حرب الريف … سقوط الجنرال سيلفستر

حظيت حرب الريف بكثير من الاهتمام من قبل الكتاب والصحافيين الغربيين، بالنظر إلى الملاحم البطولية التي سجلتها في تاريخ مكافحة الاستعمار، من قبل المجاهد محمد بنعبد الكريم الخطابي، الذي قاوم قوتين عسكريتين في مستوى إسبانيا وفرنسا. كتاب "حرب الريف المغرب 1921-1926" لمؤلفيه المحامي فانسان كرسيل لابروس، والصحافي نيكولا مارميي، أحد هذه الكتابات التي تسلط الضوء على فصول من "حرب واجه خلالها رجال بقدر استثنائي" في كتاب سعى إلى نفض الغبار عن حرب منسية، وتسليط الأضواء على حرب مثيرة وعلى شخصيات بصمت حرب قبائل الريف. إعداد: برحو بوزياني الحلقة الثامنة ... سقوط الجنرال سيلفستر كان الريفيون أكثر عزما على القتال رغم أن عددهم لم يكن كبيرا واجهت قوات الكومندار ألزوكراي، التي قررت دعم الجنرال سيلفستر المحاصر في أنوال صعوبة في الوصول، بسبب الحصار المضروب على المنطقة من قبل الريفيين، وقد اقترح عليه سلك طريق آخر عبر مليلية، لكن هذا الاختيار يواجه بإكراه الوقت، حيث يتطلب الوصول خمسة أيام، وقد اقترح أحد الضباط إمكانية اللقاء بعبد الكريم، من أجل ربح الوقت، لكن الكولونيل موراليس لم يقتنع بذلك، لأن عبد الكريم لم تكن له سلطة على قواته إلا في المقاومة، أما أن يتقرب من القوات الإسبانية، فهو الأمر الذي لن يقبله المقاتلون. وفي حيرة من أمره بين العديد من الاختيارات، ظل سيلفستر مترددا في حسم القرار، وتبليغ الأمر عبر جهاز الراديو إلى رئيسه المندوب السامي. وفي هذا الصدد، أعلن ضابط الأمن كاراسكو بأن ثلاثة فيالق ريفية يتكون كل واحد منها من ألفي رجل، تراقب أنوال. وفي الواقع، يتعلق الأمر بمقاتلين جاؤوا لدعم إخوة السلاح. ورغم أن عدد الريفيين لم يكن كبيرا، إلا أنهم أكثر عزما على القتال، فقد كانت معركة إغريبن قاسية، وكان على عبد الكريم مطالبة مقاتليه بالصمود في مواجهة العدو. ومن أجل الوصول إلى بن الطيب، على بعد كيلومترات، لم يكن أمام القوات الاسبانية سوى طريق واحد في وضعية سيئة، وفي منتصف الطريق، وبعد عبور منطقة تدعى ايزومار، تصبح الطريق ضيقة وسهلة الحصار. وفي بن الطيب، كان الإسبان يتوفرون على مخزن للأسلحة، قرر سيلفستر استعماله إلى جانب باقي المراكز التي تم إخلاؤها، في انتظار وصول التعزيزات العسكرية. لم يتم احترام الأوامر التي قدمها سيلفستر لضباطه بشأن سرية العملية، وقبل تجميع مختلف الوحدات والانطلاق نحو الطريق في أعالي الجبال، كانت قوات الأمن تؤمن عبور الجيش الاسباني ومغادرة انوال، وكان على الجرحى تقدم المسيرة متبوعين بالآليات العسكرية وبعدها بالمشاة. هكذا خطط الجنرال لعملية انسحاب حوالي ستة آلاف شخص. وعلى الساعة الحادية عشرة، شرعت الدفعة الأولى من الجنود في مغادرة أنوال، تحت طلقات الرصاص من قبل الريفيين، الذين لم يصدقوا ما يجري، وهو انسحاب القوات الإسبانية، وكان على رجال الشرطة من السكان المحليين حماية المنسحبين، لكن سرعان ما انقلبوا على القوات الإسبانية، ووجدت قوات سان فرناندو نفسها وجها لوجه مع من يفترض أنهم قوات مساعدة لهم. وبفضل هذا التحول، وجد المقاتلون الريفيون أنفسهم في وضع جيد للقتال واختيار أهدافهم، وفي الطريق، واجه الإسبان عملية اختلاط مرعبة، بسبب عرقلة المرور الناجم عن وجود آليات وخيول وجرحى، صعبت مرور القوات الاسبانية. وفي تلك المعركة، فقد الضباط الكثير من جنودهم، وفشلوا في محاولة إعادة تجميع الفيالق المفككة أمام حالة الذعر الجماعية التي أصابتهم، بعد اختلاط مختلف الفيالق، وسقوطها تحت القصف الكثيف للمقاتلين الريفيين. وخلال عملية الانسحاب، تحدث البعض عن إرسال سيارة خاصة من دار الدريوش لفائدة الجنرال سيلفستر، لكن قبل أن يمتطيها، أصيب برصاصة أودت بحياته، وهو على بعد سبعة كيلومترات من أنوال، لتسقط السيارة بين يدي المقاتلين المسلمين. وتبقى حقيقة مقتل الجنرال غامضة، في ظل عدم العثور على جثته. وحرص عبد الكريم على تسليم جثة الكولونيل موراليس والذي كان يكن له احتراما، إلى الإسبان، في الوقت الذي اتهمت القوات الإسبانية الزعيم الريفي بالطواف برأس الجنرال سيلفستر عبر الأسواق، وهو ما نفاه عبد الكريم، لتظل وفاته غامضة إلى اليوم.

حرب الريف … سقوط الجنرال سيلفستر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هاي تيك ... هواتف ذكية من "إستجي"

العروسي ... فنان "عايش جوال"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات