تفاصيل عرس مثليي مراكش

كواليس ليلة بيضاء عاشتها جماعة سعادة القروية بعد افتضاح زواج ممنوع إنجاز: محمد بها / تصوير: عبد الحق خليفة (موفدا الصباح إلى مراكش) الساعة تشير إلى الثامنة والنصف من مساء السبت الماضي. حركة غير عادية تكسر هدوء منطقة علي بنيعيش بتراب جماعة سعادة ضواحي مراكش. سيارات من النوع الرفيع تتقاطر على المنطقة النائية في اتجاه واحد ووحيد، وهو دار للضيافة مشهورة وفالمناسبة ليست لقضاء ليلة مبيت للتمتع بجمال المنطقة أو الاستمتاع بسهرة عادية، بل حضور حفل زفاف مثليين، تقرر إقامته بعيدا عن الأعين. القيام بجولة تفقدية بمحيط مكان الحفل كشف معطيات مهمة من بينها الاحتياطات التي حرص عليها القائمون على المنتجع السياحي وكذا المنظمون لتفادي افتضاح أمرهم، إذ تم توفير حراسة مشددة لمنع دخول غير المدعوين، وإلزام العاملين بعدم استعمال هواتفهم المحمولة، مهما كان السبب، تفاديا لتسريب لقطات حفل الزواج للعامة. تمر الدقائق ومعها تحل سيارات من مختلف الأنواع، وهي السيارات التي حرص بعض راكبيها على التريث قبل دخول الزقاق المؤدي إلى المنتجع، إذ عاين طاقم "الصباح"، عددا من السيارات من بينها رباعية الدفع وعلى متنها شباب مثليون رفقة رجال أكبر منهم سنا، وهي متوقفة بمكان يبعد 200 متر عن دار الضيافة المثيرة للجدل، وذلك من أجل التأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، قبل أن تتحرك تلك السيارات نحو مكان العرس. وعلى مقربة من الباب الرئيسي لدار الضيافة تم ركن سيارات ترجل منها عدد من المثليين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 سنة و 25 يجرون حقائب سفر كبيرة الحجم رفقة رجال تظهر عليهم علامات الثراء، إضافة إلى بعض المدعوين الذين منهم من اختار الظهور بلباس تقليدي خاص بالأعراس، وبعض الأشخاص الذين كانوا يتكلمون بلكنة خليجية. وبعد مغادرة المكان لعشر دقائق حتى لا تتم إثارة انتباه الحراس والمدعوين الذين كانوا يلتفتون يمنة ويسرة للتأكد من عدم وجود أشخاص غرباء، عاد طاقم "الصباح"، مرة أخرى للقيام بجولة سريعة بجنبات المنتجع السياحي إذ ظهر عدد من الأشخاص يترجلون من سيارة كبيرة وهم يحملون أكسسوارات ومعدات موسيقية مصحوبين بقنينات المشروبات الروحية كانوا يحملونها بشكل ظاهر، وهو ما أكد أنهم فرقة موسيقية جاءت لتنشيط مناسبة زواج مثليين. بعد الساعة التاسعة والنصف، ظهرت سيارة بيضاء وعلى متنها أشخاص قبل أن تلتحق بها دراجتان ناريتان، الأولى على متنها شخص يرتدي لباسا عاديا، فيما الثانية ترجل منها شخص يرتدي جلبابا وصعدا إلى السيارة، إذ كان هناك حديث طويل وتعليمات تعطى لعدد من الأشخاص تبين في ما بعد أنهم أعوان سلطة ورجال استعلامات توصلوا بمعلومات تفيد إقامة عرس للمثليين بدار الضيافة بمنطقة علي بنيعيش، قبل أن يظهر في العاشرة و20 دقيقة قائد قيادة جماعة سعادة الذي التحق على عجل بالشارع الرئيسي المقابل لمكان الحفل، وركن سيارته جانبا، حيث كان في وضعية تربص لمراقبة الوضع عن كثب، وفي سرية تامة، إلى حين التحاق عناصر الدرك الملكي للقيام بالمداهمة. مرت الدقائق فتوافد على محيط الحفل المظلم، عدد من الأشخاص تابعين للسلطات المحلية والدركية، قبل أن يغادر القائد الذي كان على متن سيارة تحمل ترقيما خاصا بالدولة. وبعدما بلغت إجراءات التربص حالاتها القصوى، عاين طاقم "الصباح" بعض السيارات الفخمة ورباعية الدفع وهي تتوقف وسط الطريق الرئيسية القريبة من الحفل، قبل العودة بسرعة قياسية باتجاه وسط المدينة، بعدما أظهرت أضواؤها الكاشفة وجود سيارات وأشخاص في وضعية تربص بمحيط دار الضيافة. وبمجرد حلول الساعة العاشرة والنصف ليلا، تفاجأ المتربصون بمجموعة من الشباب وهم يغادرون المنتجع السياحي وآخرون يركضون وخلفهم حقائب للسفر ذات عجلات، بعدما تلقوا أوامر بإخلاء العرس لأن المكان مطوق أمنيا وتحت المراقبة. ووسط الظلام الدامس الذي تتميز به جنبات دار الضيافة والمنطقة انطلق صراخ المثليين وولولاتهم وبعض العبارات التي تفيد ضرورة سلوكهم اتجاهات مختلفة لتفادي الاعتقال، فتوزعوا على مجموعات صغيرة وتفرقوا وسط الحقول والغابات والدواوير، وهم في حالة خوف من الوقوع في أيدي السلطات المحلية والدرك الذين طاردوهم، بينما غادر أصحاب السيارات الفخمة المكان وهم يسوقون بسرعة جنونية كسرت هدوء المنطقة، وأثارت انتباه السكان ومرتادي إحدى المقاهي الشعبية الذين تجمعوا لمعرفة سبب فرار شباب، قبل أن ينخرطوا بدورهم في عملية المطاردة إثر علمهم بأن الفارين مثليون كانوا وسط حفل زواج شاب بآخر. مطاردة هوليودية في خضم الجلبة التي عمت المكان بفعل المطاردة الهوليودية للمثليين وشركائهم، تجمع سكان المنطقة وبدؤوا في الجري وراء المشتبه فيهم، الذين منهم من اختفى وسط الأحياء السكنية المظلمة والحقول، ومنهم من اختار الركوض وسط الطريق الرئيسية لركوب سيارات الأجرة الكبيرة أو استعمال تقنية "أوطو سطوب"، فالأهم بالنسبة إليهم هو تفادي الاعتقال والنفاذ بجلدهم، من أي اعتداء محتمل يقوم به شباب المنطقة الذي كان يتلفظ بعبارات الاستنكار. ولأن بعض المثليين الذين كانوا في عمر الزهور ورفقاءهم الذين منهم من لم تكن تظهر عليهم علامات الشذوذ قرروا الفرار وهم يجرون حقائبهم الثقيلة التي كانت تحتوي ملابس خاصة بالعرس، فإنهم وجدوا صعوبة في النجاة، بعدما تمكنت السلطات من إيقافهم وهم يهمون بالصعود في إحدى سيارات الأجرة من الحجم الكبير، إذ تم التجمع حولهم من قبل سكان الدوار. وفي تصريح لأحد المثليين الذي هم بالفرار، قال إنه لا علاقة له بالعرس المنظم وليس مدعوا وإنما جاء فقط لتنشيط فقرات الحفل، باعتباره موسيقيا ومغنيا، مشيرا إلى أنه اعتاد الغناء وسط الملاهي الليلية بمراكش وغيرها من المدن، وهي الفضاءات التي يكون من بين ضيوفها نساء ورجال ومثليون. ومن جهتهم استنكر سكان دوار علي بن يعيش الحدث الذي هز منطقتهم، معتبرين أن ما وقع هو فضح للأنشطة المشبوهة التي تحتضنها دار الضيافة المشهورة والتي يعرف عنها احتضانها لليال ماجنة ودعارة وفساد من قبل خليجيين ورجال أعمال كبار. وتمنى السكان في تصريح ل"الصباح" من السلطات أن تباشر تحقيقاتها حول الأنشطة المشبوهة التي تنظمها دار الضيافة من أجل إغلاقها ووضع حد لممارسات تهدد مستقبل الناشئة.

تفاصيل عرس مثليي مراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيق في تهريب مقرات شركات

بوليس وجدة ... مقاربة تشاركية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات