طرائف فنانين … بوركـون نسـي أجرتـه

لا تخلو الحفلات التي يحييها العديد من الفنانين، خاصة حفلات الزفاف، من مواقف طريفة، تظل راسخة في أذهانهم، ولو بعد مرور سنوات طويلة. في الحلقات التالية، نسترجع، رفقة مجموعة من الفنانين، بعضا من تلك المواقف الطريفة لنقرب القراء من تفاصيلها. أمينة كندي الحلقة الثانية ... بوركـون نسـي أجرتـه تميزت مرحلة الثمانينات عند الفنان مصطفى بوركون بتلقيه عروضا كثيرة لإحياء حفلات الزفاف لعشاق فنه من طبقات اجتماعية مختلفة، كما كان يطلب أجرا تماشيا مع قدرة كل فئة. ولم يقتصر الأمر عند الفنان مصطفى بوركون على إحياء حفلات الزفاف يومي السبت والأحد، كما جرت العادة، وإنما كان جمهوره يقترح أياما مثل الاثنين والثلاثاء، وغيرهما، لإحياء حفلات يقدم فيها باقة من أنجح الأغاني التي اشتهر بها في تلك الفترة. ويتذكر مصطفى بوركون أنه من بين حفلات الأعراس التي أحياها حفل لمغاربة مقيمين بفرنسا، ويتحدرون من منطقة زاوية الشيخ، إذ جرى الاتفاق بينه وبين أحد أفرادها على التنقل من البيضاء صوب المنطقة. "التقيت صاحب حفل الزفاف بأحد مقاهي البيضاء وتسلمت منه "عربونا" كان بمثابة اتفاق رسمي على العمل"، يحكي، بوركون، الذي انتقل في التاريخ المحدد إلى منطقة زاوية الشيخ رفقة أعضاء فرقته على متن سيارته. "حظينا بحفاوة الاستقبال بمجرد وصولنا في الصباح إلى زاوية الشيخ، وقدم لنا الشاي والحلويات وأطباق الكسكس واللحم بالبرقوق والدجاج المحمر"، يقول بوركون، الذي تم إخباره أن جميع سكان المنطقة على علم بقدومه وأنهم بانتطار متابعة غنائه المباشر ليلا في حفل الزفاف. بعد انتهاء مصطفى بوركون وفرقته من تناول الطعام وأخذ قسط من الراحة، بدؤوا في وضع الترتيبات لحفل الزفاف، إذ قاموا بتثبيت مكبر الصوت وباقي الأجهزة من بينها الميكروفونات ثم القيام بتجارب للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام. "رغم أننا لم نكن نتوفر على أجهزة عالية الجودة للغناء في فضاء مفتوح، إلا أن "الله ما حشمناش"، يحكي بوركون، الذي قال إن حفل الزفاف تحول إلى موسم أو مهرجان. "عند حلول الساعة السادسة مساء، أخبرني أحد أعضاء الفرقة أن عددا كبيرا من الجمهور انتقل إلى ساحة كبيرة أمام "الخيمة"، التي ينظم داخلها حفل الزفاف، والذي كانت أعداده تتزايد"، يحكي بوركون، مؤكدا أن جميع القرى والدواوير المجاورة حلت إلى مكان حفل الزفاف رغم أنها لم تتلق دعوة من منظميه. كان بوركون سعيدا بنجاح حفل الزفاف والتجاوب الكبير مع أغانيه من قبل الحضور، ليعود وهو يشعر بفرحة كبيرة رفقة أعضاء فرقته، الذين توقفوا جميعا في ساعات مبكرة من الصباح ببرشيد من أجل تناول وجبة الإفطار عبارة عن "رايب بلدي" وبيض وخبز وشاي بالنعناع وأيضا لاقتسام أجر عملهم. "كانت مفاجأتي كبيرة حين علمت ألا أحد من الأعضاء تكلف بأخذ الأجر من منظمي حفل الزفاف، كما أني لم أقم بذلك أيضا"، يقول بوركون، مشيرا إلى أنه لم يتم الاتصال بهم في ما بعد إلى غاية الآن. جمهور الأشجار اختار أغلب سكان منطقة زاوية الشيخ، الذين هبوا لمتابعة حفل بوركون، الجلوس أرضا، واختار بعض الشباب صعود الأشجار، كما كان الجميع يردد أغاني المجموعة، التي تألقت في فترة الثمانينات. اختار أصحاب حفل الزفاف، حسب بوركون، أن يكون دخول العروسين إلى منصتهما بالحفل على إيقاعات أغاني المجموعة وليس على إيقاعات الأغاني المخصصة عادة للعروس في ليلة عمرها.

طرائف فنانين … بوركـون نسـي أجرتـه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ليـدك" الرحمـة ... احتـرام "الطابـور"

شبهة اعتداء أنهى حياة رضيع

مقالات ذات صلة