حديث الصباح: الشوق والحنين إلى وزراء عباس الفاسي

رحيل إستراتيجية بلخياط وزهد الفاسي والحكومة الجديدة شعارها تصريحات تسمن وتغني من الجوع اشتقت كثيرا إلى وزراء عباس الفاسي حتى غنيت «قل للزمان ارجع يا زمان»، وشدني الحنين إلى طلعتهم، فبدوت مثل عاشق مخبول يرسم في الرمل صورة حبيبته، وشدتني تصريحاتهم العجيبة وصمودهم أمام غول الفشل، فهم وزراء طيبون قل نظيرهم، لا يتضايقون، ولا يصنفون منتقديهم ضمن جيوب مقاومة التغيير. أسرَني خالد الناصري، وزير الاتصال السابق، بنرفزته الجميلة، وحاجبيه المقطبين، وجملته الشهيرة «لا علم لي بالموضوع»، فأحسست، منذ اختفائه من المشهد السياسي، باليتم، وطبعا لن يستطيع مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الحالي، أن يلملم جراح اشتياقي، فهو مشغول باللقاءات الصحافية مع كل القنوات الفضائية في «نايل سات» و«عرب سات» وباقي الأقمار، وتائه في الزيارات الخاطفة والمواقع الإلكترونية حتى أن كل إنجازاته، إلى الآن، لا تتعدى بطاقة صحافة مشوهة الألوان.افتقدت العزيز الرائع جدا منصف بلخياط، وزير الرياضة السابق، فأرحام الأمهات لم تلد وزيرا مثله، فهو مالك الإستراتيجيات العبقرية والإبداعات الغريبة. ألم يجعل كل مدننا ملاعب قرب؟ وأتحفنا يوميا بتصريحات حول علاقة الرياضة بالمال، ووعدنا بمغرب يضاهي الأمم الكبرى.إنه بلخياط، الصديق الحميم، وحسرتي كبيرة على فقدان نابغة جعلته، يوما ما، يفكر في بيع الملك العمومي لقطاع الشباب من أجل تمويل إستراتيجيته الجديدة، وفضل التخلص من أراضي الدولة بتيط مليل والفقيه بنصالح لتحقيق أحلامه... ولا أخفي انبهاري ببلخياط، فمنذ أن تولى حقيبة الرياضة جعلتني تصريحاته وقراراته سعيدا بوجوده في حكومة عباس الفاسي، فرفعت أكف الضراعة يوما إلى الله كي يبتلي باقي الوزراء بمواهب وزيرنا العبقري.وطبعا لن يجاري الوزير الحالي للرياضة إنجازات بلخياط، بدليل عجزه عن كشف راتب المدرب الوطني إيريك غريتس، بل تشير كل النبوءات إلى أن قطاع الرياضة والتخييم سيدخل، في عهده، نفقا مظلما طويلا جدا، لو كان وزيرنا السابق لحمل مصابيح الدنيا لإنارة طريقنا.وددت لو عاد أحمد اخشيشن إلى وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، ففي عهده كثرت إضرابات المعلمين وعطلهم، فانتعشت عائدات «سياحة» زيارة الأقارب، ومداخيل المقاهي، وقل الاكتظاظ في الحافلات، وتنفست الشوارع بعد طول اختناق، عكس محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، الذي حمل عصا الساحرات لمطاردة الأشباح في الوزارة، ولحسن الداودي الذي تخلص من التعليم العالي الخاص ب«ضربة معلم».اشتقت إلى ياسمينة بادو، وزيرة الصحة سابقا، وابتسامتها «الماكرة» حتى وقت الأزمات، وإطلالتها الناعمة في القنوات التلفزيونية (المحلية طبعا)، دون أن تُشغل نفسها ب«حرب» اللقاحات في عهد وزير صحتنا الحالي.تُقت إلى زمن إدريس لشكر، وزير المكلف بالعلاقة بالبرلمان، وصراخه تحت القبة، وضقت ذرعا بالحبيب الشوباني الذي لا يرى في المهرجانات إلا هدرا للمال، وشدتني حنكة أحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيا السابق، ودُهشت من إنجازات عبد القادر عمارة التي ابتدأت بتدشين مصنع لحفاظات الأطفال.أعجبت بذكاء توفيق احجيرة، واستراتيجيته «من أجل مدن بلا صفيح» حتى لو لم تكتمل، وحيرتني صرامة الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية السابق، ورهافة حس الطيب الناصري، وزير العدل السابق، وأناقة ياسر الزناكي، وزير السياحة السابق، وجرأة نزهة الصقلي، وزيرة الأسرة والتضامن، وانفعال صلاح الدين مزوار، وزير المالية السابق... أرجوكم اعذروني، فلم أدرك قيمة انجازاتكم إلا بعد فوات الأوان. ولأن ولعي بالوزراء السابقين كبير جدا، فقد بكيت على فراق عباس الفاسي لمنصبه، فالمسكين ظل يتغنى بالاهتمام بالفئات الفقيرة، ولم أصدقه، وجعلته مسؤولا عن ارتفاع أثمنة المواد الغذائية وجشع المضاربين العقاريين، فأخطأت. ألم تستمر الخضر والفواكه في سعارها حتى في عهد بنكيران؟ الآن أعترف أمام الملأ أنني مولع بزهد عباس وعشقه للصمت، فقد أصيبت أذناي بالصمم من كثرة التصريحات والحوارات التي يظن أصحابها أنها تسمن وتغني عن الجوع. بقلم : خالد العطاوي

حديث الصباح: الشوق والحنين إلى وزراء عباس الفاسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إحباط محاولة تهريب تحف ولوحات نادرة بطنجة

اعتقال عدل بسلا اختلس نصف مليار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات