نطالب بشراكة مع الدولة في التوجيه

زودي أكد أهمية الاستثمار في تكوين كفاءات بدل تخريج حاملي شهادات و89 % من الخريجين يشتغلون أكد محمد زودي، مدير عام المعهد العالي للهندسة التطبيقية (IGA) المعاريف، أهمية الاستثمار في تكوين كفاءات بدل تخريج حاملي شهادات، موضحا أن المعهد استغل ارتباطه بشراكات مع 150 مقاولة، من أجل تحسين شروط التكوين وملاءمتها مع حاجيات سوق الشغل، ما ساعد على بلوغ نسبة تشغيل وصلت إلى 89 %، منبها في حوار مع «لصباح» إلى أن التوجيه أصبح معضلة حقيقية بالنسبة إلى التلاميذ والأسر، مطالبا بشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل أجرأة جهود التوجيه وتنظيمها. في ما يلي نص الحوار: < ما موقع التوجيه في إستراتيجيتكم للتكوين؟ < يحتل التوجيه موقعا متميزا في إستراتيجيتنا للتكوين، ما يظهر من خلال سياسة الأبواب المفتوحة، التي تتيح للتلاميذ وأولياء الأمور الاضطلاع على مختلف الشعب ومسالك التكوين، وكذا ظروف الدراسة في المعهد العالي للهندسة التطبيقية (IGA)، وذلك بالاعتماد على أطر ومستشارين متخصصين، يعملون على توفير رؤية واضحة للتلميذ بعد نيله شهادة الباكلوريا، بخصوص المسلك الذي سيقوده إلى المهنة التي يرغب فيها مستقبلا. وبهذا الخصوص، يستقبل المعهد سنويا عددا كبيرا من الزوار الباحثين عن تكوينات عالية الجودة، إذ نوفر لهم جميع المعلومات الخاصة بكل تكوين على حدة، علما أننا استجبنا لأحد أهم الإكراهات التي تواجه الأسر، والمتعلقة بقبول الشهادات التي سيتحصل أبناؤهم عليها في مباريات التوظيف في الإدارة العمومية، بعد حصول مؤسسات على اعتراف وزارة التعليم العالي في هذا الشأن، وبالتالي أصبح بإمكان خريجينا معادلة شهاداتهم بسهولة، والولوج إلى مختلف مباريات دون تمييز. وأود الإشارة في هذا الشأن، إلى تنظيم المعهد لزيارات إلى المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، لغاية تقديم شروحات حول مسالك التكوين مهن المستقبل، مؤطرة من قبل طاقم متخصص، الأمر الذي أعتبره إيجابيا بالنظر إلى أهمية التوجيه، الذي يمثل معضلة حقيقية اليوم، ويتسبب في زيادة وتيرة الهدر الجامعي وتنامي معدلات البطالة في صفوف الخريجين. < ما هي إستراتيجيتكم لتوفير خريجين مؤهلين للاندماج في سوق الشغل؟ < يستند المعهد العالي للهندسة التطبيقية إلى خبرته الطويلة في التكوين، من أجل تحسين الولوج إلى الشغل، يتعلق الأمر بالهندسة باختصاصاتها المختلفة، وكذا علوم التدبير، إذ تنصت إدارة المعهد باهتمام إلى سوق الشغل، وتتواصل في إطار شراكات مع أرباب العمل لفهم متطلباتهم، وبالتالي فقوتنا تكمن في استشراف حاجيات السوق والاستثمار في جودة التكوين. ونحاول من خلال تحيين المناهج الدراسية، من أجل تعزيز ملاءمة التكوينات لمتطلبات المقاولات، إذ يسمح التشخيص الديناميكي للأنشطة الاقتصادية بدوره، بإدخال تعديلات تفرضها مواكبة المحيط وسوق العمل. وبهذا الخصوص، نراهن على تكوين كفاءات بدل تخريج حاملي شهادات، ذلك أنه عند بلوغ الطلبة مرحلة التخرج، أي استكماله خمس سنوات من الدراسة في المعهد، يصلون إلى مستوى الإطار المحترف، عبر مراكمتهم ما يناهز عشرة أشهر من التدريب في مقاولات كبيرة، وتوفرهم على رصيد عملي من 20 مشروعا، ما يتيح لهم الاستفادة من سيرة ذاتية مهنية، تؤهلهم لولوج سوق الشغل بيسر، وهو الأمر الذي يظهر من خلال معدل حصول خريجينا على فرص عمل داخل أجل ستة أشهر الموالية للتخرج، البالغ 89 %، وهو معدل مهم بالنظر إلى وضعية السوق الحالية، ويؤكد كفاءة وجودة تكوين خريجي المعهد، الذين يستفيدون من حملة توظيف سنوية تنحت اسم «جوب دايز»، تستقطب أزيد من 30 مدير موارد بشرية، يحملون عروضا للتدريب والتدريب قبل التوظيف والتشغيل المباشر. < كيف تتعاملون مع مطالب ضمان الشغل بعد انتهاء التكوين؟ < إنه سؤال مهم، بالنظر إلى خطورة الشعارات التسويقية الرائجة حول ضمان التشغيل من قبل بعض مؤسسات التعليم العالي الخاصة. أستطيع التأكيد على وجود خريجين حاملين لأرقى الشهادات، لكنهم لم يتمكنوا من لوج سوق الشغل، باعتبار افتقادهم لمجموعة من الإمكانيات، التي يوفرها المعهد العالي للهندسة التطبيقية، المتمثلة في التواصل والخبرة العملية، وكذا جودة التكوين، إذ يتفرد المعهد بتوفره على نسبة 60 % من الأساتذة الدائمين، الذين يعملون بشكل متواصل على مواكبة الطلبة وتأطيرهم. وباستقراء مستقبل تطور سوق الشغل، يتضح أن الخبرة العملية والتكوين الجيد مفتاح الحصول على عمل، باعتبار عولمة هذه السوق، التي أصبحت تفرض أن يكون الخريج قادرا على العمل في أي بيئة مهنية. سياسات وإستراتيجيات التنمية على المدى المتوسط والطويل بالمغرب تشكل إطارا مرجعيا أساسيا ولكن غير كافية على الأرجح. البعد المنهجي للخبرات راجع إلى عولمة الاقتصادات، وبالتالي افتتاح مقاولات بالأسواق الخارجية. نحن نتوقع المزيد من اليد العاملة المتخصصة وأطر ترغب في التنقل عالميا، خصوصا عبر الشركات متعددة الجنسيات. < هل تعتبرون الولوج إلى التمويلات عائقا أمام استقطاب طلبة جديد في التعليم العالي الخاص؟ < أستطيع التأكيد على تنامي الطلب على عروض التكوين في قطاع التعليم العالي الخاص، إلا أن معدل الولوج إلى هذه المؤسسات ما زال دون الأهداف المحددة من قبل وزارة التعليم العالي، التي أشارت في توقعاتها إلى استقطاب الخواص نسبة 20 % من حملة الباكالوريا خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي لم يتحقق، ذلك أن النسبة لا تتجاوز حاليا 5 % فقط. بالنسبة إلى التمويلات، تجب الإشارة هنا، إلى أن أسعار وتعريفات مؤسسات التعليم العالي الخاصة، ظلت في مستويات ثابتة مقارنة مع إكراهات الظرفية الاقتصادية، ورغم ارتباطنا بشراكات مع مجموعة من البنوك، إلا أن الولوج إلى التمويل ظل محدودا، ما يفرض الحاجة إلى تدخل الدولة، من خلال توزيع منح خاصة على الطلبة، من أجل تشجيع الولوج إلى مؤسسات التعليم الخاصة، علما أننا نتوفر على نوعين من المنح، أولها تغطي تكاليف الدراسة بشكل كامل، فيما تصل قيمة منحة الاستحقاق الثانية إلى ألفي درهم شهريا. طلبة من 22 جنسية < كيف تدبرون إكراهات الطاقة الاستيعابية؟ < ليس لدينا مشاكل في الطاقة الاستيعابية بمراكز التكوين الثلاثة للمعهد العالي للهندسة التطبيقية، باعتبار حرصنا على تدريس عدد محدود من الطلبة، لغاية ضمان جودة التكوين ونجاعة التلقين، وبالتالي فكل مركز يحوي حتى ألف طالب، فيما لا تتجاوز نسبة الطلبة الأجانب منهم 25 %، يحملون أزيد من 22 جنسية، ولا يتعلق الأمر هنا، بالطلبة الأفارقة، وإنما بعراقيين وفرنسيين وروس وتونسيين وجزائريين وغيرها من الجنسيات، رغم تزايد طلبات التكوين التي نتوصل بها من الخارج. في سطور: - من مواليد 1978 بطنجة - باكلوريا علوم رياضية في 1997 - الإجازة في علوم المعلوميات من كلية العلوم والتقنيات بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة - دبلوم هندسة في الأنظمة المعلوماتية من ليون بفرنسا - مهندس سابق في شركة للخدمات في فرنسا - مدير مشروع سابق في شركة للخدمات بالمغرب أجرى الحوار: بدر الدين عتيقي

نطالب بشراكة مع الدولة في التوجيه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مشتل لإعداد مهنيي الصحة

ملتقى الطالب... بورصة الكفاءات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات