“الجرار” في مفترق الطرق

جناح المنصوري يحاصر رفاق العماري وخلافات تستبق دورة المجلس يعيش الأصالة والمعاصرة أجواء الترقب والانتظار المشوب بالقلق حول مصير الحزب، ومدى قدرته على كسب رهان الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني، وإنهاء حالة الأزمة التي فجرتها استقالة إلياس العماري، الأمين العام للحزب، قبل أشهر، والتراجع عنها، ما فتح الباب أمام معارضيه لقيادة حملة ضد استمراره على رأس الحزب. وأفادت مصادر "الصباح" أن أجواء من التوتر بدت تخيم على المؤسسات القيادية للحزب، خاصة مع قرب عقد دورة المجلس الوطني، وغياب رؤية واضحة لما يتهيأ في الكواليس، من قبل الأطراف المتصارعة، وغياب اصطفاف واضح مبني على رؤى وبرامج متنافسة، في مجلس وطني يتجاوز عدد أعضائه الألف، وتتفاوت مستويات وعيهم السياسي بالرهانات التي تواجه الحزب، وهيمنة التقاطب الخفي. وقال مصدر قيادي فضل عدم ذكر اسمه، إن خلافات عميقة بدت تلوح في الأفق بين مكونات سكرتارية المجلس الوطني بقيادة فاطمة الزهراء المنصوري، وأعضاء اللجنة الوطنية المنتخبة من الجهات، والتي كلفت بإعداد مقترحات وسيناريوهات ما بعد قبول استقالة إلياس العماري، حول مضمون التقرير الذي سيقدم إلى المجلس الوطني، طبقا لقرار المجلس الوطني في دورته 21، والذي أوكل إليها الإعداد للدورة، وهو العمل الذي أنجزته ورفعت تقريرا بشأنه إلى سكرتارية المجلس. وعلمت "الصباح" أن اجتماعا حاسما سيعقد غدا (الثلاثاء)، يضم اللجنة الوطنية الموسعة المشكلة من السكرتارية وممثلي الجهات، وحضور كل من إلياس العماري، الأمين العام، وفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، العائدة بقوة إلى الحزب، بعد فترة غياب لم تخل من حروب مع "الزعيم"، من أجل مناقشة التقرير الذي سوف يعرض على المجلس الوطني، والذي يعرف اختلافات بين مكونات اللجنة. ويرفض أغلب القياديين الذين اعتادوا تأثيث المشهد الإعلامي بخرجاتهم وتحليلاتهم، للوضع السياسي، الإدلاء برأيهم في وضعية الحزب عشية المجلس الوطني، بسبب الضبابية وغياب الرؤية والوضوح اللازمين، خاصة مع تراجع دور إلياس العماري، واستعداده للتنحي عن قيادة الحزب. وبخصوص وجود أجنحة أو تيارات متصارعة داخل الحزب، أكد المصدر ذاته أنه يصعب الحديث عن تيارات بالمعنى الحقيق للتيار، أي اصطفاف وراء أرضية سياسية وتوجيهية واضحة، و"قيادة" تنسق وتوجه، مكتفيا بالحديث عن قطبين الأول تمثله فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، ويحظى بدعم العديد من القياديين والبرلمانيين، في مقدمتهم عبد اللطيف وهبي، والذين يطالبون بإعمال الديمقراطية كاملة في جميع أجهزة الحزب ومؤسساته. أما القطب الثاني، والذي يمثله إلياس العماري، فيعتبر نفسه اليوم المتضرر الأكبر من تداعيات استقالة الأمين العام، بالنظر إلى اصطفاف عدد من القياديين النافذين إلى جانبه، أمثال حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، وعزيز بنعزوز، رئيس الفريق بالغرفة الثانية والمسؤول عن التنظيم في الحزب، والعربي المحارشي، المسؤول عن هيأة المنتخبين، والقيادي في المكتب السياسي، وعدد من الأطر في الجهات والمنتخبين، المقربين من إلياس العماري. برحو بوزياني دورة مفتوحة يبقى السيناريو الذي سيعتمده المجلس الوطني هو المصادقة على استقالة الأمين العام، وإبقاء دورة مفتوحة، وعقد الشوط الثاني بعد أسبوعين من موعد 26 ماي، من أجل استكمال انتخاب مكتب سياسي وأمين عام جديدين، وهو السيناريو الأكثر توقعا، بالنظر إلى استبعاد اللجنة الوطنية لسيناريو عقد المؤتمر الاستثنائي. ويخيم الانتظار على أعضاء المجلس الوطني البالغ عددهم 1076 عضوا، يمثلون المنتخبين عن الهيآت المحلية والإقليمية والجهوية وممثلي المنتديات الوطنية ومغاربة الخارج، وقطاعي الشباب والنساء، والبرلمانيين، في ظل صراع تطبعه لغة المصلحة أكثر من تقاطب سياسي أو فكري، خاصة بعد خفوت صوت "البام"، وتراجع دوره في الحياة السياسية، بعد صعود التجمع الوطني للأحرار، وطموح رئيسه عزيز أخنوش، في تبوؤ الانتخابات التشريعية في 2021، للفوز برئاسة الحكومة، وهي الوضعية التي فتحت الباب مبكرا للترحال من حزب إلياس العماري، الذي فشل في هزم العدالة والتنمية في انتخابات 2016.

“الجرار” في مفترق الطرق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قائد بالمحمدية وأعوانه يعتدون على جباس

توقيف قائد اعتدى على تلميذ بطنجة

مقالات ذات صلة