار التالي: ما هو موقفك من برامج العنف والجريمة التي تبث على القنوات الوطنية؟لا يمكن الحديث عن تقييم علمي ودقيق بالمعنى الحقيقي للكلمة لظاهرة العنف في القنوات الوطنية في ظل غياب دراسات سوسيولوجية ومؤسسات ومراصد حول هذا المجال بالغ الأهمية بالنسبة إلى كل المجتمع. وهذا يعكس واقعا خاصا لجنوح الدولة في علاقتها بالإعلام وتحديدا السمعي البصري، ولعقود طويلة، للاهتمام بالجوانب الإدارية والقانونية والسياسية على حساب الأبعاد الاجتماعية والسيكولوجية والتأثيرات الاجتماعية لوسائل الإعلام، وعلى رأسها التلفزيون، على المجتمع والتي أصبحت تمثل حلقات رئيسة لإعلام ناجح وفعال ينطلق في عمليات التخطيط له وسن برامجه بالاعتماد على معطيات ومؤشرات دورية تسمح بالاستجابة لمتطلبات التنمية والحاجيات الأساسية للمجتمع والتربية على الطمأنينة والسلم والتسامح واحترام التعدد والتنوع السياسي والثقافي.وهو ما يجعل التفكير في هذا المجال في بداياته، علما أن ظاهرة العنف على الشاشة تطورت منذ زمن بعيد وحظيت باهتمام واسع حتى في أشكالها ما قبل تلفزيونية، وذلك في السينما والمسرح والآداب، نظرا لأنها تطول بالأساس الجيل الناشئ من الأطفال والشباب والمراهقين خاصة والنظام الاجتماعي السائد.أما عن الموقف من العنف والجريمة على الشاشة فلا يمكنني إلا أن أكون مناهضا لهما على نحو قوي وقطعي سواء تعلق الأمر ببرامج منتجة محليا أم ببرامج مستوردة، بمجالات تنتمي إلى مجال البرامج الإخبارية أم بالمجالات الفنية وبالأساس الأفلام.وهذا موقف نابع من قناعات تتعلق بأخلاقيات وآداب المهنة الصحافية ووظائف وسائل الإعلام وأخرى تخص فهم التلفزيون كاختراع تقني ضمن بعدين سوسيولوجي ونفسي يؤثر على تمثلات الناس ويقود إلى الفعل، وأحيانا إلى الأفعال الانفعالية غير المسيطر عليها. ما هي الملاحظات التي يمكن أن ترصدها بشأن البرامج التي تتضمن مشاهد العنف في التلفزيون بشكل عام؟ لا يمكن مقارنة الظاهرة عندنا بالمستوى نفسه الذي توجد عليه في العديد من الدول التي تطورت فيها على نحو ملفت الأنظمة التلفزيونية الخاصة، لكن ظاهرة العنف في بعض البرامج التلفزيونية حاضرة مما يستدعي الاهتمام بها ودعوة السلطات المعنية إلى بحث السبل والإجراءات الكفيلة بوضع حد لتنامي بث القنوات الوطنية لهذا الصنف من الإنتاجات وحماية الجيل الناشئ وكل المجتمع من النتائج والتأثيرات السلبية لها .لكن هناك إشكالات حقيقية تتعلق بتحديد الظاهرة:ما المقصود بالعنف؟ هلهو العنف المحدد في سلوك يقود إلى أفعال مادية تهدف إلى الجرح أو القتل المباشر؟ أي العنف المادي أم بأشكال أخرى واسعة من العنف الرمزي التي تنتشر على نحو واسع والتي تتشكل مع العديد من القوالب الجاهزة والصور المنمطة، هل بتعلق بالعنف اللفظي؟ أم بالعنف النفسي؟ أم بالعنف الاجتماعي؟ أم بالعنف الجنسي؟ أم بالعنف الاقتصادي؟ هكذا يمكن القول إن للعنف على الشاشة مظاهر متجذرة في الواقع الاجتماعي تتجلى من خلال مظاهر الظلم والعدوان والإقصاء والصراعات المتعددة التي يعيشها المجتمع وتجد انعكاسات لها على الشاشة تجعلها أكثر تأثيرا على المجتمع.وأعتقد أن الوقت مناسب لطرح الموضوع للنقاش خاصة، وتوقع الترخيص لقنوات تلفزيونية خاصة، وما قد تخلقه من قضايا جديدة في هذا الجانب قد تتجاوز نوعيا القضايا المحدودة المطروحة حاليا. أجرت الحوار: أمينة كندي

المجتمع في حاجة إلى وضع حد لتنامي برامج الجريمة على القنوات الوطنية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مسرح الجريمة" يستفيد من الانتقادات ويطور نفسه

الخلـفـي يـرد علـى انتقـادات الـرميـد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات