اختطاف الرضع … طبيب في سيناريو رضيع مراكش

اختطاف الرضع ... تجارب مؤلمة (الحلقة الأخيرة) شغلت قضايا اختطاف الرضع في السنتين الأخيرتين، بال المواطنين، سيما أن بعضها جرى تنفيذه داخل أقسام الولادة، في تحد كبير لأجهزة المراقبة وموظفي المستشفيات. وأثبتت التجارب التي عالجتها مصالح الأمن سواء في مراكش أو البيضاء أو غيرهما، أن المشتبه فيهم خططوا باحترافية المجرمين. وبينما توحدت أغلب جرائم الاختطاف حول رغبات في التبني لعدم الإنجاب، فإنه في قضايا أخرى فإن أزواجا سخروا عصابات لسرقة الرضع. المصطفى صفر تحبل قضية اختطاف رضيع حديث الولادة من قسم الولادة بمراكش، في أكنوبر 2017، بأسرار كثيرة، بطلها طبيب وزوجة تعذر عليها الإنجاب وخشيت تطليقها ففكرت في ركوب المحظور لتصبح أما ولو على حساب جناية الاختطاف والتزوير. انطلقت القضية عندما اتصلت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، بمصالح الأمن للإبلاغ عن جريمة اختطاف رضيع. التحقت مختلف الأجهزة الأمنية بمسرح الجريمة (المستشفى)، وجرى ربط الاتصال بالممرضة العاملة خلال الحصة الليلية بجناح الولادة، إذ كانت أول المستجوبين في هذا الملف الغريب. وانتهت الأبحاث إلى أن الوليد اختطف من يد أمه، بعد انتحاله صفة طبيب بالمستشفى. وأكدت ممرضة أنها شاهدت شخصا يرتدي لباسا خاصا بالأطباء، فاستفسرته عن سبب وجوده في تلك الساعة بالقسم، فرد عليها أنه ينتظر حضور أحد أصدقائه الأطباء دون تحديد اسمه، فطلبت منه انتظاره بمدخل القسم ثم عادت إلى مكتبها. أكدت الأم الضحية للمحققين أن طبيبا فحصها وفحص مولودها، قبل أن يخبرها بأنه سيحمله معه إلى قاعة الفحوصات من أجل الكشف عنه، فسمحت، بذلك، سيما أنه كان يرتدي الزي الخاص بالأطباء، وظلت تنتظر حوالي خمس ساعات، دون أن يعود الطبيب بالرضيع. أدرك المحققون أن السيناريو الذي اعتمده المختطف، لا يمكن أن ينفذه إلا خبير بردهات المستشفى وطرق العمل. تعددت مسارات الأبحاث المتسارعة لعناصر الشرطة القضائية، في محاولة لحل لغز الاختطاف بالسرعة الممكنة، سيما أن المحققين كانوا يدركون جيدا أن عامل الزمن حاسم. ساعد استغلال تسجيلات الكاميرا خلال الساعات التي نفذت فيها عملية اختطاف الرضيع من أمه، في تحديد شخص يرتدي بذلة الأطباء، رغم أنه غريب عن المستشفى، وتم استدعاء الشهود ومنهم الممرضة التي ادعت أنها صادفت شخصا بلباس طبيب، وأبعدته عن قسم الولادة، لتؤكد أنه الشخص نفسه الذي صادفته ليلتها. وتم تشخيص هوية المعني بالأمر، ورسم صور تقريبية له، ليتضح أنه فعلا طبيب، وأنه اجتاز فترة تدريب بالمستشفى نفسه خلال 2010. تسارعت الأبحاث ليتم إيقاف الطبيب، بمقهى المحطة بشارع عبد الكريم الخطابي، ليخر معترفا بارتكابه عملية الاختطاف ويقر بكل شيء. وتم الاهتداء إلى وسائل النقل المستعملة في الجريمة، ومن بينها سيارتان ودراجة نارية وحقيبة. واستعمل الطبيب الدراجة النارية، لنقل الرضيع في حقيبة إلى المتهمة التي كانت تنتظر حصولها على الوليد بأي مقابل مادي. واستطردت الإيقافات لتشمل الأم المفترضة للوليد، إذ داهمت عناصر الشرطة منزلها وأوقفتها كما عثرت على الرضيع، كمت اعتقلت أمها التي شاركتها في أطوار القضية وشجعتها على فكرة تدبر وليد من أجل الإبقاء على حياتها الزوجية، سيما أنها أجهضت مرتين، وأن زوجها أصبح يفاتحها في رغبته في التزوج من ثانية للإنجاب، وانضم إلى الموقوفين السائق الذي كان يأتمر بأوامر الأم الوهمية. استرجاع الرضيع بعد استرجاع الرضيع، الذي كان اختطافه موضوعا شغل بال الرأي العام، وتناولته مختلف وسائل الإعلام، تم إرجاعه إلى والديه بأمر من النيابة العامة، وبالاستعانة بسيارة إسعاف تابعة للمستشفى الجامعي ابن طفيل، وكان في ظروف صحية حسنة. أما المتهمون فانطلق معهم البحث الأولي لكشف تفاصيل الواقعة وكيف جرى التخطيط لها، وكيف نجح الطبيب المولود في 1985 في اختراق الحراسة وتنفيذ جريمة كان يريد لها أن تكون كاملة.

اختطاف الرضع … طبيب في سيناريو رضيع مراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشاذلي …"الكوشي"

تاريخ العبيد في المغرب ... عبيد لقهر العالم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات