تسجل تلاميذها حسب الانتماءات السياسية والمذهبية وتخضع لحسابات مشبوهة تجري مصالح الداخلية تحقيقات بشأن مدارس قرآنية أخلت بالشروط المفروضة من قبل الدولة، خاصة في ما يتعلق بضرورة فتحها في وجه الجميع. وكشفت شكايات آباء وأولياء تلاميذ مخططا يورط منتخبين لجعل الولوج لمؤسسات التعليم العتيق يخضع لانتماءات سياسية ومذهبية ولحسابات حزبية وجمعوية مشبوهة. وتسلم الآباء والأولياء الراغبون في تسجيل أبنائهم في المدارس المذكورة وصول إيداع ملفات تسجيل تضمنت عبارات تفيد وجود شرط الانتقاء، حسب تقدير جهات نصبت نفسها وصية على الكتاتيب القرآنية، من قبيل أن المدرسة تشهد أنه تم إيداع ملف طلب التسجيل في انتظار البت فيه من قبل لجنة خاصة. وتبرأ أعضاء جمعيات من ممارسات بعض المنتسبين إليها، الذين اتضح أنهم يخضعون المدارس لشروط غريبة كما هو الحال بالنسبة إلى (ع. ح) الذي يشغل منصب كاتب اللجنة المسيرة لجمعية تحمل اسم أبي شعيب الحسناوي للتعليم العتيق بسطات، ومع ذلك يتحكم في لائحة المرشحين للتسجيل. ووقفت "الصباح" على تناقضات في لوائح الجمعية من قبيل رفض تسجيل تلاميذ ينتمون لدواوير أولاد بلحسن، حيث توجد المدرسة، وقبلت طلبات من مناطق نائية من الإقليم ومن خارجه، إذ توزعت عناوين المسجلين بين البيضاء وبرشيد وتيط مليل، على وقع احتجاجات أسر حرم أبناؤها من التسجيل لدواع سياسية، حسب إفاداتهم. وتحاول أياد خفية متسللة من جمعيات مشبوهة، وأحيانا محظورة، السيطرة على قطاع المدارس القرآنية والكتاتيب سواء النظامية منها أو "العشوائية"، إذ في الوقت الذي تحصي فيه الداخلية آلاف الأماكن المستعملة من قبل خواص بذريعة تلقين مبادئ التعليم العتيق للأطفال، لا تعترف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلا بزهاء 500 مدرسة خاضعة للتأطير الرسمي، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المدارس التي يرغب أصحابها في التصنيف ضمن خانة الكتاتيب، بذريعة أن بنياتها المادية (في الغالب حجرة واحدة) لا تساعد على العمل بنظام الدراسات والامتحانات، وأنها لا تضم سوى عدد قليل من التلاميذ يمكن استيعابهم من قبل المدارس العتيقة الحالية. وتكشف أرقام الوزارة أن 65 في المائة من المدارس توجد بجهة سوس ماسة درعة، وأن نسبة التمركز مرتفعة بالوسط القروي، حيث تصل إلى 63.14 في في المائة، كما أن أغلب المؤسسات تخرج من دائرة المراقبة المباشرة للوزارة، على اعتبار أن68 في المائة من المدارس تشرف عليها جمعيات. وتجاوز عدد المتمدرسين بالمدارس العتيقة 30 ألف تلميذ وطالب، 91.20 في المائة منهم مصنفون في أحد الأطوار الدراسية، بما فيها الطور الأولي. كما تؤكد الإحصائيات الرسمية أن أكثر من نصف المسجلين يوجدون بجهتي سوس ماسة درعة وطنجة تطوان، ونسبة 57 في المائة من المسجلين يوجدون بالوسط الحضري، وأن نسبة تمدرس الفتاة بمدارس التعليم العتيق لا تتعدى عتبة 15 في المائة. ياسين قُطيب