“لمة” وسط العائلة … تقاليد صامدة

أسر مصرة على الحفاظ على عادات وأخرى يمنعها الخوف من قضاء الليلة خارج البيت تعيش أغلب العائلات المغربية احتفالات رأس السنة في منازلها رفقة الأهل والأحباب، إذ مازالت بعض التقاليد تغلب على الأساليب الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة، من قبيل تنظيم حفلات رفقة الأصدقاء وخارج البيوت. وتحافظ الأحياء الشعبية بالخصوص على تلك التقاليد القديمة، إذ تفضل بعض العائلات الاجتماع في ليلة رأس السنة، مستمتعة بسهرات متلفزة وحلويات أعدت لهذه المناسبة. وتعتبر المحلات التجارية الخاصة بالحلويات الموجودة في الأحياء الشعبية، الفرصة مواتية من أجل تحضير وجبات وحلويات تليق بقيمة الحدث، وتبيعها بأثمنة مناسبة لا تتجاوز في بعض المناطق 100 درهم، لتعم الفرحة والسعادة بأقل الأثمان. ليلة بيضاء تعيش هذه الأحياء بالأخص جوا عائليا كبيرا يمكن أن يمتد إلى الأزقة، بأهازيج موسيقية تبقى مستمرة إلى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، فيما يفضل البعض الآخر في أحياء أخرى الاكتفاء بالاحتفالات العائلية داخل البيوت، مستفيدين من وجود الأصدقاء والأحباب والجيران. ويستغل بعض الأشخاص المناسبة، من أجل ربط صلة الرحم مع الأحباب، ومنهم من يجدها فرصة لطبخ ما لذ وطاب وتقديم الهدايا والمتمنيات بعام جديد سعيد. ورغم أن بعض الأحياء الشعبية تعيش بعض مظاهر «الفرحة الزائدة»، تستعمل فيها الشهب الاصطناعية، والتي تستدعي تدخلا أمنيا في بعض الحالات، غير أن جل الناس يفضلون الاحتفالات وسط العائلة، لعل المناسبة تمنح دفعة جديدة للعلاقات العائلية. الحلوى ... "مابقاش مابقاش" تعتبر مناسبة رأس السنة في بعض الأحياء الشعبية، فرصة ذهبية لأصحاب محلات بيع الحلويات من أجل الاستفادة من «لهطة» البعض على «حلوة رأس السنة»، إذ يقدمون سلعا متنوعة ومنتوجات إضافية، مثل «الكعيكعات» وبعض الحلويات المغربية الأصيلة. وتستعد هذه المحلات التجارية لمناسبة رأس السنة مبكرا، إذ تحضر مختلف أنواع الحلويات وتعرضها أمام المارة والزبناء بطريقة مثيرة، تجذب الناظرين، وبأثمنة مختلفة، لكنها تبقى بسيطة مقارنة بأحياء أخرى، والتي تصل فيها كعكة رأس السنة إلى أثمان قياسية. ومن العائلات من يفضل في مثل هذه المناسبات، طلب الحلوى مبكرا، لتفادي الازدحام في اليوم الموعود، ولضمان جودة جيدة وثمن قليل، عكس ليلة رأس السنة، والتي تعرف ارتفاعا طفيفا في الأثمان عامة. الخوف مازال مسيطرا إذا كان البعض يفضل قضاء ليلة رأس السنة رفقة العائلة حفاظا على التقاليد الراسخة، فإن البعض الآخر يفضل هذه الطريقة خوفا على نفسه، إذ مازال هذا الشعور يسيطر على بعض العائلات التي ترفض الخروج خارج البيت للاحتفال بهذه المناسبة، رغم الحضور الأمني الكثيف الذي يملأ الشوارع. ويوجد هذا الشعور بالخوف لدى عائلات مختلفة الدخل ولا يقتصر على نوع خاص، إذ منهم من يتأثر بأخبار الهجمات الإرهابية الوحشية التي عرفتها مدن عالمية سابقا في مثل هذه المناسبات مثل باريس ولندن، ويعتبر أن قضاءه ليلة رأس السنة خارج البيت «مغامرة»، رغم معرفته بوجود أمني كبير وتدابير خاصة تتخذ في مثل هذه المناسبات لحماية الناس وردع كل محاولة لإفساد الاحتفالات. ورغم أن هذا الشعور منتشر لدى البعض، فإن هناك من يخالف هذه التقاليد ويتحداها ويقضي الليلة خارج البيت مع الأصدقاء والأحباب، معتبرا أن تقاليد البيت تبقى «عادية» مقارنة بالاحتفالات الكبيرة التي تشهدها المقاهي والكورنيش وغيرها. العقيد درغام

“لمة” وسط العائلة … تقاليد صامدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"طبيب نفساني" جديد البراق

البوناني ... فنادق تكسر الأثمان

مقالات ذات صلة