أغلبهم سددوا أزيد من 75 في المائة من مبلغ الاستفادة من دكاكين يعاني العشرات من تجار سوق «فرارة» بمقاطعة الحي الحسني، بسبب سياسة تماطل الجهات المسؤولة تسليمهم دكاكين لمزاولة نشاطهم التجاري والحرفي، والتي ظلت عالقة منذ 2003، حينما رخصت لهم الجماعة الحضرية للبيضاء، بإقامة 130 دكانا لمزاولة نشاطهم التجاري بشكل مؤقت، في انتظار انجاز مشروع سوق «دلاس»، والاستفادة رسميا من دكاكين ضمن المشروع، بثمن حددته الجماعة للمستفيدين، فسدد أغلبهم أزيد من 75 بالمائة من مبلغ الاستفادة، غير أن الأشغال توقفت بالمشروع في السنة نفسها، لأسباب غير معروفة، كما تفيد رسالة وجهها التجار إلى الديوان الملكي، وتتوفر «الصباح» على نسخة منها. ويضيف التجار المستفيدون من سوق «دلاس»، الذي يوجد بالدائرة الترابية الألفة بعمالة مقاطعة الحي الحسني، والمنضوون تحت لواء النقابة الوطنية للمهنيين والتجار، والاتحاد العام للمهن والمقاولات، والنقابة الوطنية الديمقراطية، أن تلك الدكاكين المنجزة، أصبحت نقطة سوداء طالها الإهمال، وأضحت ملجأ للكلاب الضالة، ويستغلها بعض الباعة المتجولين. وتابعت رسالة التجار المستفيدين من سوق «دلاس»، أن السوق العشوائية التي توجد بها محلاتهم تعرضت لثلاث حرائق، كبدت التجار وعائلاتهم خسائر فادحة، آخرها حريق 2014، والذي انتزع عقبه التجار وعدا في اجتماع رسمي مع عامل مقاطعة الحي الحسني وعمدة المدينة ورئيس مجلس الحي الحسني، يقضي باستئناف الأشغال في جزء من مشروع سوق «دلاس» المتوقف، وتسليم دكاكينه للتجار المتضررين في ظرف ثلاثة أشهر، وإخلاء جانب من الأرض التي كان يشغلها سوق «فرارة» قبل الحريق، مع الاكتفاء بمساحة ضيقة للتجار لإعادة بناء دكاكينهم ريثما يتسلمون محلاتهم بالسوق، ومنح مصالح الجماعة بعض الوقت من أجل إنجاز ما تبقى من المشروع، غير أن الملف ظل عالقا رغم مضي أزيد من أربع سنوات. ولعل ما أثار حفيظة التجار، وزاد من استيائهم، أن رئيس مجلس مقاطعة الحي الحسني، أخبرهم في اجتماع عقد بحضور جمعية تجار السوق، أن الجماعة خصصت جانبا من دكاكين المشروع لفائدة المستفيدين الـ 130، وذلك بعد قيامهم بعدد من الوقفات الاحتجاجية أمام مجلس المدينة ومقر الولاية، وأنها ستنظم لقاء تجري فيه القرعة، في مارس 2018، بقاعة النسيم بحي «ليساسفة»، وهو ما تفاعل معه التجار بشكل إيجابي، إذ حضروا في التاريخ المحدد، قبل أن يعلموا أن القرعة ألغيت، وتستمر معاناتهم لأزيد من عقد ونصف من الزمن. عصام الناصيري