السحاقيات المغربيات ينتقمن على شبكة الأنترنيت

مدونات للتعبير عن رغباتهن والحيف الذي يطول "مجتمعهن" وجدت السحاقيات المغربيات مثلهن مثل جميع ممارسات «الأشكال الجنسية الهامشية» في شبكة الانترنيت ملجأ حقيقيا وعمليا للتعبير عن رغباتهن وتطلعاتهن و«نضالهن» من أجل الاعتراف بمطالبهن القريبة والبعيدة.وتكتب إحدى السحاقيات المغربيات تبلغ من العمر 21 سنة في مدونتها التي تحمل اسم «مذكرات امرأة مثلية مغربية» أن الغرض من إنشاء المدونة «هو الحديث عن المثلية كقضية، وطبعا التطرق لأي شيء متعلق بالموضوع و ذلك من أجل إعطاء الصورة الحقيقية للمثلية أمام المجتمع الذي يرفضنا معظم أفراده، وكذلك محاولة اقتراح بعض الحلول النظرية، على الأقل، لمشاكلنا كمجتمع مثلي.ومع الوقت بدأت العديد من مدونات المثليين تظهر على الشبكة بشكل ملحوظ نوعا ما، واعتبرته أمرا مشجعا فعلا لأنه إن دل على شيء فقد دل على تضامن أفراد المجتمع المثلي محاولا بذلك إعطاء صورة مشرفة عن المثلية، التي هي بالنسبة إلى العديد من الناس، رمز للخلاعة و الانحراف».صاحبة المدونة تحاول أن تخلع المنظور السلبي للسحاق وفي الوقت ذاته التأكيد على الرباط الروحي وعلاقة الحب التي يمكن أن تربط بين أنثيين بعيدا عن أي استغلال جسدي مبالغ فيه وبورنوغرافي في كثير من الأحيان. «أردت الإشارة إلى شيء أثار انتباهي أثناء تصفحي للعديد من مدونات المثليات والمثليين على حد سواء، و هو عرض صور مشينة وفاضحة نوعا ما ولها دلالات جنسية محضة أكثر ما هي عاطفية، على صفحات مدوناتهم، طبعا سيقول قائل وما شأني أنا بهذا فكل شخص حر في مدونته، نعم.. لكن بما أننا نتحدث باسم كل من هو مثلي ومثلية فهذه مسؤولية إن كنا فعلا نريد إيصال رسالة إلى المجتمع مغايرة عن تلك التي ينظر بها إلينا، وإن أردنا فعلا أن نمنح أملا لكل من لا يستطيع الحديث عن نفسه بأنه سيأتي اليوم الذي يخرج فيه وهو مرفوع الرأس عوض التخفي وراء الجدران.وإن بقي الأمر على حاله، أقصد أن أي شخص سيتصفح مدوناتنا فإنه ربما لن يحاول قراءة ما فيها حتى وإن كان المحتوى جيدا بسبب ما ذكرته سابقا.إن كنا نحاول أن نقول إن المثلية الحقيقية هي سلوك وعاطفة راقيين وتعبير عن الحب بطريقة لائقة فأتمنى ألا نتناقض مع مبادئنا و نكون يدا واحدة».وتحكي صاحبة المدونة عن رحلة بحثها اليومية عن نفسها وعن الشريكة التي تبادلها اختلافها قائلة، «في كثير من الأوقات أحس بأنني مختلفة، ليس فقط عن النساء غير المثليات بل عن المثليات في حد ذاتهن. نعم ! كنت أحس كأنني أفلاطونية في المدينة الفاضلة، تساءلت دائما هل أنا المثلية الوحيدة التي تبحث عن علاقة جدية مع امرأة أخرى؟ علاقة مبنية على الحب والإخلاص والإحترام المتبادل والجنس هو الحد الرابع فيها، علاقة تدوم إلى الأبد وفي بيت واحد، نتشارك الحلو و المر .و بعد مدة طويلة أدركت أننا النخبة، نخبة عالم المثليات، العالم الذي اندست فيه الكثير من النساء – سامحهن الله – همهن الوحيد هو الجنس فقط .وأنا أتجول في مواقع الشات والدردشة أحاول أن أتعرف على مثليات من ثقافات وحضارات مختلفة حتى أتعرف أكثر على عالم المثليات الذي من المفروض أنني أنتمي إليه».وتسترسل صاحبة المدونة في طرحها والتعبير عن وجهة نظرها الخاصة وتمثلاتها حول عالم السحاقيات، «هناك فرق بين المرأة المثلية الحقيقية التي تبحث عن علاقة مثالية إن صح التعبير مع توأم روحها، وتلك التي تبحث عن أي شيء يهتز له كيانها. وللأسف كثير من الناس لا يرى هذا الفرق .قالت لي إحدى صديقاتي والتي تقطن بالمملكة المتحدة : من الصعب عليك أن تجدي امرأة مثلية في بلدكم المحافظ ، فضحكت وقلت لها: لا يا عزيزتي فالمثليات كثيرات لكن من الصعب أن تجدي الشخص المناسب». وتخلص إلى القول في النهاية «أنا لســت ضـــد الجــنس، لكــــن لكل شـيء أصــــول».اعترافات سحاقيةمنذ 11 سنة لم أكن أعي معنى لذلك الإحساس الغريب الذي انتابني لأول مرة، كنت حينها في العاشرة من عمري في أول سنوات المراهقة أحسست فعلا بانجذاب قوي تجاهها، كنت ارتعش كلما رأيتها ويخفق قلبي بسرعة كبيرة حتى أنني رأيتها في أحلامي كم مرة. كنت أتساءل دائما عن السبب الذي شدني إليها، خصوصا أنني لم أكن أعرف ما هي المثلية أو هل هي موجودة أصلا.كنت أحس باختلاف كبير بيني وبين الفتيات الأخريات، أليس من المفروض أن أحس بهذا الإحساس تجاه فلان ولا أحس به تجاه فلانة؟ أسئلة كثيرة كانت تطرح نفسها خلال سنوات المراهقة ولم أعرف لها جوابا، كل ما استنتجته هو أن ذلك الإحساس الرائع مفروض عليه حظر التجوال حتى إشعار آخر. عشت في صراع طويل مع نفسي، حاولت جاهدة أن أنسى، أن أفعل أي شيء حتى لا أعود وأفكر فيه ثانية، وكنت أقول في نفسي إنها فترة من المراهقة ستنتهي. كنت دائما أتظاهر بأنني منسجمة مع أحاديث الفتيات كما يسمونها. كل واحدة منهن تتحدث وبافتخار عن صديقها الذي رافقته الى المقهى أو تلك التي «فازت» بقبلة من فارس أحلامها وهلم جرا. وكلما سألتني إحدى الزميلات عن السبب وراء عدم وجود رجل في حياتي كنت أقول إنني لم أجد الشخص المناسب بعد.معاناة«كنت مترددة في كتابة هذه المذكرات، وأعرف أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة إلا أنها ستكون خطوة جريئة لكسر حاجز الصمت و دخول مرحلة تفهم الطرف الآخر. نعم! أنا امرأة مثلية عربية ومسلمة، لكني لن استغرب نظراتكم المحتقنة ووجوهكم المتجهمة.أنا في العقد الثاني من عمري، إنسانة عادية جدا، اخترت أن أكتب هذه المدونة لأتحدث عن نفسي كامرأة اختارت «أن تكون نفسها». لماذا سأخدع نفسي، أنا لم أشعر في أي يوم من الأيام بانجذابي إلى الرجال ليس لأني أكرههم، لكني امرأة حرة في اختيارها.عشت في صراع مرير مع نفسي، وحاولت أن أكبح جماحها وألغيها من الوجود، لكن حدث أن اكتشفت كم كنت مغفلة، وكم من الوقت الذي أهدرته في الاستسلام لضغوط نظرات إعجاب ذكورية وعلاقات تافهة وآهات في الفراش، ورعشات كاذبة، وتمثيل من الطراز العالي، وأدركت كم كنت غبية لأنني ضيعت فرصة السعادة والحب الحقيقي». جمال الخنوسي

السحاقيات المغربيات ينتقمن على شبكة الأنترنيت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هند بنت النعمان ... عميدة سحاقيات العرب

الزمزمي: السحاق حرام شرعا لكن لا يوجب الحد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات