المرابط مدرب اتحاد طنجة قال إنه كان يستغل التصريحات لإبعاد الضغط عن لاعبيه قال إدريس المرابط، مدرب اتحاد طنجة لكرة القدم، إنه سعيد بإدخال الفريق إلى التاريخ بالفوز بلقب البطولة الوطنية السبت الماضي، بعد الفوز على المغرب التطواني بهدفين لواحد في الدورة قبل الأخيرة. وأضاف المرابط، في حوار مع «الصباح»، أنه آمن بقدرات لاعبيه، وحماهم من الضغط الذي عاشوه في الفترة الأخيرة، ليردوا الجميل بتحقيق حلم مدينة، حسب قوله، رغم أن لا أحد كان ينتظر تتويج الفريق بالبطولة. وأوضح المرابط أن عملا كبيرا مازال ينتظر الفريق في المواسم المقبلة، مشيرا إلى أنه يتابع عن كثب مع المكتب المسير الفئات الصغرى في مشروع على المدى الطويل. وتحدث المرابط عن تفاصيل أخرى في هذا الحوار. ألم تغامر بقبول مسؤولية تدريب اتحاد طنجة بعد الانفصال عن بادو الزاكي؟ أولا، كان لي الشرف للاشتغال مع الإطار الوطني بادو الزاكي في اتحاد طنجة. للأسف لم يحالف الحظ هذا المدرب رفقة الفريق، فتم الانفصال بين الجانبين، وهي أمور عادية، وتحدث في كرة القدم وتقبلها الزاكي مثلما تقبلها الفريق. بصفتي ابن المدينة وابن الفريق، قبلت دعوة المكتب المسير، لتحمل المسؤولية، بعد مغادرة الزاكي. هل كنت تنتظر هذه الفرصة؟ نعم، كنت أنتظر هذه الفرصة. وأحمد الله أنني توفقت فيها، وساهمت في إحراز الفريق لقب البطولة لأول مرة في تاريخه. هل كان هدفك التتويج باللقب عندما تم تعيينك مدربا له وسط الموسم تقريبا؟ لا. كان الطموح هو إخراج الفريق من أزمة النتائج التي كان يعانيها، ووضعه في بر الأمان. هذا ما دار في حديثي مع رئيس الفريق حميد أبرشان خلال اجتماع خاص حينها، لكنني أكدت له أن الأمور إذا صارت في الاتجاه الصحيح، فإنه يمكننا المنافسة على المراكز الخمسة الأولى في الترتيب، على أساس توفير الظروف المواتية. وماذا جرى بعد ذلك؟ اكتسب اللاعبون ثقة في أنفسهم، بعد تحقيق سلسلة من الانتصارات المتوالية، وتسلقنا المراكز في صمت. متى بدأت ملامح الفريق البطل تظهر على اتحاد طنجة؟ حين أخذنا بزمام الأمور. لا أحد كان يصدق في تلك الفترة أن اتحاد طنجة سينافس على اللقب، من خلال البداية المتعثرة التي حصلت (ثماني نقاط في ثماني دورات رفقة بادو الزاكي). آمنت بقدرات اللاعبين من أجل احتلال الرتب المتقدمة. بعد مباشرة عملي، شعرت برغبة اللاعبين في تطوير أنفسهم وتحقيق نتائج جيدة، لهذا كبر طموحنا، مع مرور الدورات، ووصلنا إلى الصدارة، ثم أصبح لنا حلم الفوز بالبطولة. وأنت ألم تكن ترشح اتحاد طنجة في البداية للفوز باللقب؟ كان دوري هو إبعاد الضغط عن اللاعبين، لهذا، ومن خلال تصريحاتي، كنت أقول إن للدوري أصحابه. لكن كنت أومن بداخلي أننا قادرون على إحراز لقب البطولة. كما كنت أومن أن اللعب على "البوديوم" سيكون إنجازا كبيرا في حد ذاته. ماذا عن النتائج السلبية في بعض الدورات ألم تدخلكم دائرة الشك ؟ أثارني خوف عدم رد الجميل للجمهور الطنجاوي العظيم، والمكتب المسير الذي اشتغل، ووضع ثقته في شخصي في ظرف صعب. لكنني كنت أومن دائما بتعطش اللاعبين لدخول التاريخ. صحيح أن الخسارة أمام الفتح الرياضي وبعدها بوادي زم أمام السريع أدخلتنا دائرة الشك حول إمكانيات المواصلة في الطريق التي كنا نسير عليها، لكنني في الحقيقة كنت مؤمنا بالوصول إلى الهدف المنشود. كيف دبرت مباراة المغرب التطواني التي توجتم بعدها باللقب ؟ أولا، أهنئ أولمبيك آسفي على روحه الرياضية وشراسته في مباراته أمام الوداد. وبالنسبة إلى مباراة الديربي أمام المغرب التطواني فقد أجريت تحت الضغط، وكلنا نعرف ظروف وأجواء الديربيات وحساسيتها. تلقينا هدفا في الشوط الأول. كان صعبا علينا بالطبع، وفي الشوط الثاني كان اللاعبون مؤمنين بقدراتهم. كانت طموحاتهم وعزيمتهم أقوى، لزرع السعادة في نفوس محبي الفريق. عدنا في المباراة، وحققنا الفوز واللقب، كما تعلمون. ما هو الإحساس الذي انتابك أثناء المباراة؟ أولا، كنت أعرف أن لا أحد كان يتوقع إحراز طنجة هذا اللقب. حتى نحن لم نكن نتوقع ذلك. الحمد لله بتضافر جهود الجميع بلغنا المراد. بدأنا المعركة، ولم يكن مسموحا لنا بالرجوع إلى الوراء. أشكر الجميع على المساندة، خاصة الجمهور الطنجاوي العظيم، الذي يستحق أكثر من هذا اللقب، وكذلك المكتب المسير الذي كان في أمس الحاجة لدخول تاريخ الألقاب. لا بد أنكم عانيتم كثيرا؟ عانينا عبئا ثقيلا، لكننا آمنا بقدراتنا. كما قلت في بداية مشوارنا، أننا كنا بصدد بناء فريق المستقبل، فجأة فتح في وجهنا باب المنافسة على اللقب. لم نتردد في دخول التاريخ عن جدارة. الشكر الكبير كذلك للإعلام الطنجاوي الذي ساندنا. الجميع كان يتمنى هذه اللحظة، وهذا الإنجاز. في المباريات الخمس الأخيرة عشنا ضغطا كبيرا، بسبب التخوف من ضياع فرصة أول لقب، والرغبة في كسب التحدي وتحقيق هذا الإنجاز. ألا تفكرون في مراجعة سياسة العمل القاعدي بالفريق؟ أحرز الفريق بطولة هذا الموسم بمجموعة من اللاعبين المحليين. بالنسبة للمستقبل، فالفئات الصغرى في صلب اهتماماتي وإستراتيجية المكتب المسير للنادي. أفضل لاعبا من فريق الشباب أو الأمل، بدل انتداب لاعب مكلف ماديا. أتابع بعض مباريات الفئات الصغرى، لأن عملنا يراهن على المدى البعيد، في انتظار مركز التكوين الذي يشهد إصلاحات وفق مشروع رصدت له مبالغ مالية مهمة. حافظت على المجموعة نفسها التي تركها بادو الزاكي، أليس كذلك؟ فعلا، لم نجر تغييرات كبيرة، ركزنا على العمل أكثر من تغيير اللاعبين. بعض المتتبعين لا يعرفون مسارك المهني، كيف تعرف به؟ بعد الاعتزال، ولجت عالم التدريب، ونلت شهادة التدريب من معهد كليرفونتين بفرنسا. عملت في البداية مدربا مساعدا لعمر الرايس مع اتحاد طنجة في الموسم الرياضي 2000 / 2001، ودربت اتحاد شفشاون في بطولة الهواة، ثم العروبة العماني، الذي أحرزت معه لقب البطولة، قبل أن أدرب أندية النصر وصحم ومسقط والشباب بعمان. وماذا عن مسارك لاعبا؟ مررت عبر الملاعب الوطنية لاعبا بفرق الأحياء، من حي موح باكو ببني مكادة الشهير. التحقت في سن 16 سنة، بفئة الشباب لحسنية طنجة، وبعد موسم واحد التحقت بفئة الكبار للفريق بالقسم الوطني الثاني في موسم 1983 / 1984. بعد ذلك لعبت لاتحاد طنجة الذي شاركت معه في إنجاز الصعود إلى القسم الأول موسم 1985 / 1986. وفي 1995 خضت أول تجربة احترافية في القسم الثاني من الدوري البرتغالي مع نادي توريينسي، قبل العودة إلى اتحاد طنجة لموسم واحد. التحقت بعدها بوداد فاس بالقسم الأول لموسمين، وعدت لخوض تجربة احترافية جديدة بنادي العروبة العماني خلال موسم 1998 / 1999، ولعبت أيضا بالفجيرة الإماراتي، قبل الاعتزال. أجرى الحوار: محمد السعيدي (طنجة) في سطور: الاسم الكامل: إدريس المرابط تاريخ ومكان الميلاد: 26 يناير 1967 بطنجة متزوج الفرق التي دربها: اتحاد شفشاون والعروبة والنصر وصحم ومسقط والشباب بعمان. أبرز الإنجازات: الصعود مع اتحاد طنجة إلى القسم الأول موسم 1985 / 1986 الفوز بالبطولة العمانية مع العروبة الصعود إلى القسم الأول العماني مع اتحاد صلال بورتري مطرب الحي الذي أطرب بعيدا عن الأخلاق العالية، العديد من الصفات المميزة التي يتحلى بها ابن حي موح باكو، بمنطقة بني مكادة الشهيرة، التي انطلقت منها شرارة أحداث عديدة جعلتها تتبوأ عناوين الأخبار، لكن هذه المرة كانت الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص، هي العنوان، حين تمكن إدريس المرابط من صنع الأمجاد، بتحقيق أول لقب للبطولة في تاريخ الفريق. العديد من متتبعي مسيرة اتحاد طنجة يجهلون المسار المميز لابن طنجة الذي قلب الموازين، وأثبت أن "مطرب الحي يمكنه أن يطرب". خبر المجال من خلال تجربة ناجحة في مجال التدريب بالخليج، سيما في سلطنة عمان التي فاز فيها بعدة ألقاب. عندما تسلم تدريب اتحاد طنجة بعد إقالة الزاكي، توقع كثيرون أن تكون مهمته عابرة فقط، وسرعان ما يأتي مدرب بعده، لكنه مع توالي المباريات تبين أن الرجل قادر على تحقيق ما عجز عنه المدربون الذين سبقوه. لم يتأخر إدريس المرابط في تقديم نفسه للجمهور المغربي، مدربا يعرف ماذا يريد، وقادر على المنافسة على الألقاب.