“شيطان الشيخوخة” قادته إلى الاحتراف

الراحل موهوب أعاد تأليف المسرحية قبل أن يخرجها الجندي عزيز موهوب... اسم على مسمى (6) رحل عزيز موهوب في مارس الماضي تاركا أعمالا فنية مازالت إلى اليوم خالدة، ولم يطلها النسيان. انتقل إلى جوار ربه، بعدما أبدع وأفنى حياته من أجل الفن والتمثيل على وجه الخصوص. ابن مراكش نجح في ترك بصمته وواجه صعوبات من أجل الوقوف على خشبة المسرح ولقاء جمهوره. في هذه الحلقات، نستحضر أهم مسارات موهوب، حسب بعض الوثائق التي تركها الراحل وحصلت عليها "الصباح" من عائلته... بعتبر الراحل عزيز موهوب فترة قبل الاستقلال بداية جمع الشتات وتكوين النواة، أما بعد تلك الفترة، فكانت الفرصة مواتية لولادة فرقة "الأمل"، والتي كانت تضم الراحل حسن الجندي والمرحوم عبد السلام الشرايبي والمرحوم أحمد العماري وعبد الكريم بناني وفاطمة بنمزيان ومليكة العماري والمكي بوسكين. رحب الراحل موهوب باقتراح حسن الجندي، لتأسيس فرقة تلم شمل فرقتين، والعمل باحترافية أكبر، سيما أن موهوب كان يرى أنه اكتسب تجربة لابأس بها من خلال الأعمال التي قدمها في وقت سابق منها "طبيب على الرغم منه"، وهو الأمر الذي خول له الاستمرار في هذا المجال وتقديم أعمال أخرى ميزت مساره الفني. مرت الفرقة في بداية تأسيسها بمشاكل مادية كثيرة، لكن الجميل أن أعضاء الفرقة كانوا يمارسون المسرح ليس بهدف المال، وهذا ما جعلهم يستمرون في هذا المجال سنوات طويلة، والأكثر من ذلك كانوا يساهمون بالمسرح وكأنهم مناضلون ومقاومون. كما من الممكن أن يترك موهوب الجمل بما حمل، وأن يبتعد عن عالم المسرح، لكنه تشبث بحلمه، وتخلى عن كل الفرص التي اتيحت له لضمان حياة مستقرة، دون أن ينتظر المقابل المادي من المسرح، إذ قال في إحدى المقابلات الصحافية، إنه لو دخل مجال التمثيل من أجل المال لغادره منذ زمن، لكن حبه للميدان الإبداعي جعله لا يهتم يوما بالماديات. ورغم كل الصعاب ذاق أعضاء الفرقة ثمرة صبرهم، وتوجت الفرقة المسرحية مسارها بعدد من الأعمال، منها "شيطان الشيخوخة" التي أعاد الراحل موهوب كتابتها بطريقة أكثر احترافية مع تغيير ديكورها، والتي أخرجها حسن الجندي، فيما الموسيقى كانت من تأليف عبد الله العصامي، وهي المسرحية التي حازت الجائــزة الأولى لمهرجان المســرح الهواة سنة 1958. وبعد النجاح الذي حققته الفرقة المسرحية، انتقل اغلب أعضائها من مراكش إلى الرباط، واختير الراحل موهوب للولوج إلى مدرسة التمثيل التابعة للشبيبة والرياضة بالرباط، وهناك انطلقت رحلة أخرى في مجال الاحتراف الذي دشنه موهوب بأعمال مازالت إلى اليوم خالدة، تقاوم النسيان. واستفاد موهوب داخل المدرسة من خبرة أساتذة فرنسيين يمتلكون كفاءات وقدرات إبداعية خولت لهم تحقيق التميز في مجال المسرح. وبعد ثلاث سنوات من الدراسة حصل على شهادة الامتياز الأولى في المباراة العمومية النوع الهزلي بالدارجة، فأحس لأول مرة في حياته أن حلم الطفولة والشباب بدأ يتحقق. إيمان رضيف

“شيطان الشيخوخة” قادته إلى الاحتراف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيديل يعود بـ "بغيتيني نبغيك"

الزاكي ... نجم مايوركا الساطع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات