أولمبيك آسفي … صحوة من رحم المعاناة

بداية صعبة باستقالة الدميعي ومغادرة كأس العرش وتضحيات تطارد «الحلم العربي» قبل انطلاق الموسم الجاري، عاش أولمبيك آسفي هزة كبيرة، تمثلت في الاستقالة المفاجئة للمدرب السابق هشام الدميعي في مرحلة الاستعداد. وتدخل رئيس الفريق على عجل، وبعد التشاور مع أعضاء مكتبه المسير، منح الثقة للمدرب المساعد محمد كيسر، كي يتولى قيادة الفريق، رغم أن العديد من المتتبعين اعتبروا ذلك مخاطرة كبيرة. وساهم الإقصاء المبكر من كأس العرش في تعكير الأجواء، قبل أن يبصم الفريق على مسار جيد في كاس محمدا السادس للأندية البطلة. ويعيش فريق آسفي وضعا ماليا صعبا، بل إن لاعبي الفريق لم يتسلموا جزءا كبيرا من مستحقاتهم. استقالة الدميعي... الصدمة تفاجأ لاعبو أولمبيك آسفي، ومعهم أعضاء المكتب المسير، وفئة عريضة من الجمهور، بالاستقالة المفاجئة للمدرب السابق هشام الدميعي، في مرحلة الاستعداد للموسم الجديد. توارى المدرب الذي اشتكى رحيل عدد من اللاعبين وغياب الإمكانيات المالية، عن الأنظار، ولم يرد على رسائل رئيس الفريق، وهو الشيء الذي أربك جميع مكونات النادي. بعد مرور عدة أيام، راسل المدرب المكتب المسير وأخبره بالاستقالة، التي تم رفضها في المرحلة الأولى، ليتم قبولها بعد إلحاح من المدرب، بعدها دخل الفريق دوامة الشك في انتظار الحسم في الربان الجديد للفريق. مغامرة كيسر رأى كثيرون في تعيين محمد كيسر مدربا أول، مغامرة ومخاطرة كبيرة، لكن المدرب الشاب بدا واثقا من نفسه، وقال إنه جاهز ليتقلد المهمة التي اعتبرها «تكليفا قبل أن تكون تشريفا». وأفاد كيسر حينها أنه سيواصل العمل على المسار نفسه الذي رسمه زميله الدميعي. وفي معسكر أكادير، تسلم المدرب دفة التدريب، لتنطلق رحلته الأولى في قسم الصفوة. وأكد المدرب الشاب أن الفريق لن يتنازل عما حققه الدميعي في المواسم القليلة الماضية، وأنه سيدافع عن حظوظه كاملة في البطولة العربية، التي يشارك فيها لثاني مرة، إضافة إلى البحث عن مركز متقدم في البطولة والذهاب بعيدا في مسابقة كأس العرش. خروج مبكر من الكأس دشن الفريق العبدي موسمه الجديد تحت إشراف مدربه كيسر، بإقصاء مبكر من مسابقة كأس العرش، وفي ميدانه أمام الجار الدفاع الحسني الجديدي. ورغم أن المباراة لعبت بدون جمهور وأمام مدرجات فارغة في ملعب المسيرة الخضراء إلا أن المنتقدين وجهوا اللوم إلى المكتب والمدرب، خصوصا الكثيرين ممن كانوا يحتجون على قيمة اللاعبين الذين انتدبهم الفريق في مرحلة الانتقالات الصيفية. وتوالت النتائج السلبية في بعض دورات البطولة، إذ حصد الفريق خمسة تعادلات في خمس مباريات، وهو ما اعتبره مناصروه حصيلة هزيلة، قبل الفوز على رجاء بني ملال الذي أراح المكتب والطاقم التقني، مؤقتا من سيل الانتقادات. ديون ونزاعات يعاني أولمبيك آسفي ضائقة مالية كبيرة، ازدادت حدتها بعد لجوء عدد كبير من لاعبيه السابقين، وأطره التقنية إلى غرفة النزاعات بالجامعة. هذا الوضع أثر بشكل كبير على خزينة الفريق، بعدما تم حرمانه من المنحة الجامعية المخصصة للفرق من النقل التلفزيوني، زد على ذلك أن خزينة الفريق تعيش على وقع الديون المتراكمة منذ مواسم، وتتعدى المليارين. من البحرين إلى تونس... الحلم العربي عندما أنهى أولمبيك آسفي الموسم الماضي في المركز الرابع، وتم الإعلان رسميا عن مشاركته في البطولة العربية، شكك الكثيرون في قدرته على التوقيع على مشاركة متميزة، وتوقعت الأغلبية مغادرة الفريق لهذه المسابقة من الدور الأول على يد الرفاع البحريني، خصوصا بعدما تعادل معه في ميدانه، لكنه فاز في البحرين، وحجز مقعدا في ثمن النهائي. وعندما وضعت قرعة الثمن فريق آسفي في مواجهة الترجي، بطل النسختين الأخيرتين من عصبة الأبطال، لم يتوقع أكثر المتفائلين إقصاء هذا الفريق المدجج بالنجوم، والذي تفوق ميزانيته ميزانية الفريق المغربي بكثير، لكن الأولمبيك كذب كل التكهنات، وأقصى الترجي، ليواصل مطاردة الحلم العربي. تضحية اللاعبين تصنع الفارق لم يتوصل لاعبو أولمبيك آسفي بمنح التوقيع لهذا الموسم، وبعضهم ينتظر منح الموسم الماضي، وينتظرون صرف منح عدد من المباريات، إضافة إلى أنهم سافروا إلى تونس، قبل الاستفادة من راتب أكتوبر الماضي. أمام هذا الوضع أجمع اللاعبون ومعهم الطاقم التقني على ترك الأمور المالية جانبا، والتركيز على ظهور جيد في كأس محمد السادس للأندية البطلة. وعود العامل قبل أن تشد بعثة الفريق الرحال صوب العاصمة التونسية، زار الحسين شاينان، عامل إقليم آسفي، اللاعبين، وتحدث إليهم بخصوص المشاركة في البطولة العربية، التي اعتبرها تشريفا للمدينة وللكرة المغربية. ووعد العامل اللاعبين بمنحهم 50 مليون سنتيم إذا تجاوزوا الترجي. وصار الفريق، حسب مسؤوليه، محتاجا إلى توقيع اتفاقيات استشهار تدر عليه مداخيل إضافية، لتغطية جزء من مصاريفه، بعدما اتضح أن المبلغ المالي الذي يضخه المجمع الشريف للفوسفاط، لم يعد يكفي في الوقت الذي ارتفعت فيه المصاريف بشكل كبير، وأمام إلحاح الجمهور للتنافس على نيل الألقاب، مع ما يتطلب ذلك من جلب لاعبين كبار، ورفع قيمة منح المباريات. الملعب الكبير... الحلم المعلق لسان حال جميع مناصري فريق آسفي يقول إن المدينة تحتاج ملعبا كبيرا، لأن ملعب المسيرة الخضراء لم يعد قادرا على استيعاب الجماهير الكبيرة التي تتابع الفريق. ورغم كل ما قيل عن إنجاز هذا المركب، إلا أنه بقي حبرا على ورق، وتم التأكيد في وقت سابق أن المكتب المديري لفروع أولمبيك آسفي أنهى الدراسات المتعلقة بتشييد المركب الرياضي الكبير بالمدينة، وتم الإشراف على متابعة جميع الخطوات المتخذة من قبل مكتب الدراسات، وبعض الشركاء الذين أعدوا تقريرا في الموضوع. وكلفت الدراسات المكتب المديري، الذي كان يرأسه أحمد غايبي، أموالا طائلة، وقام بها مكتب متخصص، له دراية كبيرة وخبرة طويلة في هذا المجال، وتجاوب المجلس الجماعي لآسفي بشكل كبير مع هذا المشروع، ووعد بمنح بقعة أرضيـــة ينجــز عليها المركب الكبير، لكن الحلم تم إجهاضه. وأشارت المصادر إلى أن شركاء آخرين مثل المجمع الشريف للفوسفاط وجهة مراكش آسفي والمجلس الإقليمي لآسفي وعدوا بدورهم بالمساهمة في تشييد المركب الكبير. كيسر: اللاعبون كذبوا التكهنات قال المدرب محمد كيسر إن لاعبي أولمبيك آسفي يقدمون أداء بطوليا في المباريات، التي يخوضونها في كأس العرب والبطولة الوطنية. وتابع "رغم أن البعض شكك في قيمة اللاعبين الذين تم انتدابهم قبل انطلاق الموسم إلا أن أداءهم جيد وبطولي في جميع المباريات التي يخوضونها وبالتالي كذب أغلبهم كل التكهنات التي كانت تشكك في قدرتهم على تقديم الإضافة للفريق" وفي تعليقه على تجاوز الترجي التونسي قال كيسر" لقد تحقق الفوز بالتعاون وتضافر الجهود بين مكونات الفريق. الفوز على الترجي ليس بالأمر السهل ولكن كنا كلنا عزم وثقة على تجاوزه من أجل مواصلة المسار في البطولة العربية". دبيرة: هدفنا تشريف الكرة المغربية أكد أنور دبيرة، رئيس الفريق، أن الهدف الأول في الوقت الراهن هو تشريف الكرة المغربية في كأس محمد السادس للأندية البطلة. وأضاف"عندما تم اختيار فريقنا للمشاركة في هذه المسابقة العربية شكك الكثيرون في قدرتنا على التوقيع على مسار جيد فيها، لكننا كذبنا توقعات هؤلاء المشككين". وبخصوص الاستقبال الكبير الذي خص به جمهور آسفي فريقه بعد العودة من تونس، قال إن الفرحة كانت كبيرة. وتابع "نحن سعداء بإدخال الفرحة إلى قلوب مشجعي الفريق، وكل سكان المدينة. جميل جدا أن يتم الاستقبال الكبير بهذا المستوى. هذا أسعدنا جدا، شكرا جزيلا لهم، نحن لا نمثل آسفي فحسب، في هذه المسابقة العربية، وإنما ندافع عن سمعة الكرة المغربية، لأننا نمثل وطننا العزيز". وقال "لا أعتبر الفوز على الترجي إنجازا تاريخيا، بل يمكن القول إن الإنجاز هو بلوغ المباراة النهائية لهذه المسابقة، التي تحمل اسم جلالة الملك محمد السادس". مرابط: سنواصل المسار بالبطولة العربية وجه محمد مرابط، عميد أولمبيك آسفي، الشكر إلى جماهير أولمبيك آسفي في كل مكان. وقال "أشكر كل جماهير فريقنا التي تحضر مبارياتنا في آسفي وتتنقل إلى جميع المدن لمساندتنا، وأخص بالذكر كل من انتقل إلى تونس، وحتى من لم تسعفه ظروفه للتنقل نشكره". وأضاف مرابط" تغمرني سعادة كبيرة وأنا أرى حشودا كبيرة من المشجعين في استقبالنا. كان همنا هو تحقيق التأهل لزرع الفرحة في قلوب محبي فريقنا. قدمنا مباراة كبيرة والتأهل مستحق". وأضاف "نهدي الفوز إلى جميع المناصرين في كل مكان، وبكل تأكيد نطمح إلى مواصلة مسارنا الموفق في البطولة العربية، وهدفنا تحقيق الانتصارات في مباريات البطولة الوطنية وتسلق المراكز نحو المقدمة". إنجاز: حسن الرفيق (آسفي)

أولمبيك آسفي … صحوة من رحم المعاناة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مهندس الانتقال الكروي يتنحى

قرارات وقوانين جديدة لـ "كاف"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات