سماسرة يبتزون طلبة مغاربة في أوكرانيا ورومانيا

يتقاضون مبالغ بالعملة الصعبة ويجبرون الجدد على التوقيع على عقود بلغة البلد المستضيف أجبرت شروط سماسرة مغاربة ووسطاء من جنسيات عربية، آلاف الطلبة المغاربة الراغبين في متابعة دراستهم العليا في رومانيا وروسيا وأوكرانيا ضحايا نصب واحتيال، لحظة وصولهم، على التوقيع على عقود كتبت بلغة الدول المستضيفة تتضمن التزامات مالية خيالية. ويقتنص سماسرة في البيضاء والرباط ومراكش وطنجة آلاف الطلبة، الحاصلين على شهادة الباكلوريا، ويغرونهم بالدراسة في أوكرانيا ورومانيا وروسيا في جامعات الطب والهندسة، ويتكلفون بربط الاتصال بوسطاء آخرين، من أصول عربية نسبة كبيرة منهم مغاربة، قصد تسهيل الإجراءات، إذ تنص قوانين الجامعات هناك على المرور بالوسطاء، وتتفادى أي علاقة شخصية بالطالب. وحسب شهادات طلبة يدرسون في دول أوربا الشرقية سابقا، فإن الدراسة تنطلق بالاتصال بسمسار في المدن المغربية الذي يتكلف بإرسال دعوة للتسجيل في الجامعات، وحين يتوصل بالجواب يتكلف بإنجاز عقد أولي، مقابل ألفي درهم، ويترك الطالب أمام محنة الحصول على التأشيرة، علما أن الطلبة، خلال السنوات الماضية، كانوا يضطرون إلى أداء مبلغ ثلاثة آلاف درهم من أجل الحصول على موعد في السفارات، قبل أن تلجأ الأخيرة، خلال هذه السنة، إلى منح إحدى الشركات إجراءات تسلم ملفات التأشيرة. وتبدأ معاناة الطلبة حين الوصول إلى البلد المستقبل، إذ يتكلف الوسيط، الذي يطلق عليه اسم "الفيرمة"،ويرتبط باتفاقية مع الجامعات المعنية بكل الإجراءات القانونية، ويجد الطالب نفسه مجبرا على التوقيع على عقود كتبت إما بالأوكرانية أو الرومانية أو الروسية، علما أن الطلبة يجهلون هذه اللغات، وهي العقود التي يمتد سريانها سنوات طويلة حسب نوعية تخصص الطالب العلمي. ويتقاضى الوسيط ضعف واجبات التسجيل بالجامعات، أي حوالي 2850 دولارا، ناهيك عن أداء قيمة الاستقرار في الحي الجامعي، الذي يتراوح بين خمسة آلاف درهم و10 آلاف، وتدفع الفوضى بالحي الجامعي أغلب الطلبة إلى مغادرته والبحث عن شقق للكراء، ما يعني إرهاق ميزانية الأسر بمبالغ مالية كبيرة، حتى أن بعض الطلبة تخلوا عن دراستهم وفضلوا العمل في ظروف قاسية. ويجبر الطلبة، حسب العقد، على أداء مبلغ 350 دولارا سنويا، إضافة إلى مبالغ إضافية في حال الانتقال إلى جامعة أو مدينة أخرى، وهي العقود التي استغلتهاشبكات للنصب على المغاربة، إذ سبق أن استولى وسيط على واجبات التسجيل وترك الطلبة متشردين، قبل إجبارهم على العودة إلى المغرب. وتحدث طلبة ل"الصباح" عن أرباح الوسطاء الخيالية، دفعت مغاربة للالتحاق بشبكات النصب والاحتيال، إذ يحرصون على إغراق المدن المغربية بالسماسرة، الذين يغرون الطلبة بالتسجيل ويعدونهم بالحصول على دبلومات معترف بها، حتى أصبحت الجالية المغربية في أوكرانيا، مثلا، من أكبر الجاليات الأجنبية ويقدر عدد الطلبة بها بحوالي 6900 طالب يتزايدون باستمرار كل سنة، مستغلين غياب مراكز التوجيه داخل الجامعات. خالد العطاوي

سماسرة يبتزون طلبة مغاربة في أوكرانيا ورومانيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال حارس سيارات بتازة

إسبانيا تختنق بسبب منع التهريب

مقالات ذات صلة