الملك يريد نخبة سياسية جديدة

حمل خطاب العرش عدة رسائل إلى الحكومة والأحزاب السياسية التي تتصارع في ما بينها على "الخاوي"، ولا تقوم بالأدوار المناطة بها دستوريا. ومن أبرز الرسائل التي حملها خطاب العرش، الموجهة للحكومة، دعوتها إلى العمل الجماعي والتنسيق والتخطيط بين أعضائها وبين الأحزاب المكونة لها، وذلك بهدف تحقيق المنجزات وتصحيح الاختلالات ومعالجة أي مشكل اقتصادي أو اجتماعي. وكشفت رسائل خطاب العرش بطريقة غير مباشرة، خصوصا الموجهة إلى الحكومة والأحزاب المكونة منها، أن البعض منها لا تهمه إلا خدمة أجندته الحزبية والتنظيمية والانتخابية، ولا تهمه مصالح الشعب وقضاياه اليومية. خطاب جلالة الملك كان واضحا، إذ دعا بصوت مرتفع إلى الترفع عن الخلافات الظرفية، والعمل على تحسين أداء الإدارة. والملاحظ أن بعض الوزارات والإدارات التابعة لها، تعيش يوميا على إيقاع مشاكل متنوعة ومختلفة، تصل إلى حد تصفية الحسابات حتى الصغيرة منها، وهو ما يلحق ضررا بالإدارة المغربية. إن قضايا المواطن لا تقبل التأخير، ولا الانتظار، لأنها ترتبط بفترة دون غيرها، وهو ما جعل جلالة الملك في خطاب العرش، يصارح الجميع، ويقول جلالته " الهيأة السياسية الجادة، هي التي تقف إلى جانب المواطنين في السراء والضراء"، ما يعني بكل بساطة، أن هناك أحزابا لا تتذكر المواطن إلا في فترة الانتخابات. صحيح أن جل الأحزاب لا تدق أبواب المواطنين، إلا في مناسبات تنظيم الانتخابات، ولا تتواصل معهم، إلا في هذه الفترة بالذات، وإذا ظهر السبب، بطل العجب، فهي لا تهتم بتأطيرهم واستباق عمليات حل مشاكلهم، بل همها الوحيد والأوحد هي أصواتهم. واعترف خطاب العرش بالمجهودات التي تقوم بها الأحزاب من أجل النهوض بدورها، غير أنه في الوقت ذاته، على هذه الأحزاب أن تلتقط الإشارات وتفهم جيدا مغزى ما حمله الخطاب في إحدى فقراته، إذ قال جلالته بكل وضوح إنه يتعين عليها استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، وتجديد أساليب وآليات اشتغالها. والآن، وبعد هذا الخطاب الواضح من أعلى سلطة في البلاد، هل ننتظر أن يبادر زعيم من زعماء الأحزاب الذين شاخوا في التسيير الحزبي، ويعلن اعتزاله العمل السياسي، تماما كما هو الشأن بالنسبة لامحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والشيوعي المغربي الحاج نبيل بن عبدالله، الأمين العام للتقدم والاشتراكية. في انتظار أن يبادر زعيم من زعماء الأحزاب الذين عمروا طويلا، ويعلن اعتزاله العمل السياسي، تفاعلا مع خطاب العرش، فإن الأحزاب المغربية التقليدية باتت مطالبة، بتغيير عقلية اشتغالها التي بارت وشاخت، ولم تعد تجدي نفعا. ويقتضي الأمر، الاستعانة بشباب متحزب يجيد استخدام وسائل التواصل الإلكتروني، بدل الاعتماد على المراسلات الورقية، والاستغناء عن كل الوجوه الحزبية التي ظلت تحتكر كل ما يتعلق بالأمور التنظيمية داخل الأحزاب. من جديد توجد الكرة في مرمى الأحزاب، وعليها أن تحرز أهدافا في بنيتها التنظيمية، وتجدد أساليب وآليات اشتغالها، قبل أن تنهزم باعتذار. عبدالله الكوزي

الملك يريد نخبة سياسية جديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العثماني: الفساد يأكل7% من الناتج الداخلي

موضة التنورة و "تي شورت"

مقالات ذات صلة