تافراوت… الجبال بألوان السينما

مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية يحتفي بنجوم الفن السابع ويعرض أفلاما في الهواء الطلق نام سكان تافروات، على غير عادتهم، سعداء، بعد ليلة جمعتهم بنجوم الفن السابع، وطردت المدينة الجميلة هدوءها، فاتحة ذراعيها، بين 12 و15 أبريل الجاري، لأشهر الفنانين.فأضواء الشاشة العملاقة التي نصبت في أشهر ساحة بالمدينة، وكاميرات المخرجين السينمائيين المشاركين في الدورة الثانية لمهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية، جعلت السكان يستمتعون بالقصص السينمائية. يفتخر المنظمون بقدرتهم على إنجاح مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية، رغم قلة دعم مالي، ويتحدثون عن سعادتهم بوجود السينما في تافراوت، فطيلة انعقاده تردد الجبال صدى زغاريد النساء، وصراخ الأطفال المنبهرين بأفلام بثت في الهواء الطلق.. إنها الصورة الجديدة لمدينة تتنفس كل أنواع الفنون. لا يتردد كمال الشهمات، مدير مهرجان تافسوت للسينما الأمازيغية المغاربية، في كشف أهداف تنظيم المهرجان، فهم يسعون إلى توطيد علاقة السكان بالسينما، والانفتاح على الثقافة الأمازيغية بمشاركة أفلام أمازيغية والتباري على جوائز المسابقة، بل إن المهرجان سعى إلى الانفتاح أكثر بتكريم عدد من الشخصيات، مثل أحمد أمهال ابن المنطقة ولطيفة أحرار، وابتسام عباسي من الريف، إضافة إلى محمد أبعمران الشهير ب «بوتفوناست» ابن سوس. وتقف جمعية أناروز للتنمية والتواصل الثقافي وراء تنظيم المهرجان، ولا يمل أعضاؤها من السعي إلى جعله ضمن خريطة المهرجانات الوطنية والدولية والانفتاح على السينما الأمازيغية في شمال إفريقيا وتبادل التجارب بين المهنيين، فالمدينة، حسب الشهمات، تشهد غياب قاعة سينمائية، إلا أن ذلك لا يمنع الأعضاء من بذل جهود كبيرة لاستغلال موقعها الإستراتيجي وبعدها القروي لتسويق صورتها، حتى تتمكن من جلب المخرجين والمنتجين. أما المحفوظ جالي، نائب رئيس جمعية أناروز، فأكد أن هدف مهرجان «تافسوت» هو تقريب السينما والفن السابع إلى «أدرار» وسكان المداشر، وجلب المستثمرين في مجال السينما والفن للتعرف على المنطقة والاستثمار في هذا الفن الذي له رسالة نبيلة، خاصة أن المنطقة لها مؤهلات ثقافية وتراث ومجال جغرافي مناسب جدا للإنتاج السينمائي والفني، لذلك ف»هدفنا هو استقطاب هؤلاء والتعريف بالفن السابع، خصوصا أن الدورة الحالية شهدت قفزة نوعية تمثلت في حضور إعلاميين وممثلين وفنانين أمازيغ»، في حين كشف محمد قاسمي، المنسق الإعلامي للمهرجان، عن المؤهلات التي تتوفر عليها المدينة وتجعلها تضاهي المناطق المعروفة بالسينما على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أن الدورة الثانية عرفت تحسنا ملحوظا بشهادة المشاركين والضيوف، رغم الإكراهات المادية والبعد الجغرافي الذي يمنع العديد من الممثلين والفنانين من الحضور، وهو ما تمثل في الأنشطة الموازية للمهرجان، خاصة تنظيم مسابقة للهواة في فن التصوير وعرض أفلام قصيرة. لم يكتف المنظمون فقط بعرض الأفلام، بل فتح المهرجان الباب أمام تنظيم ورشات همت عددا من الدورات التكوينية في التصوير والمونتاج وكتابة السيناريو، إضافة إلى تنظيم قوافل سينمائية في دواوير تافراوت، وندوة فكرية تحت عنوان:»بداية السينما الأمازيغية في المغرب: أعمال و أعلام»، إضافة إلى تكريم مجموعة من الوجوه السينمائية التي تشتغل في مجال السينما الأمازيغية، وحفلات فنية. العراقي... عشق التشكيل في إحدى قاعات مدرسة ابتدائية وسط تافراوت حرصت الفنانة التشكيلية إلهام العراقي، على الاحتفاء بلوحاتها الفنية، وكشفت الفنانة ل»الصباح» عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان السينمائي، الذي يجمع بين عدة فنون، مثل الموسيقى والرسم والسينما، علما أنها اعتادت عرض لوحاتها بالولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وأشهر المعارض بالبيضاء والرباط. وأوضحت العراقي أن لوحاتها التشكيلية تتضمن ثلاثة مواضيع تنصهر في عرض الواحد، فالموضوع الأول يتمثل في «النور الوهاج»، ويتجسد في لوحات يغلب عليها الضوء، أما الثاني فهو «التسبيح»، وهو الأقرب إلى نفسها، حسب قولها، لأنه «رسالة روحانية تعتريني وتُزهر في لوحاتي لأستطيع من خلالها التعبير عن الشكر والحمد لله»، أما الاتجاه الثالث، فيتلخص في «الوقت» الذي يتمثل في عدة أشكال تعبيرية، مثل النحت والصباغة الزيتية، لكن جميع اللوحات تشترك في الألوان التي تستطيع تفجير هواجسها الفنية وتبلور ما تتخيله وتفكر فيه. ويغلب على لوحات إلهام العراقي الضوء الخافت الذي ينبع دوما من ألوان تُصنف ضمن خانة الساخنة أو الحارة، وخاصة منها اللون البُني التي ترتاح العراقي في الاشتغال بها. أحرار: "الجبال" تستحق السينما أبدت الفنانة لطيفة أحرار سعادتها بحضور مهرجان تافراوت السينمائي، فالثقافة الأمازيغية جزء أساسي في الفنون وتضاهي الأعمال الفنية العربية والفرنسية والإنجليزية، مشيرة إلى أن السينما لا تقتصر فقط على المدن الساحلية، بل تمتد إلى الجبال أيضا. وتحدثت أحرار، التي تم تكريمها في المهرجان، عن أهمية السينما الأمازيغية، خاصة أن الثقافية الأمازيغية حاضرة بقوة في السينما من خلال الشخوص، أو الدراما والكلمة، وهو ما يجعلها، حسب تصريحها ل»الصباح» تشعر بالفرح، لأن الشخصيات الأمازيغية ساهمت في بناء تاريخ البشرية وليس فقط تاريخ الأمازيغ. خالد العطاوي

تافراوت… الجبال بألوان السينما

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يتفقد جنود مراقبة التراب الوطني

عودة أسد وسعد الله إلى التلفزيون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات