بيضاويون يحصون قتلى “علامات التشوير”

سكان درب غلف يهددون برفع دعوى قضائية بعد ارتفاع حوادث السير ورجال الأمن حائرون لا تُفارق الأحزان سكان حي المعاريف بالبيضاء، خاصة درب غلف، ففي كل يوم، تقريبا، يُجهشون بالبكاء حين يودعون جيرانهم إلى مثواهم الأخير أو يواسون المصابين بالمستشفيات، كأن الحي أصيب بوباء قاتل، ويتعرض سكانه إلى الإبادة. آخر آلام السكان تشييع جثمان عجوز، فالهالكة كانت تعبر الطريق في أمان، ثم انطلقت سيارة في اتجاهها فأردتها قتيلة، وحين حل رجال الأمن لتسجيل الحادثة، اكتشفوا أن الشارع، في عرف السكان والوثائق ممنوع على السيارات المرور منه، إلا أن اختفاء علامة التشوير، دفعت السائق إلى عدم الانتباه، فحلت الصدمة. لا تهتم مصالح مجلس مدينة البيضاء بعلامات التشوير، رغم مسؤوليتها في ارتفاع حوادث السير، ويتحدث السكان بالمنطقة أن أغلب العلامات قديمة تساقطت أو نزعها بعض المشردين، ما جعل حركة السير بالأزقة والشوارع محفوفة بالمخاطر، علما أن المنطقة تشهد حركة سير كبيرة لاستقبالها يوميا المئات من زوار سوق درب غلف الشهير، كما أنها تضم أربع مؤسسات تعليمية عمومية، وأخرى خاصة أصبح الوصول إليها مشيا هاجس كل الآباء. يروي الآباء قصصا حزينة لأطفال ضحايا حوادث السير بالمنطقة، فعلامات مثل «انتباه» أو «قف» أو «ممنوع المرور» لا وجود لها، ما دفعهم إلى الاستعداد لرفع دعوى قضائية ضد عبد العزيز عماري، عمدة المدينة، وعبد الصمد حيكر، نائب العمدة ورئيس مقاطعة المعاريف، لإنقاذ حياة أبنائهم من الخطر، ما دام مجلس المدينة «يعشق النوم ولا يأبه بحوادث سير قاتلة سببها المباشر غياب علامات التشوير»، على حد قول أحدهم. ومن جهته، وصف «المهدي ليمية»، فاعل جمعوي، توالي حوادث السير ب»المخجل»، فجماعة المعاريف الغنية بمواردها الاقتصادية تحن إلى «زمن الفوضى في الطرقات، بعدما تخلصت من إشارات المرور، وربما تفرض، مستقبلا، حظرا على خروج السكان من منازلهم، حتى يتفادوا الحوادث القاتلة»، محملا المسؤولية إلى مجلس المدينة، فعبد الصمد الحيكر، الذي يتولى نيابة رئيس المجلس، هو نفسه رئيس الجماعة، لم يكترث لغياب علامات التشوير و»ليضوضان» التي تنتشر في كل أحياء البيضاء، باستثناء درب غلف، علما أن المجلس نفسه يتوفر على مصلحة خاصة ترصد لها، سنويا، مبالغ مالية كبيرة. وتحدث مصدر أمني لـ «الصباح»، عن حيرة رجال الأمن بسبب غياب صيانة علامات التشوير، ما يؤدي إلى إتلافها، ويصعب تحديد المسؤولية في حوادث السير، فالسائق يتشبث بغياب العلامات، والسكان يؤكدون أن العلامة اختفت، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المصالح الأمنية، تخبر المصالح المختصة بضرورة الإصلاح في مثل هذه الحالات، إلا أنه يتم تجاهل الأمر، في غالب الأحيان، لأسباب غامضة. خالد العطاوي

بيضاويون يحصون قتلى “علامات التشوير”

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداخلية ترفض 50 مشروعا استثماريا

رماد مسرطن يثير الهلع بآسفي

مقالات ذات صلة