الشادلي: ما زلت أدعو لتحكيم شرع الله

شيوخ السلفية ... مراجعة أفكار أم معتقدات؟ 3 أعلن شيوخ السلفية، من داخل السجون، عن مراجعة أفكارهم، ليتم إطلاق سراحهم، بعدما أبانوا عن تغير في سلوكاتهم، ولو بدرجات متفاوتة، فهناك من انقلب على الفكر السلفي وأصبح من أشد المتصدين له، مثل عبد الوهاب رفيقي، الملقب، في فترة الدعوة، بأبي حفص، والذي يتصدى لكل الأفكار التي يروجها التيار السلفي بالمغرب. بالمقابل، ما يزال أغلب شيوخ السلفية، رغم إعلانهم المراجعة، متشبثين بالفكر السلفي ويعتبرونه منهاجا للحياة لا يمكن التخلي عنه ويتعين على المجتمع أن يعتنقه، لكن ما تغير لدى هــذا الصنف من شيوخ السلفية هو منهجية الدعوة وعــلاقتهم بالنظــام، إذ قلـت حــدة الانتقــادات. ومن أجــل تسليط الضوء أكثر على هذه التجربة تستضيف "الصباح" في حلقات نمــوذجين من شيــوخ السلفيــة، أحــدهما عبــد الكــريم الشـادلي، الـذي راجع أفكاره وطـريقة التعبير عــن مواقفه من الدولــة ومؤسساتهــا، لكنــه يظــل متشبثا بالفكر السلفي، والثاني عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص)، الذي انقلب بشكل جذري على التيار السلفي. الشادلي: شيوخ السلفية الجهادية يعتبرون أن العمل شرط صحة في الإيمان كيف كان موقف شيوخ السلفية من الملكية قبل المراجعة ودخولهم السجن؟ كان الموقف، قبل السجن والمراجعة، هو التكفير، انطلاقا من تأويل قول الله عز وجل "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون". نقول إن الإيمان قول وعمل، والحكم بما أنزل الله يعتبر عملا. لذا، فإن شيوخ السلفية الجهادية يعتبرون أن العمل شرط صحة في الإيمان، في حين أن فرقا أخرى من السلفية، مثل المغراوي (عبد الرحمان) والمدخلي وأتباعهما، يعتبرون أن العمل شرط كمال فقط، فالإيمان حاصل حتى لو لم يكن العمل، في حين كنا نقول نحن أنه شرط صحة، أي إذا كان هناك الحكم بما أنزل الله، فإن الحاكم مؤمن، وإذا لم يحكم بما أنزل الله، فإنه كافر. ولجهلنا بحقيقة تأويل النصوص القرآنية، فقد أخذنا الآية على ظاهرها وشرعنا نحاضر ونكتب ونعقد ندوات حول هذا الموضوع، ونؤكد أن النظام إذا لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر. لكن كنا نتحدث عن عموميات، ولم يسبق أن كتبنا أو قلنا أن محمد السادس كافر. لدي سبعة مؤلفات وكنت، ربما أكبر المنظرين في الغرب الإسلامي لهذا الموضوع، لكن لم نعمل على تنزيل الآية على شخص بعينه. ولم أذكر الملك في كتاباتي أو تدخلاتي ولو مرة واحدة. فالقول بتكفير الحاكم الذي لم يحكم بما أنزل الله كان موقفا عاما للسلفية. اعتبر عبد الوهاب رفيقي، رفيقكم في السجن المعروف بأبي حفص أن ما يقول عنه شيوخ السلفية مراجعة مجرد "تاكتيك"، ما ردكم؟ بالفعل سبق أن صرح في العديد من المناسبات بهذا الكلام، ولا أعتقد أن أحدا من الشيوخ ينطبق عليه ذلك، وأعتقد أن الموقف الذي عبر عنه أبو حفص يرجع إلى أنه يريد أن يسقط تجربته على الآخرين، علما أنه تجاوز مسألة المراجعة في المواقف التي أصبح يعبر عنها حاليا، علما أن هناك ضوابط يجب التقيد بها عند مراجعة بعض الأفكار والأساليب، فلا يمكن لشيوخ السلفية في إطار المهادنة مع النظام أن ينسلخوا من دينهم لإرضاء جهات معينة، لأنها لن تدافع عني غدا يوم القيامة أمام الله عز وجل. وأنا ما زلت أدعو إلى تحكيم شرع الله، وأؤكد أن ليس في المغرب تحكيم لشرع الله وأصر على ذلك، وندعو إلى ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ونرفض استعمال العنف لتحقيق هذا الهدف. أما القول بأن المراجعة مجرد "تاكتيك" فهو كلام لا يستند إلى أي دليل. كما تعلم هناك سلفيون ما يزالون يقبعون في السجن، هل سبب ذلك هو عدم مراجعتهم لأفكارهم أم لأسباب أخرى؟ السلفيون داخل السجون قسمان، لكن أغلبهم، حسب ما أتوصل به من معلومات واتصالات، راجعوا ما كانوا عليه من أفكار، لكن المراجعة درجات. هناك من عبر عن مرونة في المواقف، فيما تجاوز البعض الآخر حدود المراجعة وأصبحت أفكارهم أكثر تحررا، إذ لا يرون مانعا في مشاهدة النساء العاريات، الأمر الذي لا أتفق معه. وتتوقف درجات المراجعة إلى القناعات والتكوين النفسي للشخص عندما التحق بالتيار السلفي. لكن هناك قسما من السجناء مشكل من الدواعش ، الذين كانوا في الميدان بسوريا والعراق، وهم قليلون جدا، وحوكموا بمدد محدودة نسبيا، ما يزالون على العقيدة التي كانوا عليها، وهم معروفون من قبل أجهزة الدولة. لكن أكثر عناصر السلفية، وليس الدواعش، تراجعوا عن بعض المواقف والأفكار، ويتعين على الدولة أن تفرج عنهم. عبد الواحد كنفاوي

الشادلي: ما زلت أدعو لتحكيم شرع الله

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ماجدة ملكة جمال التفاح

عبيد تنتفض ضد الشائعات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات