مراكز النداء… سلاح فعال للتجار على الأنترنت

تسوق كل أنواع الخدمات تكفي الزبائن عناء البحث في الأنترنت أو اختيار عرض أو خدمة ما منذ خمس سنين وإيمان تشتغل بأحد مراكز النداء المتخصصة في تسويق الوجهات السياحية عبر العالم. تقوم مهمة هذه الشابة المغربية، التي تتحدث لغة موليير بطلاقة وفصاحة كبيرتين، على مساعدة الزبائن الفرنسيين والبلجيكيين والسويسريين، مع التركيز بشكل أساسي على السوق الفرنسي، على اختيار إحدى الوجهات السياحية عبر أكثر المناطق جذبا للسياح حول العالم. وجهات سياحيةوتتوزع هذه الوجهات السياحية، التي تسوقها إيمان لصالح شركة فرنسية تهتم بالأسفار الجماعية المنخفضة الكلفة، بين المغرب في إفريقيا وتايلاند في القارة الآسيوية مرورا بتونس ومصر وصعودا إلى دول أوربا الشرقية مثل التشيك وكرواتيا واليونان ونزولا مرة أخرى إلى القارة السمراء ببلدان مثل السنغال وجنوب إفريقيا وكينيا، إضافة إلى جزر الكناري. كما تشمل الوجهات السياحية المسوقة من طرف هذه الشركة الفرنسية، عبر مركز للنداء يتخذ من المغرب مستقرا له، رحلات في الشرق الأوسط، إذ في مقدمة الوجهات بهذه المنطقة إمارة دبي، المدينة التي تحولت في ظرف سنوات قليلة إلى واحة من الأبراج والمراكز التجارية الفخمة والضخمة في قلب صحراء شبه الجزيرة العربية.وتشرح إيمان، في حديث مع "الصباح"، أنه على خلاف مجموعة من مراكز النداء المستقرة بالمغرب، لا تلجأ هي وزملاؤها إلى "انتحال" أسماء غير أسمائهم الحقيقية لإيهام الزبائن الأوربيين بصدق وحقيقة العروض التي يقترحون عليهم، وأضافت أن الزبائن أصبحوا على دراية بأن مراكز النداء تستقر خارج البلد الذي تتوجه إلى زبنائه، وعليه "فإنه أصبح من المحتم علينا أن نخبرهم بمكان وجودنا"، تقول إيمان، ثم تضيف "لقد صرنا نخبرهم بمجرد ربط الاتصال بهم (أو اتصلوا هم بنا) أننا نتصل بهم من مدينة الدار البيضاء". وتكشف أن الزبائن الأوربيين أصبحوا يرتابون عندما يتعاملون مع مركز نداء معين، إذ يخشون الوقوع ضحية نصب واحتيال، خاصة وأنهم عندما يحجزون رحلة إلى وجهة سياحية معينة فإنه يتحتم عليهم تزويد الشركة التي تقدم هذه الخدمات بأرقام بطائقهم الائتمانية، وفي هذا السياق توضح إيمان أن وكالة الأسفار السياحية التي تشتغل لصالحها بمركز النداء تحظى بثقة عالية لدى زبائنها، إذ يستحسنون جودة نظامها للحجز عبر الأنترنت والذي "يعتبر من أكثر الأنظمة أمانا"، تقول إيمان.ولا يقتصر دور إيمان على استعراض الوجهات السياحية المتوفرة، بل يشمل دورها كذلك تضمين العرض معطيات حول رحلة الطائرة (التي تكون ذهابا وإيابا)، علاوة على الحجز في أحد الفنادق بالوجهة المقصودة، وكذلك مساعدة الزبائن الحيارى على اختيار وجهة سياحية ما أو عرض ما. وتتم كل هذه العمليات عبر الموقع الإلكتروني للشركة، والذي يستعرض كافة مميزات رحلة من الطائرة وحتى أدق تفاصيل الجولة السياحية سواء تعلق الأمر بوجهة صحراوية أو ساحلية أو جبلية أو في أدغال قارة ما...وتروي إيمان، على سبيل الطرفة والمستملحة، أن نسبة كبيرة من الفرنسيين الذين تتعامل معهم، ومن شدة تأثرهم وتعودهم على خدمات مراكز النداء، لم يعد بإمكانهم الاستعلام عن تفاصيل عادية موجودة على موقع وكالة الأسفار الفرنسية التي تتعامل معهم، إذ كلما استغلق عليهم أمر معطى ما يربطون الاتصال بها أو بأحد زملائها وزميلاتها، للاستفسار وطلبا للتوضيح.نداء إلى الألمانوإذا كانت إيمان قد تجلدت و"كافحت" طيلة خمس سنوات في مركز النداء إياه، مع ما يعنيه ذلك من متاعب مع السمع من وقع الساعات الطويلة التي يقضيها هؤلاء الشباب وهم "يرغون" في مايكروفونات وسماعات ملصقة إلى آذانهم لمحاولة إقناع زبون ما بجدوى عرض ما أو منتج أو خدمة ما، فإن عبد الحليم لم يقاوم لأكثر من سبعة أشهر، خرج بعدها بمشكل في أذنيه، إذ صار لا يقوى على تحمل الضجيج أو الأصوات الحادة، التي ينزعج أو يغلق أذنيه ريثما تتلاشى.ويحكي هذا الشاب أنه اشتغل في أحد مراكز النداء بالعاصمة الرباط، في قسم اللغة الألمانية، إلى جانب العشرات من الشباب الآخرين سواء في القسم الألماني أو القسم الإسباني أو الإنجليزي، يروج سلع إحدى الشركات الفرنسية المتخصصة في تسويق المنتجات الخزفية لزبائن ألمان وسويسريين، على وجه الخصوص. ويقول إن مهمتهم كانت إقناع الزبون بالتوجه إلى معرض تنظمه الشركة المذكورة، وذلك باستعمال كل الأساليب حتى لو تعلق الأمر بالإغراء عن طريق وعد الزبون بالحصول على هدية مجانية بعد الزيارة... موضحا أن أساليب التحدث إلى الزبائن وطرق إقناعهم مدونة في كتيبات خاصة يتم تزويدهم بها ويحفظونها عن ظهر قلب، وتتضمن هذه الكتيبات أجوبة وحلولا للتعامل مع الزبائن الذين يبدو عليهم التردد.ويؤكد عبد الحليم، أو لويس وفقا للاسم الذي كان "ينتحله" للتعامل مع الزبائن الألمان أو السويسريين المحتملين، أنه وزملاءه كانوا يجرون مكالمات هاتفية يصل عددها أحيانا إلى 300 مكالمة في اليوم الواحد، وذلك بالاستناد إلى دلائل تحتوي على أسماء وعناوين الزبائن المحتملين وطبيعة عملهم وأرقام هواتفهم، متأرجحين بين الفشل و"الإجهاز" على أحد الزبائن، علما أن هناك جوائز تشجيعية لمن ينجح في استقطاب أكبر عدد من الزبائن، شريطة أن يلتزم كل منهم الحيطة والحذر الشديدين خشية السهو والتفوه بكلمة عربية قد تثير الخوف أو الريبة في نفوس الزبائن... محمد أرحمني

مراكز النداء… سلاح فعال للتجار على الأنترنت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قاعدة متنوعة من الخدمات والمنتوجات في الأنترنت

التجارة الإلكترونية تشهد نموا مضطردا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات