السيارات … منافسة قوية للمنتوجات الآسيوية

تتباين نتائج شركات السيارات الآسيوية في السوق المغربية، بسبب المنافسة الشديدة مع نظيرتها الأوربية، وقرار الحكومة بفرض زيادة جمركية على سياراتها بنسبة 17 في المائة ونصف. وبإلقاء نظرة على رقم مبيعات السيارات الآسيوية كل سنة، يتبين أن شركات محددة فقط، نجحت في ضمان نسبة لها في السوق المغربية، بل منها من نافست بشدة حتى السيارات التي تلقى دعما كاملا من الدولة، خصوصا علامة»رونو» و»داسيا»، إذ بلغ رقم المبيعات إلى أزيد من سبعة آلاف سيارة كل سنة، في حين تعاني شركات آسيوية أخرى صعوبات كبيرة في تسويق منتوجاتها، ما أجبر العديد منها، خصوصا الماركات الصينية على الانسحاب من السوق، بعدما فشلت في سنوات ماضية في تسويق سياراتها. قصة هذا التباين بدأت عندما فوجئت كبريات الشركات الآسيوية لصنع السيارات، خصوصا من كوريا الجنوبية واليابان، دون إغفال الماركات الأمريكية، بقرار فرض رسوم جمركية عليها بنسبة 17.5 في المائة من قبل الحكومة، في حين ودون تبرير أعفيت السيارات الأوربية من هذه الزيادة، ما اعتبر محاباة لجهة على حساب أخرى، ومنافسة غير شريفة، دفعت ممثلي شركات السيارات الآسيوية إلى طرق باب البرلمان لدفع الحكومة إلى إسقاط هذه الزيادة. ورغم هذه المبادرة، تمسكت الحكومة بموقفها، بحجة دفاعها عن منتوجها المحلي المتمثل في علامة «داسيا»، لتجد الشركات الآسيوية نفسها في ورطة، فهذه الزيادة قللت من هامش الربح، وأيضا عرض ثمن منافس لأثمنة السيارات الأوربية، وبالتالي كسب زبناء جدد. ومن أكبر المتضررين من قرار الحكومة، السيارات الصينية التي راهنت بقوة على السوق المغربية لتحقيق نجاح مماثل لما حققته ببعض الدول الأوربية والأمريكية، فولجت بكثافة السوق المغربية، لكنها فشلت في إغراء المستهلك لشرائها، بسبب المنافسة الشرسة من قبل باقي الماركات العالمية خصوصا الأوربية، رغم تخفيض أسعار سياراتها حتى تكون في متناول الجميع، إضافة إلى النظرة السلبية للمغاربة إزاء كل منتوج صيني، إذ رغم جودته ومتانته، ما زال ينظر إليه أنه رديء، والنتيجة خروج أغلب الشركات الصينية من المغرب، خاوية الوفاض، سيما أنها في 2015، فشلت في بيع سيارة واحدة. وتنضاف إلى الشركات الصينية، شركتان يابانيتان شهيرتان، عجزتا عن فرض اسمهما في السوق، رغم المبيعات القياسية التي تحققانها في الأسواق الآسيوية والأمريكية والأوربية، لتضطرا إلى مغادرة المغرب بعد تكبدهما خسائر كبيرة. ومقابل هذه الانسحابات، فرضت شركات آسيوية أخرى نفسها بقوة بالسوق المغربية، خصوصا ماركات من كوريا الجنوبية واليابان، لدرجة أن رقم مبيعاتها يتجاوز كل سنة 4000 سيارة، بل تمكنت إحداها من بلوغ رقم قياسي وصل إلى أزيد من 7000 سيارة في السنة، متقدمة على ماركات أوربية شهيرة، رغم استفادتها من إعفاءات جمركية وامتيازات خاصة من الدولة المغربية. مصطفى لطفي

السيارات … منافسة قوية للمنتوجات الآسيوية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف متهم بالاختطاف بالناظور

بناني: نمو بطيء في سوق السيارات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات