أوريد يتهم اتحاديين بالحج إلى بنجرير للاستوزار

كلمة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا تضمنت إشارات قوية جرت عليه غضب "البام" حملت الكلمة التي ألقاها الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، سابقا، حسن أوريد في الجامعة الصيفية "كاب دميا"، رسائل قوية إلى من يهمهم الأمر، كما كشفت جذور صراع قديم داخل محيط الملك، بين فؤاد عالي الهمة وحسن أوريد.ولم تقف القراءة "التاريخانية" لأوريد عند حدود انتقاده تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة وربطه بسياق "موت السياسة" بالمغرب وعودة المقاربة الأمنية والتقنقراطية في تدبير الشأن العام منذ سنة 2002، كما يقول، بل امتد الأمر إلى تلميح مباشر إلى مستشار الملك ومؤسس البام فؤاد عالي الهمة من خلال حديث أوريد عن تراجع قيم النضال السياسي معيارا للاستوزار، مستدلا باتحاديين، لم يشر إليهم بالاسم، يقول إنهم توجهوا إلى بنجرير من أجل الاستوزار.وقال أوريد "إن المقاربة التقنقراطية تعززت بمقاربة أمنية عقب أحداث البيضاء في 16 ماي 2003، مشددا على أنها جسدت نهاية السياسة التي كانت نتيجة طبيعية لتقلص الحقل السياسي".وحاول حسن أوريد الربط بين الأحداث التي عرفها المغرب ووضعها محط مساءلة وتمحيص، اعتمادا على ما كانت تنشره الصحافة حينها من مقالات، وأجمل أوريد المحاور الكبرى للخطاب الرسمي في ثلاثة، الأول يهم التأهيل الاقتصادي ويشمل الثاني التأهيل الاجتماعي، إضافة إلى تأهيل الحقل الديني، قبل أن يستطرد أن أي تقدم في هذه المحاور كان يوازيه تقهقر في الحقل السياسي، ما جعل الحديث عن تأهيل الأحزاب السياسية يجد له طريقا سريعا داخل الفضاء العمومي، رغم أنه كان يتم بالموازاة، يضيف المتحدث، مع تدخل واضح للدولة في الحقل السياسي، من خلال مسلسل إدماج أحزاب إو إعادة تجميعها، أو استبدال "زعيم التجمع الوطني للأحرار بآخر قريب من الإدارة"، ويقصد صلاح الدين مزوار.وشدد أوريد على أن حزب الاستقلال نفسه لم يكن بعيدا عن مسار من هذا القبيل، من خلال استوزار عناصر لا علاقة لها بالحزب، على حد قوله، بل حتى الأحزاب ذات المرجعية الاشتراكية، رضخت على حد تعبيره، لإغراءات الإدارة، إذ لم يعد الاتحاد الاشتراكي، يشدد اوريد، يشترط الايمان بالمرجعية الاشتراكية في الحصول على التزكية في الانتخابات. كما شدد أوريد على أن المغاربة بعثوا إشارات قوية في انتخابات 2007 توجت بنسبة مشاركة لم تتعد 37 في المائة، واتاح له منصبه السابق واليا على مكناس، الاطلاع على حقائق صادمة تتعلق بمقاطعة شاملة للانتخابات عرفتها بعض الجماعات في مكناس والنواحي، ويقول أوريد إنه لم يتم التعامل، من قبل الدولة، مع هذا المعطى بشكل مناسب بعد ذلك، مضيفا أن جمعية 2007 دابا صرفت عليها الاموال دون أن تقنع الناس بالمشاركة في الانتخابات.وقال عضو أكاديمية المملكة، سابقا، إن معيار النضال السياسي تراجع في الترشح للاستوزار، موردا مثال "اتحاديين فضلوا الحج إلى بنجرير لتولي حقائب وزارية"، حالات من هذا القبيل، أدت، حسب أوريد إلى تمييع الحقل السياسي. وكان إحداث حزب سياسي، يقصد البام، جوابا غير ملائم عن الاحتقان السياسي السائد، بل أشر، مرة أخرى، على التدخل الواضح للدولة في الحقل السياسي، موضحا أنه لما بدت حظوظ هذا الحزب ضئيلة في ظل تنافس مفتوح دون رعاية في الانتخابات الجزئية ل2009، تدخلت الدولة لفائدته بعد ذلك، وهو ما لامسه أوريد من خلال القيام بحركة في صفوف الولاة والعمال قبيل انتخابات 2009، معتبرا ذلك من الطرائف في تاريخ وزارة الداخلية، لأن حركة رجال الإدارة الترابية، برأيه، لا تجري قبل الانتخابات، بل بعدها، كما اعتبر أوريد أن تأويل المادة الخامسة من قانون الأحزاب من طرف القضاء والإدارة، شجع على الترحال السياسي في اتجاه البام، بشكل يوحي بأن الأرضية كانت معدة سلفا لهذا الحزب كي يكتسح الخريطة السياسية، واصفا تموقعه في المعارضة واستمرار عضو به في حكومة عباس الفاسي، بالوضع السريالي. ويرى أوريد أن النتيجة كانت هي اكتساح الحزب الجديد الساحة السياسية في انتخابات 2009، ليصبح له أكثر من ذراع وانتقال "دور ضبط النخب" من وزارة الداخلية إلى البام، ليتحول الحزب، على حد قوله، إلى طرف وحكم داخل اللعبة السياسية.من جهته، أكد محمد معزوز، عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة أن الحديث عن التاريخ الممتد منذ دستور 1996 مرورا بحكومة التناوب سنة 1997 واعتلاء الملك محمد السادس العرش سنة 1999 إلى حركة 20 فبراير وإقرار دستور جديد سنة2011، هو تاريخ مرسوم بقطائع سياسية وبروز براديغمات جديدة تقتضي كثيرا من الروية والتبصر المعمق والتأمل الرزين بلوغا لفهم ما جرى، مضيفا أن فهم هذه المرحلة من عمر التاريخ السياسي لبلادنا يقتضي لزوما القبض على تلك القطائع وإدراك وشرح هذه البراديغمات. وهذا أمر، يؤكد معزوز، لا يمكن بلوغه على النحو الذي سار عليه أوريد، الذي اكتفى باستعراض التواريخ والأحداث وإصدار أحكام قيمة لا تخلو من جلد مضمر لحزب الاتحاد الاشتراكي وهجوم شنيع على حزب الأصالة والمعاصرة.وأوضح معزوز أن السهولة التي ميزت أطروحة أوريد، جعلته يرتبك بتقديمه لاقتراح "فج وساذج" بدعوته الشباب الحاضر في المحاضرة الى ما أسماه "العمل السياسي العميق"، وهذه الجملة "العمل السياسي العميق" ضحلة على مستوى المعنى تحمل افتعال الاقتراح الذي لم يتأت موضوعيا للمحاضر، وهذا ما جعله يرتبك بتقديم تفسير يقتضي الحضور العملي في كل شيء ومنه في الأحياء... رشيد باحة

أوريد يتهم اتحاديين بالحج إلى بنجرير للاستوزار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خلافات حول تقرير سجن عكاشة

عصيان بالبيضاء لتخليص مروج مخدرات من الشرطة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات