بـودرة: لا نمـارس إمـلاءات علـى الأفارقـة

رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات قال إن التعاون لا يعني العمل الخيري قال محمد بودرة، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، التي تنظم مؤتمر المدن الإفريقية "أفريسيتي" 2018، بشراكة مع وزارة الداخلية، ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، إن احتضان المغرب لهذا البرلمان الشعبي الإفريقي، هو اعتراف صريح وتقدير للمجهودات التي تبذلها بلادنا في مجال دعم الديمقراطية المحلية، وتطوير اللامركزية. في ما يلي نص الحوار. < تستقبل مراكش نحو 400 رئيس جماعة إفريقية وأكثر من 1500 رئيس للجماعات المحلية بالمغرب، ماهي الرهانات السياسية لمؤتمر المدن الإفريقية "افريسيتي" 2018؟ < إن انعقاد مؤتمر المدن الإفريقية ، يتيح تحقيق نموذج عال من التخطيط الإستراتيجي للتنمية المستدامة والإجابة عن الإشكاليات والتحديات المشتركة المطروحة، بما يحقق أعلى درجات الوحدة والتضامن والفعالية بالنسبة إلى الجماعات الترابية الإفريقية، طبعا في نطاق احترام القرارات الأساسية للدول. كما أن مناسبة "أفريسيتي" ستزيد من تطوير الوعي الإفريقي بضرورة التماسك والوحدة والتضامن في صناعة المستقبل المشترك للأجيال الحالية والقادمة، من خلال ما ستسفر عنه من قرارات وتوصيات، وستزيد كذلك من تثبيت صورة جديدة لشعوب إفريقيا، واثقة من نفسها، مساهمة في إزاحة الصورة النمطية التي تضع إفريقيا في المتناقضات السياسية والهشاشة وقلة الحيلة، والاتكال على المعونات الخارجية. < هل تعتقدون أن المدن والجماعات الترابية قادرة بوسائلها المحدودة، كما سبق أن أشرتم، على تحقيق هذا الانتقال ؟ < ما تذكره التقارير من مؤشرات حول أوضاع التنمية، وما يذكره المتحدثون في المؤتمرات من أرقام ومعطيات مخيفة يحتاج إلى وقفة جادة من حكومات الدول الإفريقية، كما يحتاج إلى إجراءات تنفيذية جادة، لتعزيز قدرات الجماعات الترابية باعتبارها مؤسسات للقرب بامتياز. وموضوع الانتقال نحو تنمية مستدامة يتطلب، كما تقترح، وتدعو إلى ذلك خطة الأمم المتحدة 2030 نفسها، نوعا من الملاءمة في التخطيط والعمل بين مكونات الفاعلين والمتدخلين على جميع المستويات محليا وجهويا ووطنيا وقاريا ودوليا، ولكن انطلاقا من تصور ورؤى للمجال الترابي. بمعنى أن معيار القرب مع المواطن يشكل قطب الرحى ويسهل عملية الإدماج والمشاركة في تدبير الشأن المحلي، وهنا يبرز الدور الحيوي للجماعات الترابية، التي يتعين مدها بالوسائل الكفيلة لتحقيق هذه الغايات والمصالح. فتحديات الانتقال موضوع أشغال هذا المؤتمر مطروحة بشدة سواء الانتقال الديمغرافي أو البيئي أو الديمقراطي والسياسي، أو الانتقال الاقتصادي والاجتماعي أو الانتقال الجيوسياسي أو البيئي. وكل هذا يحتم بطبيعة الحال تعبئة موارد مالية طائلة ليست في متناول الجماعات الترابية، ولا حتى الحكومات الوطنية . لهذا نحن في أمس الحاجة إلى حلول مبتكرة للتعاطي مع أهداف التنمية المستدامة. < ما هي هذه الحلول؟ < التعاون جنوب – جنوب الذي يقترحه هذا المؤتمر في إطار من التضامن ، إذ يمكننا أن نفتخر باختيارنا الطبيعي والمبدئي لدعم العمل الإفريقي المشترك، ولنا قدوة وأسوة في القناعة الراسخة لجلالة الملك للتضامن الإفريقي. فبلدنا اختار تقاسم خبرته وتجربته ونقلها إلى الأصدقاء الأفارقة، وهو ما يعزز رغبتنا في الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات في مواكبة المبادرات والأوراش الكبرى التي أسس ودعا لها صاحب الجلالة من خلال الحرص على بناء مستقبل تضامني وأمن مع أشقائنا الأفارقة . < هل يعني هذا أن التعاون سيقتصر على محور جنوب –جنوب للانتقال نحو التنمية المستدامة بافريقيا ؟ < إفريقيا عانت كثيرا بسبب الحقبة الاستعمارية ، ومع الأسف، ظل الغرب حبيس نظرة استعمارية بائدة حتى بعد استقلال الدول الإفريقية، ولم يستطع مفهومه للتعاون أن يتجاوز هذه النظرة الضيقة التي يرى بها الأوضاع في إفريقيا من وحي استعماري. فالتعاون الحقيقي لا يعني العمل الخيري الإنساني، بل ينبغي أن يرتكز علي المسؤولية وترابط المصالح المشتركة على قاعدة رابح-رابح. لكن التعاون الحقيقي لا يجب أن يخضع لمنطق الاملاءات في مسيرة تحقيق التنمية المستدامة. هذا المؤتمر يمثل جوابا قاريا لشعوب إفريقيا لرفض الإبقاء على مصالح الهيمنة ، يشفع في ذلك وجود قادة ورؤساء متحدين مؤمنين بمستقبل مشترك كفيل بالنهوض بإفريقيا على كافة المستويات مدنا وجماعات ترابية. أجرى الحوار: عبد الله الكوزي

بـودرة: لا نمـارس إمـلاءات علـى الأفارقـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قتل عون سلطة بعد اختطافه بطانطان

إحراق 9 أطنان من "الكيف" بتاونات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات